دردشة مع حنان ترك.. في رمضان

هل يخطف الحجاب من حنان ترك نجوميتها؟ لا أعتقد، بل يزيد نجوميتها عند كل الذين عرفوها، وأحبوها وعشقوا فنها، فالنجم الذي يقدم أعمالاً تدخل الأسرة، وتعيش بين الناس وأدواراً تصبح علامات في قلوبهم لن يتغير، فالحجاب مفتاحي لمزيد من النجومية، والسعادة... هكذا بدأت النجمة حنان ترك حوارها...
ماذا تفعلين عادة في أول يوم في رمضان؟

أذهب إلى أمي أو نهاد شقيق زوجي خالد الكبير، ولو تناولنا الإفطار عند أمي، نذهب إلى خالد لتناول الحلوى، أو العكس ويكون يوماً عائلياً جداً، وكنت أتمنى ألا أعمل في رمضان، لأنه شهر كريم لكن مسلسل "أولاد الشوارع" لم يسمح لي بذلك، وشهر رمضان هذا العام مختلف جداً في الصورة بشكل عام، وفي إحساسي، لأن الشخص عندما يقدم على طاعة يشعر بحلاوة هذه الطاعة.
أول دعوة.. مع بداية الشهر الفضيل؟
الدعوات كثيرة جداً، وأتمنى أن أقوم بكل ما أمر الله به في هذا الشهر الكريم من صلاة، وصيام وزكاة وزيارة بيت الله الحرام، وأدعو بالثبات، ثم الثبات، ثم الثبات، لأننا نعيش الآن فتناً كثيرة، ولكن الله يحمينا منها، والحمد لله، وقد وهبني الله نعمة وهي أنني لا أنظر الى غيري، وأنا راضية، والحمد لله.
ما هي تلك الفتن؟
يعرض عليّ دور من أحد المخرجين، ويقول نفسي ان تمثلي هذا الدور، ولكن لا يصلح الدور بالحجاب، وأنا والحمد لله لم يحدث حتى الآن هذا معي، وأتمنى من الله العلي القدير أن يحميني من هذه الفتن والإغراءات، وأن يثبتني على إيماني، وهو نعم المولى ونعم النصير.
هل الفتن تكون أكثر للفنانات؟
الفتن ليست للفنانات فقط، والثبات في أشياء كثيرة، وليس في الحجاب فقط، وأداء الفروض والسنن، وهناك من يجعل الحجاب المرحلة الأخيرة، وبالنسبة لي كان الحجاب المرحلة الأولى، وقد كنت قبل ذلك أقوم بكل الطاعات لكن الحجاب يعطي المثل الجيد، لأنه مبني على إيمان وثقافة وعلم.
هل حياتك الأسرية تغيرت مع ارتداء الحجاب؟
الأسرة لم تشعر بتغير مطلقاً، لأن هذا الأمر كان ممهداً له منذ فترة طويلة، فالأولاد يصلون ويمارسون العبادة، وخالد يعوّد الأولاد على ذلك منذ فترة، وأنا شخصياً غير متكلفة أو متزمتة في هذا الأمر، فالحياة بسيطة وأنا أحب بساطتها، والدين أيضاً بسيط فلا داعي للتزمت الذي أسمع عنه، فأنا بمجرد اتخاذي قرار الحجاب ذهبت واشتريت بعض الملابس التي تناسب هذا الأمر، وصرحت بذلك لزوجي الذي أسعده الأمر، ثم سافرنا إلى مارينا لقضاء الصيف في فترة للانتقال لحياة جديدة في حياتنا مهدنا لها مسبقاً، فالأولاد سعداء، وخالد يشاركني في اختيار ملابس الحجاب.
وماذا عن البرامج الدينية؟

أنا لا أستطيع أن أقوم بهذا العمل، ولم أفكر فيه أبداً، وقد عرض عليّ، ولكنّني رفضت، لأن هذه ليست مهنتي، فأنا ما زلت أتعلم، وأمامي الكثير جداً، ومهما وصلت إلى درجة عالية في العلم فلن أستطيع القيام بهذا العمل.
ينشأ داخل كل إنسان يقدم على عمل صراعٌ حتى يقتنع.. ماذا عن حنان ترك؟
لقد كنت قبل الحجاب لا أستطيع النوم من كثرة التفكير، ولا ترى عيناي النوم، وكنت غير مرتاحة، ومن يوم ارتدائي الحجاب أنام في طمأنينة وهدوء نفس.
هل هناك أفلام بدون حجاب؟
ثلاثة أفلام، ولم تعرض حتى الآن، ولم أكن وقتها قد اتخذت قرار الحجاب، وهذه الأفلام هي: "دنيا"، و "قص ولصق"، و "أحلام خفية"، وطبعاً الناس سوف يحتارون عند عرض هذه الأفلام، وأنا بدون حجاب، لكن لابد أن يعرف كل الناس أن حنان انسانة قبل أن تكون ممثلة، وكان في نفسها اتخاذ قرار الحجاب منذ سبع سنوات، ولما حدث جاء في الوقت الذي شعرت فيه بضرورة الحجاب، والإنسان الذي سأخسره بعد الحجاب، ليس له معنى عندي، لأنهم لا يريدون حنان الإنسانة، وللعلم أنا أرى حب الناس لي حتى الآن.
هل عروض الأفلام ستظل بعد هذا القرار؟
يعرض عليّ أفلام، والحمد لله. وهناك نقطة أريد توضيحها للناس وهي أن أي فيلم يعرض علي أكون محجبة فيه، وقد يتساءل البعض كيف أكون محجبة في مشاهد البيت مع الزوج في الفيلم أو المسلسل. أنا لا أضحك على الجمهور، ولن ألوي ذراع الدراما، وإذا لم يكتب السيناريو لشخصية محجبة، فلن أقوم بهذه الشخصية، أقول أنا سعيدة، لأنني عندما أخذت قرار الحجاب عرضت عليّ أفلام كثيرة، ولن يصلح أن أقوم بالعمل لمجرد التواجد، فأنا عندما أخذت قراري، وفكرت فيه كنت أعرف أنه لن تُعرض عليّ أعمال كثيرة، وأنني لن أجد ما أحلم به بسهولة، ولكن الآن سأبدأ أعمل بتروٍ واختيار. كان الناس يقولون في الماضي: حنان تشتغل كثيراً، والآن لابد أن أدقق في الاختيار، وأشتغل ولو عملاً كل سنة، وسأكون راضية وفرحانة، وأنا في النهاية قررت إرضاء ربي.
ماذا عن "أولاد الشوارع"؟

الفكرة أساساً جاءت من شاب قابلته في الشارع عند اشارة المرور يبيع المحارم، فيما هو يصرّ ويطرق نافذة السيارة، كي أشتري منه، فأعطيته ما فيه النصيب دون ان آخذ علبة محارم، فطرق زجاج السيارة مجدداً، ونظر لي، ورمى الفلوس في وجهي، وقال: "أنا لا أتسول، أنا بائع و طالب في الجامعة، وأعمل حتى أنفق على نفسي". طبعاً أحرجت، واردت أن أقول له: سامحني، وكانت صدمة لي، وعملت مسلسل "سارة"، وكان تلفزيون "دبي" يريد إنتاج مسلسل آخر ، ففكرت في "أولاد الشوارع"، تذكرت الشاب وقدمت الفكرة وتقابلت مع المنتج، وكتبت الموضوع شهيرة سلام المؤلفة.
ما الذي تريدين تحقيقه لأولاد الشوارع؟
أتمنى أن تقام لهم مؤسسة تؤهلهم نفسياً ومعنوياً، حتى يكونوا صالحين في المجتمع، وأتمنى لهم أن يحققوا أحلامهم، وهي بسيطة حيث إنهم يحلمون بأربعة جدران! ليتنا نحقق لهم هذا الحلم.
ما أكثر مشهد أثر فيك في المسلسل؟
المسلسل فيه مواقف إنسانية كثيرة جداً، مثلاً مشهد "مقلب الزبالة"، الأولاد لا يجدون ما يأكلونه فذهبوا لمقلب الزبالة، وأدعو الله ألا يحكم على أحد بهذا، ويجب على كل انسان أن يحمد الله في كل لحظة، وأن طفله له أب وأم ويتعلم وله بيت وأصحاب، وعندما نرى هذه النماذج يجب أن نقول: الحمد لله. هذه المهنة عملت بانوراما لي مع المجتمع، والحياة ـ سبحان الله ـ دخلنا على شرائح كثيرة في المجتمع.
هل قابلتك صعوبات في لبس الحجاب؟

زمان كان الحجاب فيه مشقة، والآن توجد بلاجات للمحجبات، ويوجد كثير في الأسواق وبأشكال كثيرة وأنواع كثيرة واختيارات متعددة.
لبس الأسدال (رداء الصلاة) ألاحظ أنك تتحركين به عندما تأتين للتصوير، وعند انتهائك منه.. لماذا؟
خلال الأيام التي لا يكون فيها تصوير أستسهل، وألبس الأسدال على الترنج، وأنا يعجبني الأسدال؛ لأن خامته خفيفة ويساعد على الحركة، وكنت قبل الحجاب وأثناء التصوير ألبس بالطو فوق الترينج او الـ "بيجاما"، وأحكي لك حكاية مثيرة: ذات يوم وأنا في المنزل تكلمت مع يوسف شاهين تليفونياً، وقال: أين أنت؟ تعالي الآن، فماذا أفعل؟ لبست البالطو كالعادة فوق الـ "بيجاما"، وزرته وارتديت حذاء شيك، وعندما ذهبت فوجئت به يقول لي هيا نذهب للأوبرا لنحضر باليه، وكان مستعجلاً، فقلت لنفسي: أوصله ثم أعود أغير ملابسي وأعود ثانية، وأفهمه في الطريق، لكن لم أستطع التوضيح لضيق الوقت، وعندما دخلنا قالوا لي: اتركي البالطو في الخارج فقلت لهم لا أستطيع لأنني مريضة وعندي برد شديد، وبالطبع لم أكن مريضة فقد كان تحته الـ "بيجاما".
نونا... هذا هو الاسم الذي ينادونك به؟
نعم، هذا هو الاسم الذي تناديني به أمي وزوجي خالد، وكان والدي ـ رحمه الله ـ يناديني به، وأنا أحب اسم نونا؛ لأنني عملت سهرة تليفزيونية اسمها "نونة الشعنونة" ونجحت.