من برنامج "عالم الصباح" المباشر على شاشة المستقبل الذي يتناول هموم الناس وشؤونهم وشجونهم، انتقلت ريما كركي إلى برنامج "وكبرنا" المسجل الذي يتناول الوجه الآخر للفنان وتعتبره الخطوة الأولى لتحقيق طموحاتها المستقبلية، لأنه يشبهها من الناحيتين الإنسانية والاجتماعية. ما أهمية هذه النقلة في مسيرتها الإعلامية؟ عن هذا السؤال وغيره أجابت في الدردشة التالية مع الجريدة..
كيف تقيّمين تجربتك في "عالم الصباح"؟
قبلت بهدف التنويع
كان "عالم الصباح" بمثابة مدرسة تعلمت فيها أصول التقديم التلفزيوني وتدريباً يومياً عزز ثقتي بنفسي وعلاقتي بالكاميرا، بالإضافة إلى العلاقة المباشرة مع الناس ومحاكاة همومهم وأفراحهم، ولم يتورع عن مواكبة الأحداث الأمنية والسياسية التي تطرأ في لبنان والعالم العربي، فكان يتحول من إجتماعي إلى سياسي خلال لحظات، في حال طرأ أي حدث طارئ. إنّه نبض المجتمع وتعلمت من خلاله أن الصدق سلاح الإعلامي ليصل إلى القلوب. صحيح أننا ندفع أحيانا ثمن صراحتنا إلا أن الإعلام رسالة ولا بدّ من إيصالها في النهاية بالشكل الصحيح.
لماذا تخليّت عنه سريعاً؟
(تضحك) لم أتخلَّ عنه وما زال في نظري البرنامج الأصعب، شاركت فيه على مدى سنوات عشر، لكن حين عرض علي تقديم برنامج خاص بي قبلت بهدف التنويع.
ما الصعوبات التي تواجهك في "وكبرنا"؟
الصعوبة الأبرز أنه ليس مباشراً، ما يجعلني أسيرة لمزاج الضيف، الذي يأخذ قسطاً من الراحة خلال التصوير، أحياناً، فتتحول مدّة الحلقة من ساعة ونصف مثلاً إلى سبع ساعات ما يؤثر في تسلسل الأفكار وقوّتها.
لماذا ليس مباشراً؟
ارتباط البرامج الفنية بكلفة الإنتاج واختصار الوقت يحرمانها من البث المباشر. صوّرنا 15 حلقة بظرف شهر ونصف لأن تكلفة البرنامج تكون أقل بهذه الطريقة.
ما المعايير التي تركزين عليها في اختيار الأسئلة؟
أبتعد كلياً عن الأسئلة السطحية وأشدد على معرفة العوامل الأساسية لنجومية الفنان من تربيته في البيت إلى الأشخاص الذين شجعوه والتحدي الذي أوصله لتحقيق طموحه، بالإضافة إلى الظروف المحيطة به ومعاناته وتأثير الأشخاص القريبين منه في مسيرته سواء سلباً أو إيجاباً. باختصار يشرح كيف تكبر قيمة الإنسان بإنجازاته، من هنا جاء اختيار العنوان "وكبرنا" موفقاً.
ما علاقتك بالضيوف ومن لفتك منهم ومن صدمكِ؟
لفتني نور الشريف بتواضعه على الرغم من نجاحه وشهرته، فيما صدمني نجوم آخرون كنت من أشد المعجبين بهم، بسبب ولعهم بالأضواء ورغبتهم في إخفاء ضعفهم وطلبهم وقف التصوير أكثر من مرة واعتراضهم على الأسئلة واتصالهم بالقيمين على البرنامج لحذف مشاهد وغيرها من الأمور.
إلى أي مدى يؤثر ذلك في الحلقة؟
المشكلة أن المونتاج يلغي الأجوبة
المكررة
إلى حد كبير، لأن حذف بعض الأسئلة يؤثر سلباً في سير الحلقة، لكن المشاهد يعرفني منذ سنوات عشر ولن يحمّلني مسؤولية الإخفاقات التي تطال بعض الحلقات. لا يحكم الناس على الإعلامي من خلال برنامج واحد بل عبر مسيرته الإعلامية كلّها. أصبح بيني وبين المشاهد وحدة حال ويتقبلني حتى في أفكاري المجنونة وصراحتي.
من النجم الذي تتمنين استضافته؟
هنالك كثر يتمتعون بتاريخ فني غني، لكن المشكلة أنهم لا "يطرحون أوراقهم على الطاولة" ما عدا قلة منهم، بالإضافة إلى عدم الوفاق مع عائلاتهم الأمر الذي يبعدهم عن المشاركة لأن البرنامج يركز في جانب منه على هذه العلاقة. أحب استضافة النجم عادل إمام وإبنه وماجدة الرومي، أما الحلم الأكبر عندي، مثل الكثيرين، استضافة السيدة فيروز مع إبنها زياد الرحباني، لكنه غير قابل للتحقيق.
هل تركزين على تحقيق سبق إعلامي؟
لا، إنما الإستفادة من تجارب الفنانين لا سيما كيفية مواجهتهم الصعوبات لبلوغ النجومية.
ينتقدك البعض بأنك تقاطعين ضيفك أثناء حديثه، ما تعليقك؟
ليس صحيحاً. المشكلة أن المونتاج يلغي الأجوبة المكررة ويكتفي بالمهم منها، فيظهر الأمر كأنني أقاطع الضيف، أحيانا يكون الضيف صاحب تاريخ غني فأحاول طرح أكبر كمّ من تساؤلات الناس وأفكارهم ولو بشكل سريع. إنها مسألة اختصار الوقت وصولاً إلى الموضوع الأهم.
كيف هي علاقتك بالصحافة؟
أتقبل النقد سواء الإيجابي أو السلبي وأشكر كل من وجّه لي إطراء أو نقداً.
هل تتابعين برامج "أجواء" لكريستينا صوايا و"ستار موبايل" لرولا شامية و"كاراوكي" لرانيا الكردي وغيرها...؟
لدي فكرة عن هذه البرامج وأعتقد أن كريستينا ورولا ورانيا استطعن إثبات أنفسهن لأن برامجهن تشبههن في مكان ما وهذا هو الأهم وأتمنى لهن التوفيق. من جهتي لا يمكنني تقديم برنامج ألعاب لأنه لا يشبهني على الرغم من بعض الأفكار المجنونة التي تراودني، إلا أنني لم أجد الشخص الذي يستطيع توظيفها بالشكل المناسب.
كيف توفقين بين عملك وحياتك الزوجية؟
أنا مقصرة في الإثنين. لا أصدّق من يدّعي قدرته على التوفيق بين عمله وعائلته وأصدقائه... إنه مجرّد كلام. الحياة صعبة لكن لا بدّ من الإستمرارية ضمن نظام معين أرسمه لنفسي. ينعكس انزعاجي من العمل أحيانا على حياتي الزوجية فأكون حزينة وصامتة والعكس صحيح. كذلك أضطر إلى السفر، أحياناً أخرى، ما يحرمني من رؤية ولديّ، حين أعود أحاول تعويض فترة غيابي عنهما ومنحهما أكبر قدر من الإهتمام والحب.
ما علاقتك بولديك وهل يتابعان برنامجك؟
هنالك قضايا ممنوع النقاش فيها مثل
الدين
(تضحك) لا، لأنهما يهتمان بأفلام الكرتون. اعتاد جميل وتاليا فكرة ظهوري على الشاشة وأيقنا أنّه عمل كغيره. علاقتي بهما مميزة وأتعامل معهما من منطلق الصداقة وضرورة إقامة حوار دائم بيننا.
تصدرين قريبا كتاباً خاصاً بك، من أين تستوحين أفكارك؟
من قضايا الناس، من النساء المتعبات من ظلم المجتمع. كذلك أعالج قضايا سياسية وإنسانية وأتالم لأن مجتمعاتنا متخلفة، ولأن التاريخ عندنا يعيد نفسه على الدوام. تسيطر على حكّامنا الأنانية والفردية وحب السلطة فيما يغرق المواطن العربي في التصفيق لهم. طالما أن الحرية والنقد محظوران والرأي الآخر مرفوض فكيف ستتطور المجتمعات؟ صحيح أن المجتمع اللبناني يتمتع بالحرية لكن ثمنها كبير والدليل قافلة الشهداء التي شهدها لبنان على مرّ التاريخ.
هل تضعين خطوطاً حمر في الكتابة؟
تقف شجاعتي عند أمومتي، هنالك قضايا ممنوع النقاش فيها مثل الدين، ومنعت مقالات لي من النشر لأني تطرقت إلى الدين واستعملت عبارات حادة في مواضيع سياسية، لكني سأنشر أفكاري في كتابي المقبل.
ما هو رأيك بـ :
ميشال قزي: لا يشبه أحداً.
رزان: طبيعية.
يمنى شري: أتمنى عودتها سريعاً لأنها تتميز بشخصية مميزة.
رولا شامية: "مهضومة كتير".