مبارك يكلف رئيس الوزراء الجديد ببدء الحوار مع المعارضة

كلف الرئيس حسني مبارك، أحمد شفيق رئيس الوزراء الجديد، بمهمة بدء حوار مع المعارضة، كما كلفه بأن تحافظ الحكومة على الدعم وتضع حدا للتضخم وتوفر فرص العمل. وطلب مبارك من شفيق إعادة الثقة للاقتصاد، معربا عن ثقته في قدرته على تنفيذ سياسات اقتصادية تولي أكبر اعتبار لمعاناة الناس.

عشرات آلاف المحتجين
في ميدان التحرير

يذكر ان محمد البرادعي، انضم الى عشرات آلاف المحتجين في ميدان التحرير، محطمين بذلك قرار حظر التجول الذي بدأ منذ الساعة الرابعة بعد الظهر. وخاطب القيادي المصري المعارض، محمد البرادعي، الحشود، قائلاً إنه جاء "ليشاركهم حياتهم ومطالبتهم بحقوقهم وحريتهم" وأضاف: "لدينا مطلب واحد أساسي، وهو إنهاء هذا النظام وإطلاق مرحلة جديدة". ويتواجد بين المحتجين عدد كبير من القضاة ورجال الدين وهم يهتفون ضد نظام مبارك ويطالبونه بالرحيل.

هذا ويحتشد عشرات الالاف من المحتجين في ميدان التحرير وسط القاهرة، في سابع يوم من احتجاجات الغضب العارمة. بينما تحلق طائرات اف 16 الحربية فوق المحتجين وسط إصرار المتظاهرين على إسقاط النظام الحاكم في مصر، فيما يواصل الجيش نشر قواته بكثافة منذ صباح اليوم خاصة في القاهرة لضبط الأمن بعد انتشار عمليات سلب ونهب. وكان قد انضم أزهريون وقضاة إلى آلاف المتحجين الذين يتظاهرون في وسط القاهرة الآن. هذا وقال المعارض المصري محمد البرادعي: "على مبارك ان يرحل اليوم والولايات المتحدة تفقد مصداقيتها لاستمرارها بدعمه".

من جهته طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من وزرائه الامتناع عن التعليق على الأحداث الدائرة حالياً في مصر، وقال إن تل أبيب تنظر "بقلق" إلى ما يجري، وهي حريصة على إظهار "أقصى درجات المسؤولية والانضباط". وتترقب الاوساط السياسية بحذر ما يمكن أن تتطور إليه هذه الجنازات من تجدد أعمال العنف والتظاهر والمواجهات. من جهة أخرى قامت إدارة الثورة المصرية بتكليف محمد البرادعي بتشكيل حكومة انتقالية برئاسته مكان الحكومة المقالة بقرار من رئيس الجمهورية. هذا وقد نشر التلفزيون المصري صورا لموقوفين قال إن قوات من الجيش تمكنت من إلقاء القبض عليهم لقيامهم بأعمال نهب وسلب، فيما قررت اليوم الأحد، الحكومة المصرية المقالة وقف نشاط قناة الجزيرة الإخبارية.

المصريون أعلنوها ثورة
حتى اسقاط مبارك

وفي ساعات الصباح كانت الأجواء ساخنة للغاية في مصر، فقد أعلنها المصريون ثورة حتى إسقاط النظام، بل وإسقاط الرئيس حسني مبارك، فالمتظاهرون يأبون الانصياع إلى قرارحظر التجول الذي يفرض عليهم من الرابعة عصرا إلى الثامنة صباحا، ولم تقنعهم تلك الخطوة التي قام بها مبارك، حيث ألقى تشكيل الحكومة الجديدة على الدكتور الفريق أحمد شفيق،وزير الطيران المدني وقائد سلاح الجو السابق، كما أنه عيّن عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية، نائبا له.

وبالنسبة لعدد القتلى والجرحى، فقد أشار إحصاء لرويترز، استناداً لتقارير من مصادر طبية ومستشفيات وشهود عيان، إلى أن أكثر من 100 شخص قتلوا في احتجاجات عمت مصر للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك. ولم تتوافر أرقام رسمية، وربما تكون الأرقام الحقيقية مختلفة للغاية في ظل الفوضى في الشارع.

وفي بني سويف الواقعة جنوبي القاهرة قتلت الشرطة بالرصاص 17 شخصا أثناء محاولتهم مهاجمة مركز شرطة، وقُتل 8 أشخاص أثناء الإحتجاجات. وفي حادث آخر، لقي 8 أشخاص مصرعهم في اشتباكات عندما حاول سجناء الفرار من سجن أبو زعبل في القاهرة. ووردت أنباء عن سقوط نحو 68 قتيلا في القاهرة والسويس والاسكندرية في احتجاجات الجمعة. وقبل ذلك أعلنت قوات الأمن أن ما لا يقل عن 6 أشخاص بينهم شرطي قتلوا.

وفي وقت سابق، قالت مصادر أمنية إن 6 أشخاص على الأقل من بينهم ضابط شرطة قتلوا منذ بدء الاحتجاجات الثلاثاء الماضي. والسبت، ذكرت مصادر طبية أن نحو 2000 شخص أصيبوا في أنحاء البلاد، ومن المؤكد أن يرتفع العدد مع اندلاع المزيد من الاحتجاجات.

يذكر أن العالِم المصري أحمد زويل دعا مساء السبت إلى "تغيير نظام الحكم" في مصر، معربا عن أن الجميع مستعدون لدفع حياتهم في خدمة الوطن، فيما دعا الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الرئيس مبارك إلى الرحيل ومغادرة مصر أسوة بسابقه التونسي زين العابدين بن علي، كما أيد عمرو خالد الشباب المصري الغاضب، وقال أنه تفاجأ منهم بعد أن ظن الجميع أن الشباب يلعب على الفيس بوك.

ملاحظة: الصور نقلا عن رويترز.