دخلت السيدة فيروز، أيقونة الغناء اللبناني، في حالة انهيار عقب تلقيها نبأ وفاة نجلها زياد الرحباني، وفقًا لوسائل إعلام محلية لبنانية. ووفق شهود عيان، فقد توجه فريق طبي إلى منزل السيدة فيروز في بيروت فور انتشار الخبر، وسط حالة من الحزن العميق سادت محيط العائلة. وكان الفنان اللبناني زياد الرحباني، الذي ولد في 1 يناير (كانون الثاني) عام 1956 ، قد توفي اليوم السبت، عن عمر ناهز 68 عامًا، بعد صراع مع المرض. ويُعد زياد الرحباني أحد رموز الموسيقى في لبنان والعالم العرب، إذ ورث الفن والإبداع كونه نجل الموسيقار الراحل عاصي الرحباني والمطربة الكبيرة فيروز.
جرأة في النقد السياسي
وكان زياد الرحباني معروفًا بجرأته في طرح الأفكار والمفاهيم الفنية الجديدة. أعماله تتميز بالعمق الفني والفكري، حيث يطرح قضايا مهمة ويعبر عن مشاعر وأفكار معقدة. تميزت أعماله المسرحية بالكثير من النقد السياسي والاجتماعي المصاحب للفكاهة وخفة الظل. اشتهر زياد بمسرحياته التي عكست الواقع اللبناني بأسلوب ساخر وذكي، حيث تميّزت أعماله بالجرأة والتحليل العميق للمجتمع، إلى جانب موسيقاه الحديثة التي أدخلت عناصر الجاز والأنماط الغربية إلى النغمة الشرقية بأسلوب طليعي. كما عُرف بمواقفه السياسية الواضحة، وجعل من أعماله منبرًا يعكس قضايا الإنسان العربي في ظل الحرب، والقمع، والتناقضات الاجتماعية
علاقة فيروز وزياد
وارتبطت فيروز بعلاقة استثنائية بابنها زياد، لم تقتصر على الروابط العائلية فحسب، بل امتدت إلى شراكة فنية نادرة بدأت مبكرًا في مسيرتهما. وكان زياد قد لحّن لوالدته أغنية "سألوني الناس" حين كان في الخامسة عشرة من عمره، أثناء مرض والده عاصي الرحباني، في وقت كانت فيه الأسرة تستعد لعرض مسرحية "المحطة". وعلى مدار العقود اللاحقة، شكّل زياد صوتًا موسيقيًا مغايرًا ومتفردًا، لحّن لفيروز عددًا من أشهر أغانيها مثل "كيفك إنت"، و"قهوة"، و"عودك رنان"، و"ولا كيف"، مقدّمًا أسلوبًا جديدًا في التوزيع الموسيقي والرؤية الفنية.