الفنانة كارلا بطرس شاهدت الموت وربما عاشته، فبعد الحادث الاليم الذي تعرضت له وخسرت فيه زوجها وابنها، تبدو اليوم هادئة جدا لكن هذا الهدوء يعكس حزنا لا يمكن وصفه، خصوصا انها عادت الى الحياة بعد غيبوبة امتدت لايام غير قليلة. حادث سير مؤلم تعرضت له كارلا مع عائلتها، مات فيه نصف العائلة وبقي النصف الآخر، بقيت كارلا وبقي الامل. فماذا تقول كارلا العائدة من الموت للقبس؟
كيف تصفين شعورك الآن، واعذريني على اسئلتي اذا كانت ستحرك الحزن الراكد في حياتك؟
الاسئلة الصعبة ما زالت في اعماق قلبي |
صحيح ان الاسئلة تحرك الاحزان وتسترجعها ولكن ما يمكنني قوله الآن هو انني حزينة جدا ولا اعتقد ان الحزن سيغادر حياتي، فبعدما خسرت نصف عمري لا يمكنني تعويض الاحباء.
انا اليوم وحيدة بلا عائلة، ولكن لا ارى انني خارج الحياة. الحياة مازالت تنبض في ايامي لكن نبضها ناقص وصعب بلا الاحباء (تصمت).
قلتُ لن اساهم في استذكار احزانك وأجد نفسي تلقائيا، تتخلى عن وعدها، اعذريني من جديد؟
حتى لو لم اسمع اسئلتك فان الاسئلة الصعبة ما زالت في اعماق قلبي، لا تغيب لحظة، واعتقد انها لن تغيب. مادام الاحباء خارج الحياة لا يمكنني نسيان هذا الالم.
سيدة الخسارة
هل تعتبرين انك خسرت كل شيء بهذا الحادث، ربما خسرت الحضن والعاطفة والانسان؟
طبعا خسرت كثيرا، والموت الذي لاحق عائلتي جعلني سيدة الخسارة. ورغم هذه الخسارة اسعى لمواجهة صعوبة الاستمرارية في الوجود، فمن الصعب عليَّ ان ابقى هكذا إلا ان القدر يرفض ويملي علي ما املاه.
حديثك عن مأساتك ألا يريحك قليلا؟
بالتأكيد الحديث عن المأساة التي دمرت ايامي ربما يساهم في تخفيف اللوعة، لكن بالتأكيد لا يعوض الذي فات والذي مات، والاحاسيس التي كانت وماتت.
كيف تفكرين في ايامك القادمة؟
مازلت في هول الكارثة |
اعيش اليوم بهدوء ووجع، لا انسى ما حصل، واسعى للاستمرار باقل الخسائر، فبمجرد التذكر أو تخيل ما حدث اعود الى رعب الالم واحزانه، وارى الحياة قاسية ومعقدة.
يقال "النسيان نعمة"؟
كيف انسى وانا التي عشت المحنة بكل تفاصيلها وبكل اوجاعها، مازال مشهد الموت يذبحني (...).
مستقبل غامض
كيف ترسمين مستقبلك الفني؟
لا اعرف كيف استمر، وكيف ابدأ من جديد. لاشك في ان المأساة ستساهم في بناء الصورة التالية في حياتي على جميع الصعد. ولكن الآن مازلت في هول الكارثة، لا اعرف ماذا افعل وماذا اقدم وماذا اخفي.
لا اريد الحديث معك اكثر لانني بدأت اشعر بالذنب لانني طرقت على باب الذاكرة الموجعة؟
شكرا لتعاطفك ولمتابعتك لاحزاني (تصمت والدموع في عينيها).