لا يقتصر فن الفنانة التونسية لطيفة على الغناء، ومن ثم التمثيل السينمائي والمسرحي اللذان أبدعت فيهما، بل اتسع أكثر ليشمل الرسم.. فقد ظهرت الفنانة لطيفة على غلاف مجلة "سيدتي" في عددها الأخير وهي تنفذ إحدى لوحتها الفنية، وعن تلك الهواية تحدثت في هذا اللقاء معها، بحيث ذكرت ان الرسم هواية بدأت ونمت بعد الغناء وإنها كانت ضعيفة في الرسم أيام المدرسة!! وبالطبع لا يخلو الحديث مع لطيفة بعد صدور أغنية "بنص الجو" من أسئلة تتمحور حول علاقتها بالملحن والمؤلف الموسيقي اللبناني زياد الرحباني.. وشائعات حول علاقة عاطفية تجمعهما.. لطيفة تتحدث بكل صراحة عن الرسم، عن زياد وعن الفنانة نجوى كرم التي سيجمعها لقاء قريب هي أيضا مع الرحباني الابن..
هل تحبين الرسم؟
لا نستطيع قراءة المستقبل |
الرسم جزء كبير من حياة الفنان. فما بالك بفنانة تنفّذ ماكياجها أو تصفّف شعرها أو ترسم أفكاراً لأغانيها و "فيديو كليباتها". الرسم هو خلايا المرأة. هناك دائماً صورة معينة لذاتي وروحي وأفكاري والرسائل التي أريد إيصالها للناس من خلال أغنياتي. وكل ذلك على شكل لوحة جميلة في خيالي.
هل اختلفت هذه الرسومات منذ انطلاقتك بالفن حتى الساعة؟
بالتأكيد كانت في البداية بلونيّ الأسود والأبيض ولكن ألوانها صارت واضحة حالياً. وصرت أعرف بالضبط خطوط لوحتي. طبعاً، تعبت في بداياتي وجرّبت ألواناً كثيرة واستهلكت أقلاماً عدّة للرسم وتعرّفت الى أشخاص كثيرين وحضارات وزرت بلداناً. وكانت دراستي في "أكاديمية الفنون" أكبر خريطة رسم.
هل تحبين أن يرسمك أحد، أم تسيرين دوماً وفق قناعاتك الخاصة؟
لا أمانع أن يوجّهني أحد بعد أن أكون قد رسمت الخطوط العريضة على أن يأتي من يلوّن هذه اللوحة ويضعها في إطار جميل. فعندها، تبرز اللوحة أكثر كما فعل الكثيرون من الملحنين والشعراء الذين تعاملت معهم وآخرهم الفنان زياد الرحباني الذي وضعني في أجمل "برواز". ورسمني لوحة رائعة بخياله وأفكاره وشعره وألحانه وتوزيعه وأغانيه.
ولماذا اختار زياد لطيفة لرسمها، فهل كانت هي المرأة التي ينتظرها لتجسيد تلك اللوحة واقعاً ملموساً؟
ربما. علماً ان هذا السؤال يجب توجيهه لزياد بالذات. أعتقد أنه وجد بي الخطوط المطلوبة والألوان التي يبحث عنها لتنفيذ لوحته.
هل ثمة لوحات أخرى سيرسمك من خلالها زياد أيضاً؟
لا نستطيع قراءة المستقبل. أما بالنسبة للوقت الراهن، فهذا ما رسمناه سوياً.
كثيرون من الفنانين يسعون لنيل ألحان من زياد. ولكنه اختارك في وقت كان بابه مغلقاً. ما تعليقك؟
اختيار زياد لي بمثابة شرف لي. وأنا أتمنى أن يفتح زياد بابه لكل الفنانين الذين يراهم مناسبين لتقديم فنه الذي، لو ان خطه الغنائي سيطر على المجال الفني، لأصبح الفن بألف خير.
وأي فنانة تجدينها مناسبة لأعماله؟
لا أستطيع أن أختار لزياد الأشخاص الذين يريد التعامل معهم لأنه هو الوحيد المخوّل لذلك.
لوحة لطيفة ـ الطفلة
كيف ترسمين لطيفة من الداخل في لوحة؟
أعمل على ذاتي كثيراً بالثقافة والدراسة وحب الحياة |
أعمل على ذاتي كثيراً بالثقافة والدراسة وحب الحياة، والناس والتفاؤل وعشقي للفن.
هل كنت تلميذة موهوبة بالرسم في المدرسة؟
لا، كنت ضعيفة جداً في هذه المادة. لكن الرسم موجود بقوة في خيالي أكثر مما أستطيع تجسيده على الورق.
لو كنت بارعة بالرسم، ما أكثر مشهد يستهويك رسمه؟
كنت لأرسم حالات إنسانية مؤثرة في عالمنا العربي. كنت أعدت رسم خريطة الوطن العربي بلوحة رائعة بلا حدود، وموحداً كالاتحاد الأوروبي، ومطارات من دون تأشيرات، وفناً راقياً...
ما أجمل مرحلة من طفولتك تصلح لترسميها بلوحة؟
لا زالت كل طفولتي راسخة بتلقائيتها وبساطتها وصدقها بداخلي. ما زلت لطيفة الطفلة وسأظل هكذا بكل ما تعنيه الطفولة من براءة.
هل تستطيعين أن تكوني طفلة في هذا الزمن الفني الصعب؟
جداً جداً. حتى انني أنام باكراً كالأطفال (تضحك) لست "سهيرة" (كثيرة السهر) إلا إذا كان لدي عمل مضطرة لإنجازه كما حصل أثناء تسجيل حلقة من برنامج "تاراتاتا" التي امتد تصويرها حتى ساعة متأخرة من الليل.
ألم تشعري بالنعاس؟
(ضاحكة) بلى، لذلك أخذت أنواعاً عدّة من الفيتامينات.
كيف ترسمين لطيفة داخل لوحة تجسّدها وفية لصداقاتها؟
لا أحب الحديث عن نفسي. ولكن لدي صداقات أحملها معي منذ طفولتي الى الآن. فالفنان التونسي شكري بوزيان أعرفه منذ طفولتي ولم تتغيّر صداقتنا بمرور السنوات وغيره الكثيرين.
كيف ترسمين صورة لطيفة ـ الطفلة، مشاغبة أم هادئة؟
كنت مشاغبة وشقية جداً في طفولتي وهادئة جداً عندما كبرت. وكنت "شاطرة" في المدرسة بحيث لم يكن ترتيبي في الصف مرة دون المراتب الثلاث الأولى. فإما أكون الأولى أو الثانية أو الثالثة منذ أن كنت في الأول ابتدائي حتى المرحلة الثانوية.
هل أنت مستقرة بشكل نهائي في بيروت؟
(تتساءل) مستقرة؟! الله أعلم لأنني في حالة سفر دائم بين مصر وتونس ولبنان حيث كنت في الفترة الأخيرة موجودة بقوة فيه بسبب عملي.
ريشة النجاح
هل من الممكن أن تحملي يوماً ريشتك وتلوّني بها بالأسود مرحلة ندمت عليها في حياتك؟
ما من مرحلة سوداء في حياتي الحمد لله |
ما من مرحلة سوداء في حياتي الحمد لله. صحيح أنني كسائر البشر مررت بصعوبات نفسية أرسمها بأغنياتي. وليس لدي ريشة إلا صوتي وهي أجمل ريشة منحني إياها الله. وبالتالي، لا مكان للندم في حياتي.
ولكن غالبية الناس يقفون في مرحلة معيّنة وينظرون من خلالها الى مرحلة سابقة من عمرهم بما يشبه جردة الحسابات الشخصية، فماذا عنك؟
كما ذكرت، انا لا أندم على شيء إنما أهنئ نفسي وأقول "برافو" لطيفة لأنك تقدمت بالفن وضحيت بأشياء كانت لتسعدني كإنسانة ولكنني تنازلت عنها ليكون عملي هو كل حياتي. على سبيل المثال، فأنا تركت بلدي تونس في سن الـ 18 عاماً متوجّهة مع أمي وأخي الى مصر البلد الذي كنت أجهله ولا أعرف أحداً فيه. وأغرقت نفسي بالعمل المكثّف. صحيح ان الأمر كان مضنياً ولكنني سعيدة بما حققته.
هل ضحيت أيضاً بالحب من أجل فنك؟
لا، لأن الحب هو الذي دفعني لعشق الفن أكثر.
نفهم أنك عاشقة باستمرار في كل مراحل حياتك الفنية بدليل عطاءاتك الفنية الكثيرة؟
في داخلي حبيب قوي جداً، وهو من اعطى الفن جمالاً بنظري. أنا فرحة به وهو لم يتغيّر في حياتي. ولن أضيف تفاصيل أخرى عنه سوى أن قناعاتي به تزداد أكثر فأكثر بمرور الأيام.
وهل حبيبك هو سري للغاية؟
لماذا أعلن عنه وأنا سعيدة بحبي من الداخل؟
هل هو نفسه من ترسمين معه المستقبل؟
نحن نرسم كبشر بقدر المستطاع، ولكن هناك قوة الهية ترسم لنا كل حياتنا. لقد رسمت لنفسي حديقة جميلة جداً وشمساً وماء وعصافير وفيها شجرة زيتون وأنا جالسة تحتها.
لوحتا العمر والزفاف
الى أي مدى تحبين أن ترسمي نفسك بكل مرحلة من عمرك، أم أن العمر يشكّل هاجساً لديك؟
طموحي أكبر من الزواج |
إطلاقاً، لأن العمر بكل مراحله هو عطاء للإنسان.
ولكن المرأة تخشى العمر دوماً؟
إلا أنا، لأنني أفرح كلما تقدم العمر بي. وأنظر دوماً خلفي فأرى بناء جميلاً قد نفّذته بصدق وجمال على مدى سنوات. أنا متصالحة مع نفسي وليس لدي هاجس العمر إطلاقاً. وأنا أقدّم باقة زهور ملوّنة لكل مرحلة عشتها من عمري. والشيخوخة جميلة ولا أخشى منها.
هل سترسمين قريباً لوحة زفافك؟
وما يعني زفافي؟! أي أن أجلس كعروس بجانب عريسي ويغنون لنا؟! أنا أشعر أنني عروس كلما دخلت الاستوديو لتسجيل أغنية أو أطللت على المسرح. في بلدي يلقبونني بـ "عروس قرطاج". أملك في حياتي لحظات من السعادة أهم بكثير من "الكوشة" والزفاف. وهذه نعمة بالنسبة إلي لأن طموحي أكبر من الزواج.
هل تخافين من الزواج؟
لا. ولكن مسؤوليات الزواج والإنجاب كبيرة.
هل من الممكن ان تستيقظي غداً وتقولي: "أريد تأسيس عائلة"؟
الله أعلم. السؤال تليق به لوحة سوريالية ما رأيك؟
لنفترض أنك تزوّجت كيف ترسمين لوحتك العائلية؟ وكم ولداًً سيحيط بك؟
لا أستطيع أن أرسم شيئاً غير موجود في خيالي حالياً.
نشعر وكأن الفن سرقك من حياتك الشخصية؟
(ضاحكة) أنا سعيدة بذلك وليسرقني ما يشاء. وهل هناك أجمل من الفن؟! ليت الفن يسرق كل حياتي لا مشكلة لدي بذلك.
لوحة الحب مع زياد
كيف ترسمين علاقتك بالفنان زياد الرحباني في لوحة؟
زياد انسان أحبه كثيراً ومعجبة بطموحاته وصدقه وبساطته |
هو انسان أحبه كثيراً ومعجبة بمدرسته وطموحاته وواقعيته وصدقه وبساطته. هذا هو زياد الرحباني الذي أحبه.
وهل تتشابهان في هذه النقاط؟
كثيراً، وأنا أعتبر علاقتي به إنجازاً كإنسانة وفنانة.
كثيرون تحدّثوا عن علاقة حب تجمع بينك وبين الفنان زياد الرحباني، كيف ترسمين بريشتك حقيقة العلاقة التي تجمعك به؟
علاقتنا فنية بحتة. وباعتقادي ان الفن أقوى بكثير من أي علاقة أخرى وأكثر استمرارية علاقتي بزياد فنية فوق الخيال. ناهيك عن العلاقة العادية. فنحن صديقان ونضحك سوياً ونتشاطر الآراء. ولا شيء غير هذا إطلاقاً.
وأين تلتقيان؟
(ضاحكة) لن أقول لك أين ومتى نلتقي. (ثم تعود فتقول) نحن نلتقي في الاستوديو الخاص به حيث نتحدث بكل شيء لا سيما السياسة. ودائماً عندما نكون في الاستوديو نوقف العمل مهما كان مهمّاً لمتابعة نشرة الاخبار الساعة الثامنة مساء ونحن نحتسي شراباً ساخناً. هذه هي الصورة الحقيقية التي تجمعنا سوياً. وما خلا ذلك صور وأقاويل غير صحيحة وأنا أريح الجميع وأقول لهم لا شيء بيننا ـ زياد وأنا ـ سوى الصداقة والفن.
كيف ترسمين صورة لطيفة العاشقة: مستسلمة، متمرّدة...؟
فيها كل الحالات من تمرد وتسامح وحب ودموع وفرح وضحك.
كثيرون يحسدونك على علاقتك بزياد؟
(ضاحكة) "كتر خيرهم والله". لكل هؤلاء أتمنى أن يصبحوا أصدقاء لزياد يوماً ما لأنه مكسب إنساني وفني واجتماعي. هو إنسان رائع بكل المقاييس.
من تشعرين أنه سعد بالفعل لتقديمك عملاً مميزاً مع زياد الرحباني؟
كل من يحبون زياد ولطيفة سعدوا لأنهم شعروا أننا تعبنا كثيراً وقدّمنا عملاً مميزاً بدليل أن الجمهور، ووفق إحصائيات "روتانا" ومنذ الأسبوع الاول على صدور الألبوم، صنّف العمل الرقم 1 في العالم العربي.
لوحة نجوى كرم ولطيفة
ألم تلتقي بالفنانة نجوى كرم في بيروت؟
نجوى أجمل مني بكثير |
لا، ليس بعد، ولكن علمت بشهادة نجوى بي من خلال التلفزيون حين ذكرت مرة: "أن نجاح لطيفة من نجاحي وفرحت لتعاونها مع زياد". وهذا أمر ليس غريباً على نجوى التي اعتبرها من أحلى الفنانات التي دخلت قلبي بصوتها.
هل تحاولين تقريب المسافات للعمل بين نجوى وزياد؟
أنا لا أستطيع أن أفعل شيئاً لأن القرار لهما وحدهما. وهما اسمان كبيران بالفن.
ذكرت سابقاً ان نجوى كانت تشجعك على دخول "روتانا" متى كان ذلك؟
منذ خمس سنوات تقريباً.
ولكن ترافق دخولك الى "روتانا" وجملة أقاويل كان من شأنها زرع الحساسيات بينك وبين نجوى، ومنها بأنك بت تستقطبين كل الاهتمام من "روتانا" وبأنك أتيت لتحتلي المساحة التي تشغلها نجوى في "روتانا"، ما رأيك بهذا الأمر؟
يحاولون تصوير أشياء كثيرة غير صحيحة. فإدارة "روتانا" واعية وتعامل كل فنان بحسب حجمه. وتعطي قيمة لكل شخص تتعامل منه. وهذا الأمر لاحظته مع سالم الهندي الذي يتعب من أجل كل الفنانين الذين يتعامل معهم. وغير صحيح أن أحداً بإمكانه أخذ أضواء من غيره.
هل "تزعلين" عندما يحاولون زرع الفتن بينكما؟
لا "أزعل" فهم لا يؤثرون بي لأن علاقتي رائعة بـ نجو