حكايتها مع الاعتزال عجيبة ومثيرة ولا تعرف لها سبباً محدداً.. كل ما تذكره أنها أخذت القرار بكامل إرادتها، وقواها العقلية، ووقتها لم تفكر في ارتباطاتها الفنية العديدة.. فلو فعلت.. ما كانت اعتزلت! هي الفنانة شهيرة التي اعتزلت الفن قبل نحو 15 عاماً، وفي أوج شهرتها رغم عشقها الشديد له.. فما هي حكايتها مع الفن والاعتزال وإغراءات العودة.
حكايتها مع الاعتزال عجيبة ومثيرة |
بدأت علاقة الفنانة المعتزلة شهيرة بالفن عندما كانت تدرس في الصف الأول الإعدادي، حيث تم اختيارها لتشارك في مسرحية "أم جلال" التي تقدمها فرقة المدرسة بمناسبة انتهاء العام الدراسي وكانت البطولة من نصيب تلميذة تكبرها في السن والملامح لكي تستطيع القيام بدور "أم" خلال أحداث المسرحية، وإذا بالبطلة تمر بوعكة صحية شديدة تعوق اشتراكها في العمل المسرحي وبعد إلحاح شديد منها وافق أساتذتها على إسناد الدور لها وإذا بها تتألق وتصبح نجمة العرض المسرحي، وهو ما أهلها أيضا لكي تصبح بطلة العروض المسرحية التي تقدمها مدرستها بالشرقية في المرحلة الثانوية، وهنا بدأ تفكيرها الجاد في احتراف الفن.
عقب حصول شهيرة على الثانوية العامة التحقت بمعهد الفنون المسرحية بالقاهرة مع الالتحاق أيضا بكلية الحقوق لإرضاء والدها الذي رغم عشقه للفن وبطولته لمسرحية "قيس وليلى" التي قدمتها كلية هندسة القاهرة عندما كان يدرس فيها فإنه رفض أن تتجه ابنته للفن حتى أخمص قدميها.
واجتازت شهيرة اختبارات القبول بالمعهد وحصلت على المركز الأول على مستوى البنات بينما حصل الفنان أحمد زكي - رحمه الله - على المركز الأول على مستوى البنين وبالمناسبة فلقد كانت هي من شجعت أحمد زكي على الالتحاق بالمعهد عندما شاهدته في عرض مسرحي بقصر ثقافة الزقازيق وبهرها أداؤه فانتظرته وعرضت عليه الأمر بينما كان هو لا يعرف حتى كيف يذهب للقاهرة، وربما يفسر ذلك سر علاقته الحميمة حتى وفاته بشهيرة وزوجها الفنان محمود ياسين، حيث كان يدين لها بالفضل.
وفي العام الأول لالتحاقها بمعهد الفنون المسرحية كانت الانطلاقة الأولى للفنانة شهيرة في عالم الفن، حيث شاركت في الفيلم السينمائي "صور ممنوعة" للمخرج مدكور ثابت، وفيه التقت بالنجم محمود ياسين وتوطدت علاقتهما وقررا الزواج.. وقد كان. وتوالت الأعمال الناجحة للنجمة "شهيرة" وخصوصا بعد تفرغها للمعهد وتركها لكلية الحقوق وعلى رأسها "وضاع العمر ياولدي" و "ليل وخونة" و "اليقين" وغيرها حتى كانت لحظات الاعتزال الحازمة.. ولها قصة!
الفنان القدير محمود ياسين والفنان الراحل أحمد زكي |
لم تقدم الفنانة شهيرة طوال مشوارها الفني عملا فنيا تخجل منه، فبطبيعتها كانت ملابسها محتشمة وملتزمة أخلاقيا وقبل نحو 15 عاماً وبينما هي في أوج شهرتها مرت بوعكة صحية مؤلمة دفعتها إلى التفكير كثيراً في حياتها وبينما هي تخضع لمرحلة العلاج إذا بها تشاهد رؤيا منامية مبهرة لم تستغرق سوى ثانية واحدة، رأت فيها كفا معلقا في الهواء ويبرز من السماء، وقد أمسك بالمصحف الشريف، فاستيقظت من نومها وفي رأسها ألف سؤال وعندما ذهبت لتفسير تلك الرؤيا الطاهرة لدى من تثق فيهم من الشيوخ الأجلاء أشاروا عليها بقراءة القرآن ففيه العلاج والشفاء وبدأت القراءة في كل أوقاتها ونهلت من نوره وانطلقت إلى كتب التفسير والحديث والسنة وإذا بالسعادة تملأ قلبها ويشفيها الله بالقرآن، ولم يمر هذا الموقف عليها مرور الكرام، فرغم عشقها للفن والذي تعتبره رسالة سامية تعتز بها وحرصها على هذا المفهوم طوال مشوارها الفني وحتى بعد اعتزالها حيث لم تهاجمه على الإطلاق، قررت النجمة شهيرة في لحظات خاطفة الاعتزال وارتداء الحجاب.. ومن دون أن تفكر!
فلم تفكر في الفن نهائيا إزاء تفكيرها في ما هو أهم منه بكثير.. راحتها واطمئنان قلبها لتعتذر عن فيلم سينمائي للمخرج خيري بشارة، وعن الجزء الثاني من مسلسل "مخلوق اسمه المرأة" برغم نجاح الجزء الأول، وعن مسرحية كوميدية للمخرج سمير عبدالعظيم، ونسيت كل شيء، ولم تتذكر سوى طاعة الله، ولنفسح لها المجالل لتروي لنا هذه اللحظات النورانية المبهرة.
لم يجذبني حقاً سوى العمل كمقدمة برامج دينية |
تقول شهيرة: "الفضل كله يرجع لله في اتخاذي هذه الخطوة، فتركيبتي الإنسانية ليست عندها القدرة على اتخاذ هذه الخطوة، لأنني أحب الفن بقوة ولم أفكر يوماً في اعتزاله وكان لابد من وجود قوة أو قدرة أكبر مني تعينني على اتخاذ هذا القرار، وبإذن الله لن أعود للفن مطلقاً برغم احترامي الشديد لرسالته السامية التي أعتز بأنني حملتها يوماً وأخلصت لها ولكنني لن أشغل نفسي بأمور أخرى قد تشغلني عن الانقطاع عن الاجتهاد ودراسة أمور الدين وبالمناسبة فلقد عرض علي المرحوم أشرف فهمي في بداية اعتزالي وارتدائي الحجاب العودة في فيلم سينمائي كبير على أن أشارك به بالحجاب، ولكنني رفضت ذلك تماماً، حتى فكرة العودة في المسلسلات الدينية والتاريخية رفضتها، وربما لم يجذبني حقاً سوى العمل كمقدمة برامج دينية، كبرنامجي "اللهم تقبل" على قناة اقرأ، حيث تحدثت فيه عن خواطر دينية بأسلوب بسيط وكأنني أستضيف مجموعة من أصدقائي في منزلي لأتحدث معهم في أمور شتى في الحياة والدين والسنة النبوية المطهرة، وبالمناسبة فلم أخطط على الإطلاق لتقديم أي برنامج، والأمر بدأ منذ فترة عندما اتصل بي المخرج "عمر زهران" وطلب استضافتي في برنامج "ساعة صفا".
وتضيف قائلة: "في البداية اعتذرت لأن البرنامج لا يناسبني فهو يعتمد على استضافة أحد الفنانين ليتحدث عن أعماله وأنا معتزله منذ أكثر من 15 عاماً، إلا أن المفاوضات استمرت بيني وبين مقدمة البرنامج صفاء أبو السعود واتفقنا في النهاية على أن أتعرض لحياتي الفنية في جزء بسيط من البرنامج على أن أتحدث في باقي الحلقات عن الاعتزال، وبعد أن عرض البرنامج فوجئت برد فعل قوي من الجمهور الذي تساءل لماذا لا أقدم برنامجاً دينياً يعتمد على البساطة في تناول القضايا الدينية، حتى فوجئت بالشيخ صالح كامل يطلب مني تقديم برنامج ديني جديد على قناة اقرأ ومن هنا بدأت تتبلور فكرة البرنامج، ورفضت أن يساعدني فيه أحد من السادة المعدين حتى تظهر طريقتي وأسلوبي الخاص، وهو ما جعلني أبذل مجهوداً أكبر حتى يصل المضمون للجمهور في بساطة ويسر". (عن السياسة)
شمس البارودي.. القصة الكاملة وراء اعتزالها الفن
للتواصل معنا 