حكايات عن أول أجر في حياة النجوم...

أجر النجم يحدد اسمه وموهبته ودرجة شهرته ونجاحه. ومهما تقاضى النجم من أجر فإنه لا ينسى أبداً أول أجر في حياته، والغريب أن هناك من عمل دون أن يتقاضى أجراً وهناك من عمل مقابل وجبتي غداء وعشاء، بل إن نجمة كبيرة تقاضت 50 قرشا اعتبرتها وقتها ثروة لا تقدر.

من الطرائف التي تذكر عن الفنان الراحل عبد السلام النابلسي أنه اشتغل ممثلاً في فيلم من إنتاج وإخراج إبراهيم لاما مقابل وجبتي الغداء والعشاء، وكان مشهوراً عن عبد السلام النابلسي أن ذاكرته لا تسعفه على ضبط الحوار بدقة وكثيراً ما كان يخطئ أمام الكاميرا مما أثار غضب المخرج الذي قرر أن يخصم منه تكاليف المشاهد التي يعاد تصويرها بسبب عدم حفظه للحوار ثم تذكر المخرج أنه لا يدفع أجراً بل يقدم وجبة الغداء والعشاء وكانت وجبة الغداء مكونة من طبق خضار ورغيف عيش فقط أما وجبة العشاء فكانت مقصورة على سندويش فول أو جبنة.
عندما ظهرت الفنانة الراحلة ليلى فوزي ككومبارس للمرة الأولى على شاشة السينما في فيلم "يوم سعيد" أمام محمد عبدالوهاب والمخرج محمد كريم، كانت الفتاة الوحيدة التي تقاضت جنيهاً كاملاً عن كل يوم مثلت فيه ويومها انتشرت شائعة تقول إن غرامها بقاسم وجدي هو السبب الذي جعلها تتقاضى هذا الأجر الضخم، أما الفنانة مديحة يسري التي ظهرت أيضاً في الفيلم نفسه ككومبارس فقد تقاضت 50 قرشا عن كل يوم تصوير.
أما الفنان كمال الشناوي فيقول أول أجر لي كان 80 جنيهاً وكنت أتوقع أن يكون 300 جنيه أو 400 جنيه لكن المنتج قال لي إن هذا المبلغ معقول جداً وقال لي أنت أحسن من غيرك وقدم لي عقوداً لماري منيب وبشارة واكيم بـ 60 و 70 جنيهاً فاقتنعت. الفنانة الكبيرة نادية لطفي تقول: "كان أول ظهور لي على شاشة السينما في عام 1958 وذلك من خلال دوري في فيلم "سلطان" الذي لعب بطولته فريد شوقي وأخرجه نيازي مصطفى" فقد حرر لي المنتج محيي نجيب عقداً أتقاضى فيه عن هذا الفيلم 500 جنيه وكان بالنسبة لي مبلغاً لا بأس به آنذاك، حيث أنفقته في شراء الملابس التي ظهرت بها في الفيلم وجزء آخر سددت به بعض ديوني.

في عام 1966 اختار المخرج الراحل محمود ذو الفقار النجمة نيللي لمشاركة أحمد مظهر وليلى فوزي وأحمد رمزي بطولة فيلم "المراهقة المعجزة" وهو أول بطولة حقيقية لها حيث لعبت في هذا الفيلم دور "سعاد" التلميذة التي يتشدد والدها في معاملتها عندما يكتشف علاقتها بعادل الطالب الجامعي "أحمد رمزي" فيحرمها من الذهاب إلى المدرسة ويتعاطف معها جيرانها زوجان لم يرزقا بأبناء وفي النهاية يقتنع والدها بزواجها من عادل وقد تقاضت نيللي عن هذا الفيلم مبلغ 300 جنيه أنفقته عن آخره في شراء الملابس والبرفانات وساهمت بجزء منه في مصروف البيت.
أما الفنانة ميرفت أمين والتي وقعت عقد احتكار مع شركة الإنتاج السينمائي التي يملكها الفنان الكبير أحمد مظهر الذي آمن بموهبتها وقرر أن يكتشفها فقد وقع معها العقد والذي تتقاضى بموجبه 150 جنيهاً حيث أشركها معه في أول عمل لها وهو فيلم "نفوس حائرة" أما هذا الأجر فقد اشترت به تاييراً جميلاً من القطيفة وعلبة أدوات مكياج.
محمود ياسين يتذكر أول له قائلاً: "في عام 1969 اختارني المخرج حسين كمال للمشاركة في فيلم "شيء من الخوف" وكان دوري فيه 4 مشاهد أقوم فيها بأداء دور أحد شباب العزبة الذين يقفون ضد بطش "عتريس" حتى يحاصروا قصره بالنيران ليحترق بداخله وكان أجري في هذا الدور هو خمس جنيهات فقط في اليوم ولو كان للمشاهد دوبلاج فإنه يضاف جنيهان ونصف الجنيه ليصبح أجري في اليوم سبعة جنيهات ونصف الجنيه وفي نهاية التصوير توجهت لخزينة المؤسسة المصرية العامة للسينما ووجدت أن حصيلة أيام التصوير وصلت إلى خمسة وخمسين جنيهاً فقد أخذتهم ممتناً وشاكراً حيث كان هذا المبلغ في نظري وقتها مبلغاً لا يستهان به وأذكر أن شهر رمضان كان على الأبواب فتجولت به في محلات وسط البلد واشتريت جيليها وقميصا بـ 11 جنيهاً ثم سافرت إلى أهلي في بورسعيد، وقضيت معهم بعض أيام الشهر الكريم ولما رأوا معي مبلغاً كبيراً من المال أدركوا أنني أصبحت أكسب من عملي بالفن فزادت ثقتهم بي، وأثبت لهم أنني يمكن أن أعتمد على نفسي.

الفنانة إلهام شاهين تضحك بشدة وهي تتذكر أول أجر في حياتها وتقول أول حاجة عملتها في حياتي كانت للمسرح وبالتحديد مسرح الدولة عام 1980 وكنت وقتها في السنة الأولى بمعهد الفنون المسرحية وهو عرض "حورية من المريخ" مع الفنان حسين الشربيني وتحدد لي أجر 100 جنيه في الشهر وبعد استقطاع الضرائب والدمغات وصل الأجر إلى 70 جنيهاً فقط وقد نصحتني والدتي بأن أشتري حاجة لها قيمة فقد اشتريت خاتماً جميلاً أعجبني ومازلت أحتفظ به إلى اليوم بين أشيائي الخاصة.
أما الفنانة تيسير فهمي فتقول أول أجر تقاضيته كان أربعة جنيهات عن دوري في مسلسل "الترحيلة"، أما الفنان محمود الجندي فيقول أول نقود أخذتها من عملي بالفن كان ذلك عندما تم تعييني في مسرح الطليعة وقدمت على خشبته مسرحية اسمها "حراس الحياة" وقد تقاضيت مرتباً قدره 16 جنيهاً في ذلك الوقت. الفنانة نيللي كريم قالت: "كان أول أجر لها هو 200 جنيه وكان عمرها حينذاك 12 سنة أثناء دراستها بمعهد الباليه فكان ذلك بعيداً عن التمثيل الذي بدأت بالفوازير".
أما الفنان أحمد آدم فيقول كان ذلك في صغري حيث أمثل في إذاعة الإسكندرية وكنت أتقاضى 30 جنيهاً تقريباً عن الحفلة الواحدة وكان وقتها مبلغاً كبيرا. أما الفنان صلاح عبدالله فيقول أول أجر تقاضيته كان مبلغاً صغيراً جداً لا أتذكره وذلك عن دوري في مسرحية رابعة العدوية بالمسرح القومي ولكن أول راتب تقاضيته كان مع الفنان محمد صبحي وكان تسعين جنيهاً في الشهر وقدمت تظلماً فتم رفعه إلى مئة وعشرين جنيهاً.