عمار شلق الممثل اللبناني او الجوكر في المسلسلات العربية التي غالباً ما تختاره في اعمالها، فاضافة الى شكل عمار وصوته اللذين يمثلان صورة الرجل العربي فإن اداء عمار وتقمصه للشخصية مهما تنوعت أو تعقدت بشكل متميز جعلت اسهم نجاحه في تصاعد مستمر وجعلته اختيار ًموقفاً لمعظم المخرجين و المنتجين.. في الفترة الأخيرة تابعه الكثير في مسلسل "غريبة" لجانب سيرين عبد النور... مع عمار كان هذا اللقاء: ما الفرق في الأداء بين مسلسل محلي أو آخر من مختلف الاقطار العربية؟
ادائي تتحكم به الشخصية وفيه اخلاص للمهنة التي امتهنها
أدائي لا يختلف، ادائي تتحكم به الشخصية وفيه اخلاص للمهنة التي امتهنها طبعاً الشخصيات التاريخية اصعب، لانها شخصية كانت موجودة وعليك تأديتها وهناك الكثيرين الذين قد يعرفون الكثير عن هذه الشخصية مثل في " المرابطون والاندلس" لعبت دور الشاعر "الوزير ابن عمار". وقد اثر في ازدهار دولة اشبيليا ومن ثم في سقوطها الى جانب انه كان ماجناً وسكيرا ً واشعاره ما زالت بين الاندلسيات التي غنتها فيروز. قبلها لعبت في "فارس ابن مروان" شخصية "عمر بن عبد العزيز" الذي كان معروفا ًاسلامياً لذا لا يمكن اللعب بالشخصية. الفرق الوحيد بين الاعمال هو في الانتاج، في نوعية المخرج في نوعية الكاتب وهذه كلها تؤثر في العمل، فالدراما عمل متكامل. هل تؤثر بك عند الاختيار لتأدية شخصية الانتاج؟ على ان اكون راضياً بالدرجة الاولى عن الشخصية لا يمكن قبول شخصية لا تعجبني. هل يهمك ان تكون دائماً في دور البطولة؟ ابداً اذا كانت الشخصية ثانوية وتعطيني شيئاً للامام شيئا يخرج من داخلي حتى لو كان مشهداً اؤديه. كيف يمكن او كيف تقيم بأن هذا الدور يخرج شيئا في ذاتك؟ افتش داخلي على شخصيات لم اؤديها من قبل انا اعمل على موضوع ، احفظ كاركتير داخلي لذا ابحث عن الشخصية اذا كان تاريخية واقارنها بشخصيات موجودة في الحياة اضافة الى 40% من الممثل داخلي. فالشخصية التي تجعلني اتعاطى مع جسمي مع افكاري بشكل آخر اقبلها. هل تتعلم شيئاً من الشخصيات التي تؤديها؟ بالفترة الاخيرة اؤدي دورا في مسلسل "ابنه المعلم" الذي يعرض على الشاشات اللبنانية، الشخصية مركبة محتارة ما بين الشر والخير، ما بين الحب والانتقام وصلت الى مرحلة تختار الشر وقد استنتجت ان الشر احياناً يساهم في "فش الخلق". كل انسان مجبول على الخير والشر ونحنا من خلال عملنا كممثلين نصل الى مكان نعيش الحالة ونخرج طاقة داخلنا. ألا تخاف من هذه الحالة؟ نحن كممثلين عندما نخرج شيئاً نكون قد اخرجنا طاقة سلبية من داخلنا وعندما نلعب دور خير فنحن نخرج طاقة ايجابية لكن ان نصبح اشراراً لاننا نؤدي دور شرير فهذا غير وارد. هل يجب علينا كاشخاص عاديين ان نقوم بهذه الحالة بتصريف طاقتنا السلبية بعمل شرير برأيك؟ نعم تجدينها في الحياة اليومية كسائق السيارة الذي يضغط على الزمور بشكل قوي لوقت طويل اذا فقد اعصابه، تريها في من يسرع في السيارة هذا اخراج لطاقة سلبية. عمار أنت درست التمثيل، اتفضل المسرح ام التلفزيون؟
كل فترة هناك صراعات تظهر ومن ثم تذهب
انا خريج مسرح في 1993 في الجامعة اللبنانية لم ادرس شيئا له علاقة بالتقنية التلفزيونية . هناك وضع عام في العالم للمسرح، لو كان وضع المسرح جيداً كنت اكيد ساترك التلفزيون والمسرح ليس مجرد رؤية لردة فعل الجمهور المسرح هو متعة التعرف على حركاتنا على اصواتنا على التفاعل بين شيء جاهز يأتي الممثل يؤدي دوره و ينتهي الامر في بعض الدول هناك من يحمل الثياب للممثل في المسرح اشعر اني احمل المسرح على كتفي، اشعر اني في معبد أمارس عبادتي. عندما تجد المسرح تراجع لهذا الدرجة، هل تجد نفسك على المسرح الكوميدي؟ المسارح انواع والشانسونييه هو احدها، الذي يحصل الآن تهريج مع سياسة مع شرب كأس وهذه الاجواء والنوع هو مثل مسرحيات مروان نجار(الهودهيل)، (الفارس) هونوع مثل مسرحيات ابو سليم وفرقته. الكوميديا التي احبها ان كان على المسرح او في التلفزيون هي التي تحتوي على موقف جدي بدون لعب على الكلام كفيلم Ayse this Aolyes that مافيا يحتاج الى طبيب النفسي، فيلم يضحك لكن يحتوي على الكثير من المنطق، هذه الكوميديا التي احبها واذا كنت سامثل كوميديا فهذا هو الوضع الذي افضله. الوضع الفني في لبنان، المسرح وغيرها في انحدار وفي العالم العربي، لا نجد اعمالاً جميلة حتى في الغناء فما رأيك؟ الغناء غير الدراما، موضوع الظواهر الفنية دائماً كانت موجودة والعالم العربي كله بشكل عام متأثر بالعالم الغربي، سواء كنت مع هذه الظاهرة او لا ففي العالم الغربي كل فترة هناك صراعات تظهر ومن ثم تذهب او تبقى مثل Hard Rock والـ Pop اضافة الى الكلاسيك وكله موجود وله جمهوره. موضوع الصراعات موجود في العالم الغربي منذ زمن وصولاً الى العالم العربي حتى في ايام عبد الوهاب وام كلثوم كان هناك الاغنية "الطقطوقة" اليوم نجدها جميلة ونحب الاستماع اليها مقاربة مع ما نسمعه اليوم، المشكلة هي موضوع الفضائيات التي تستقطب اكبر عدد جمهور بما ان مبدأها (الغاية تبر الوسيلة) طبعا ًهناك حدود في العالم العربي، لقد تخطوا الاخلاقيات لاستقطاب الاعلانات وتسوق لفنانين من دون اي اخلاق. هل هذه الفضائيات بغطاء لاشياء اخرى؟ لا اريد ان ادخل في هذا الاطار الدول عملها المراقبة اذا كان عمل الفضائيات غطاءً لاعمال اخرى. لماذا هناك "امن عام" وامن دوله لان عليها مراقبة الناس. من يحدد الاتجاه؟ هل هم الاشخاص الجالسون على مقاعدهم في فضائيات، الناس عندما يجدون افضل يلجأون له. اما درامياٌ ففي الفترة الاخيرة، اصبحت اللعبة الدرامية موسمية في شهر رمضان، وانحدرت القصة عند البعض، طبعا ًرمضان شهر مبارك لكنه لا يطلب مسلسلات، هناك مخرجين وكتاب لا يعملون الا لرمضان ومسلسلات لا تعرض الا في رمضان. وفي هذه الهمروجة هناك مسلسلات تظلم في رمضان والناس عندما يشاهدونها في غير رمضان يجدون انها جميلة اي ان العدد الكبير الذي يعرض في رمضان يظلم عددا من الاعمال لذا فلاعمال لا تقدر كما يجب. ماذا تابعت من مسلسلات في رمضان هذا العام؟
الحالة التمثيلية تبدأ وتنتهي خلال المشهد
تابعت مسلسل "حور العين" من اخراج نجدت انزور وجزء من "ملوك الطوائف" يعني اجمالاً التاريخي ولكن لم يكن لدي وقت لمتابعة الكثير لاني كنت اعمل وتابعت مسلسلي لاتابع تطوري وادائي. من الممثلات من تلفتك؟ احب عمل ندين سلامة كممثلة سورية، كارمن لبس في لبنان وعبلة كامل من مصر لكن ليس في كل اعمالها. ما رأيك تجربة التقديم التي يخوضها الممثلون؟ نعود بهذا الى موضوع الفضائيات، يريدون تعبئة الهواء 24 ساعة من دراما ومنوعات واحاديث اجتماعية وسياسية واذا قلت نسبة المشاهدين فإن الفضائيات تلجأ الى جميع الوسائل لجذب المشاهدين، خالد النبوي جرب التقديم ايمن زيدان خاض التجربة، وباسم ياخور ، ودريد لحام بالنسبة لي، كنف ارفض الفكرة قبلا ً لكن اليوم اجد ان لا احد في لبنان يعمل في عمله!. صوتك يساعدك؟! ممكن لكن ليس تقديم اليانصيب ممكن ان اقدم برنامج مثل "الشاطر يحكي" ممكن ان ادخل هذه التجربة لان فيها الكثير من الناس وقد اغتني ثقافياً في موضوع كهذا. هل في التقديم نوع من التمثيل؟ انا لا اراه هكذا لان الحالة التمثيلية تبدأ وتنتهي خلال المشهد. لكن في التقديم اذا كان هناك حالة تمثيلية فهي حالة واحدة حسب البرنامج اذا كان برنامج منوعات عليه ان يكون (مهضوماً) ومرحاً اذا كان البرنامج جدياً فعليه ان يكون جدياً واذ يحاول ان يحتال كمارسيل غانم في "كلام الناس" لكن هي حالة واحدة ويجسدها مارسيل منذ بدأ وهو في نفس الحالة ان لا احب التقديم كحالة تمثيلية لكن احب ان ادخل في التجربة لاستفيد ثقافياً. في بعض الاحيان تجد اشخاص ليسوا في هذه المهنة لكن دخلوا وحصلوا على الشهرة هل تزعجك هذه الحالة؟ بشكل شخصي ابداً، انا اكره انه في لبنان ليس لدينا هيكلية مهنة، ونحن امام باقي الدراما في الدول العربية ادنى منهم في نوعية من يمثل جيداً ولا يمكن تأسيس دراما تنافس (بشكل محبب) بقية الدراما العربية. فهؤلاء الناس الذينهم في غير اماكنهم لا يمكن الاعتماد عليهم لبناء مهنة. طبعاً من الممكن ان تبني الهيكلية على اكتاف الذين يستأهلون في كل دراما في سورية ومصر وحتى في اميركا، يوجد أشخاص يدخلون على المهنة لكنهم يندمجون لأنه تم بناء هيكلية قوية للمهنة اما في لبنان فتدخل مسألة الوساطة والقرابة وما الى هناك... ما رأيك في الدراما اللبنانية الآن؟
في دور تشي جيفارا
الدراما اللبنانية منذ 5 سنوات حتى اليوم في تحسن اتوقع في السنوات الأتية ان تتحسن والتحسن بسبب مبادرات فردية ، الكتاب يفكرون بشكل جديد. مروان نجار مثلا كيف تجد تجربته؟ مروان تاريخ ولديه سجل في الاعمال الدارمية، حاول في الفترة الاخيرة وطور نفسه لكن رأيي الشخصي انه لم يذهب في الاتجاه المناسب في التطوير. والمطلوب القليل من الدعم في لبنان في قانون المرئي والمسموع لأنه من المعيب ان يكون هناك فقط 57 ساعة من الدراما على كل تلفزيون في السنة، عيب، المجال الدرامي عمل ويجب المعاملة فيه بالمثل، نحن نشتري الاعمال المصرية ولماذا لا نبيع الاعمال اللبنانية. هذا قرار يجب ان تتخذه الدولة لأنه في مصر لا يعرضون الا اعمالاً مصرية اذن علينا عدم عرض الاعمال المصرية وهذا ما حصل في سورية . الدراما السورية نجحت؟ في الدراما السورية اضافة الى ان كتابهم جيدون ومبدعون ومخرجوهم مبدعون اصبح من ضمن القانون انه يجب عرض حوالي 5 الى 6 مسلسلات سورية على المحطة هذا يشجع شركات الانتاج وهذا من ضمن اسباب نجاح الدراما السورية اضافة الى دعم الدولة والاتفاقيات بين وزارة الاعلام ووزارات الاعلام العربية. من اكثر المخرجين الذين يلفتونك؟ نجدت انزور، هيثم حقي وحاتم علي ومؤخراً ايلي حبيبب مخرج ابنة المعلم هذا مخرج عمره 26 سنة لكن اتوقع له مستقبلاً باهراً جداً وهو لبناني. لديه لغة اخراجية خاصة به وهو يلفت نظري في لبنان والعالم العربي.
لرسالة الممثل القدير عمار شلق لموقع فرفش - إضغطوا هنا