بدت تعابير الحزن والألم جلية على وجه الفنان اللبناني فضل شاكر، في مشاركته الجرشية الثانية، وكان الفنّان فضل شاكر شارك في جرش خلال مهرجان جرش الذي أقيم العام 2005، ووصل الجمهور وقتها خمسة آلاف متفرّج. وعلى مدار ساعة ونصف ساهم الجمهور بالغناء معه، وكأنه يعلن تعاطفه مع الفنان الذي كابر على حزنه وأوفى بالتزامه تجاه جمهوره الجرشي.
ونجح فضل شاكر في حفله الذي حضره قرابة آلفي شخص، سيطر عليه الهدوء وصوت شجي فيه نبرة شجن وحزن، ورغم ذلك أطرب جمهوره الذي بدا وكأن معظم الحضور من العائلات التي اصطحبت حتى أطفالها، وتفاعل الجمهور مكملا لأغانيه الرومانسية التي تعيدنا إلى زمن الطرب الأصيل، والكلمة الراقية. المديرة التنفيذية للمهرجان لبنى الفار مديرة المهرجان قدّمت النجم فضل شاكر مرحبة بالفنان الملتزم وأغانيه التي يتشوق الجمهور لها، كما رحبت بأعضاء الفرقة الموسيقية بقيادة ناصر الأسعد. بدأ فضل حفله في الحادية عشرة وسط حضور كثيف لعرب 48 الذي أتوا من فلسطين خصّيصاً من اجل حضور هذا الحفل. واستهله بأغنية (يا حبيب تعالا) والتي حركت جمهوره، فما أن صعد فضل إلى المسرح حتى اشتعلت مدرّجات جرش بتصفيق الجمهور وبدأت الفرقة بعزف لحن أغنية "تعالا"، فزاد حماس الجمهور، ليردّد مع فضل: "إيمتى الدنيا تصفالي.. وتملّي قلبي الخالي وألاقيك جنبي حبيبي تواسيني.. وتفرّحني بيك يضحك زماني ليّا.. والشوق يبان في عينيا وأنسى القمر في ليالي قضيتها أدوّر عليك" ويطرب الجمهور ويقول: "يا حبيبي تعال تعال .. مشتقالك تعال تعال لو تغيب عنّي طول عمري يا عمري .. انا مستنياك..." وهتف الجمهور الجرشي لفنانه الملتزم وكأمنا هو كورال مدرب وبصوت واحد : "1 2 3 .. فضل يا حياتي"، فأكمل فضل الغناء مردّداً: "معقول أنساك معقول... تنساني أنا على طول... معقول ما نعود أحباب.. نمرق متل الأغراب.. ولا نبقى سوا.. ولا نبقى سوا..."
ومن ألبومه الأخير قدم (الله أعلم)، ثم (انسى اللي راح)، ومن اغانيه القديمة اختار (لو على قلبي) التي رددها الجمهور مع فضل الذي ترك لهم حرية اداء المقاطع الغنائية موجها الميكروفون نحوهم. وتقاسم الجمهور آهات فضل في أغنيته (مآثر فيّ وبعنيه.. شوي شوي عليه)، لتعتلى أصوات الغناء الفرحة بأغنية (يا حياة الروح) التي قدمها لمرتين بناء على طلب الجمهور، وكانت دموع عشاقه انهمرت تفاعلا مع أغنياته فائقة الرومانسية والتي زادتها نبرة الحزن النبيل شفافية، فقدم (الله اعلم)، ثم (يا غايب ليه ما تسأل احبابك) و(ضحكت الدنيا واخيرا لاقيناك). ولبى الفنان فضل شاكر طلب الإعلاميين، فقدم لهم (فاكرني نسيتك) الذين صفقوا وغنوا وتمايلوا نعه ومعها، ثم قدم أغنية (آخذني معك) منفردا، وهي الاغنية التي جمعته بالفنانة يارا، وغنى بعدها (بقلبك اسراري)، واغنية (يا مسهرني الليل) والتي طرحها في الأسواق مؤخرا بشكل منفرد. ورقص الجمهور مع فضل على انغام (جوايا)، و(اللي انت شايفوا يا حبيبي اعمله)، ومن تراث عفاف راضي الغنائي قدم (هوا يا هوا)، ليختتم الأمسية بأغنية رومانسية "لو على قلبي داب في هواك.. بتغيب أيّام وليالي.. وأنت ما بتغيب عن بالي.. وتروح وتسيبني عليك مشغول.. بحلم بعينيك وغرامك.. وبدوب في هواك وكلامك.."، "أنا مثلك يا حبيبي أخدتني الأيام.. وعليّ لا ما تخبّي وبعيونك كلام.. عاشق انت يا قلبي.. ودايب بالغرام.. إنسى اللي راح.. يا قلبي أرتاح.." ليتابع بأغنيته الرومانسية وبعدها أكمل على موجة الرومانسية والإحساس نفسها:" مآثر فيي وبعيني... شوي شوي عليّ.. فرحان جنّ وحبّك حبّ جنون.. فزعان صير خيالك وين ما تكون".
بعدها قدّم عازف القانون صولو مميّز، تبعه فضل بأغنيته الطربية "يا حياة الروح"، وعاد الجمهور لحماسته الملتهبة مع المقطع القائل: أنا عمري ما نسيتك.. أنا ما صدّقت لقيتك.. وبتسأل لو حبّيتك وأنا دايب فيك.. شايفني جايلك دايب.. وجايبلك قلبي وجايب روحي وناسي الحبايب وبعمري شاريك "، بعدها قدّم فضل رائعته "الله أعلم"، تبعها بـ "يا غايب ليه ما تسأل" التي ردّدها الجمهور عن ظهر قلب، وشهدت تلك الأغنية أقصى درجات التفاعل من قبل الجمهور الذي أثنى على أداء فضل في نهايتها بالصراخ بصوت واحد: "فضل.. فضل .. فضل". "ضحكت الدنيا وأخيراً لقيناك" وكان حماس الجمهور يتزايد وفق وتير تصاعدية أكملت صعودها مع أغنية "أبقا إطمّن علي"، وما إن بدأت الفرقة بعزف أولى نوتات الدويتو مع يارا "آخدني معك"، حتى كان الجمهور مستعداً ليلعب دور يارا، فغنّى "آخدني معك بالجوّ الحلو، خليني معك أسهر يا حلو" إنها حالة من الغزل الخاصّ بين فضل وجمهوره، تبع ذلك أغنيات "كنت مفكّر يا حبيبي"، و"يا مسهرني الليل"، و"اللي انت شايفه يا حبيبي إعمله"، ليختتم فضل جولته بأغنية "هوا يا هوا" التي كانت مسك الختام في تلك السهرة التي لا تنسى، والتي وصل فيها الجمهور إلى قمّة الانسجام، وغنّى في الحفلة أكثر من فضل نفسه، وكأنّ الجمهور هو من أحيا الحفل، محييا فضل. ثمّ تسلّم فضل باقة ورد من المدير التنفيذي للموقع خلدون عطيات ودرع تكريمي على مشاركته في المهرجان هذا العام، خصوصاً بعد الظرف الذي تعرّض له وجعله يعيش حالة من الحزن بسبب وفاة والدته، ولكنّه أصرّ على المشاركة في جرش كون هذا المهرجان له مكانة خاصّة في قلبه، وكان أن منحته إدارة مهرجان جرش لقب "سفير الرومانسية العربيّة".
للتواصل معنا 