نقولا الاسطى الفنان اللبناني الذي تخرج من ستوديو الفن عام 1988 ما زال حاضرا بجهد شخصي على الساحة الفنية مع انه من الاصوات النادرة في لمعيتها وقوتها وانتمائها.. وكونه فنان حقيقي يظهر نقولا الاسطى غاضبا من الجو الفني السائد الذي يبدا باللانجري (lingerie) وينتهي في غرف النوم، ويحافظ على بناته وبنات الناس وشبابه من فحش الفضائيات. مع نقولا الاسطى كان هذا الحوار في بيته في منطقة ادونيس: فرفش: اولا مبروك كونك بابا للمرة الثانية، ما الفرق بين المرة الاولى والثانية؟
مبروك بابا وماما
نقولا: كل بابا لها رونقها، الاحساس لا يختلف ولكنه في الوقت ذاته لا يوصف.. كل ولد وله محبته ولا احد يغطي على احد او ياخذ مكانه. فرفش: وهل بدات سارة تغار من المولودة الجديدة؟ نقولا: حضرنا سارة لاستقبال ماريا ولكن لا بد من غيرة لانها ما زالت طفلة، فهي مثلا لا تريد الذهاب الى المدرسة كي لا نبقى مع ماريا ولكننا نخبرها ان ماريا ستذهب الى الحضانه فيطمئن بالها.. فرفش:هل كنت تتمنى ان يكون المولود صبيا؟ نقولا: لا ابدا لم افكر بالامور على هذا النحو، كنا نريد اختا لسارة لان البنت دائما بحاجة الى اخت، وكذلك ربنا هو العاطي.. وبالنسبة للمرأة فلقد اصبحنا في عصر على الرجال ان يطالبوا بحقوقهم بعد ان كنا نطالب بحقوق المرأة! فرفش:اي حق على الرجال المطالبة به؟ نقولا: لم تضع حقوق الرجال اما المرأة ففسحت لنفسها المجال في كافة امور الحياة وانطلقت بشدة لانها كانت مضغوطة قبل...(ممازحا) وهناك مثل لبناني يقول ان المرأة مثل ال.... يجب ان تظل مضغوطة.. فرفش: زوجتك ميرنا هل ما زالت تعلم البيانو؟ نقولا: نعم، لكنها ترتاح الان بعد الولادة القيصرية. فرفش: برأيك حقوق الرجال ضائعة في الفن في لبنان؟ نقولا: لم نعد قادرين على التحدث عن لبنان بمعزل عن محيطه واصبح ينجرف مع غيرة.. ومعظم البرامج تتكل على الاتصالات والتصويت، ونيال الاصوات التي عدد سكان بلدها اكثر وهكذا..عادة ينال لبنان النسبة الأقل! فرفش: اقصد اننا نجد الكثير من الفتيات وعدد قليل من الرجال في الفن السائد اليوم! نقولا: لا اجد بينهم اي رجل!! الفن الخليجي حافظ على ذاته شكلا ومضمونا فرفش: برايك هذا مستقبل الفن اللبناني؟
من يغني لبناني اصبح عملة نادرة
نقولا: الانتاج ليس لبنانيا، والقرار ليس لبنانيا ولا رؤوس الاموال... فعندما يكون مثل ملحم بركات ونقولا الاسطى وغيرهما غير موجودين في شركة معينة في حين تجدين كثير من الاشخاص هم رجال بالاسم فقط.. هناك مسألة تسويق مقصود او غير مقصود، موجه او غير موجه لتشويه صورة الفن في لبنان. فرفش: تقصد لابراز الفن الخليجي؟ نقولا: الفن الخليجي فيه تنوع وما زال محافظا على شكله وجوهره من اللباس الشرقي والموسيقى الخاصة بهم من دون سرقة من هنا وهناك.. اما في لبنان فمن يغني لبناني اصبح عملة نادرة لان السوق واسع ويضطرون لغناء مصري وخليجي وغيره.. ولقد سمعنا قلق ملحم بركات حول الفن اللبناني وهذا قلق كل فنان لبناني يفهم ما نحن سائرين باتجاهه. فرفش: انتم كاصوات متميزة ماذا تستطيعون ان تفعلوا؟ نقولا: كاصوات..لا شيء، نحتاج الى انتاج محترم وكبير ما زلنا نعمل على قدر امكانياتنا في حين ترمى ملايين الدولارات على فنانين يقدمون فيديو كليبات تكلفة الواحد 60 او 70 الف دولار ولا ادري من اين يأتون بالمال.. هناك من يضع هذه الاموال من دون انتظار المردود "وهيدا ما حدا بيقدر يوقف بوجه.."!! فرفش:ما هو الهدف؟ ضرب الفن اللبناني؟ نقولا: عن قصد او عن غير قصد نحن سنصل لهذه المرحلة للاسف.. بالنسبة لي من دون ان اقيّم احدا لدي تحد لنفسي انني اريد ان ابقى موجودا! فرفش: وماذا ستفعل بهذا الصدد؟ نقولا: (ضاحكا) ..بدي اعمل العمايل، سأظل انتج لذاتي واسوق اغنياتي واقدم الفيديو كليب بالطريقة اللائقة اضافة الى عملي في المهرجانات، ساشارك في مهرجان العالم العربي وسأمثل لبنان في كندا في شهر تشرين ثاني الحالي، اضافة الى بعض الحفلات هناك، واحضر ايضا لمسرحية دينية. فرفش: مع من هذه المسرحية؟ نقولا: مع غيتا حرب وكارلا رميا، اصواتهما رائعة لكنهما ليستا مشهورتين.. اقوم بهذه المسرحية بدور السيد المسيح.. روتانا اعجبهم صوتي ولكني لا اطرق الباب مرتين فرفش: سمعنا انك تتجه لطرح اغنية منفردة ( سينجل)، لماذا؟
روتانا اعجبهم صوتي ولكني لا اطرق الباب مرتين
نقولا: اكيد لان الالبوم مكلف نعمل فيه على 7 او 8 اغنيات وواحدة فقط تأخذ حقها.. وانا انتج لاحصل على مردود واعمل لاعيش.. فرفش: لماذا لم تطرق باب روتانا؟ نقولا: طرقت بابها مرة واحدة..وانا لا اطرق الباب مرتين.. فرفش: ما كان العذر اذا؟ نقولا: ليس هناك من عذر، قالوا ان الصوت "حلو كتير" واكثر مدراء روتانا اللبنانيين اصدقاء ولكن يبدو انه "مش طالع بايدن اشي".. وانا شخص واضح واعرف ماذا اريد ولست ابيع البندورة!! فرفش: تقصد انهم يتعاملون مع الاخرين كبندورة؟! نقولا: هكذا يتعاملون مع الكثيرين. بالنسبة لي قيمة الانسان عندي اهم من قيمة الفنان.. وعندما اعرف ذاتي للناس اقول لهم اني اغني والشغل مش عيب.. هنالك الكثير يغني وليست المشكلة انهم يغنون ولكن الامر اصبح موضة ومن حولهم يصفق لهم وهم ينزلون الفن الى قدرة عطائهم لانهم ليسوا قادرين على الصعود الى الفن الحقيقي. فرفش: وما هو الفن بالنسبة لك؟ نقولا: الفن اهم كتاب تربية في العالم خاصة مع طغيان الفضائيات التي تدخل بيوتنا والتي غالبا تكون بمثابة مشروع عاهرات للفتيات بعد 10 سنوات ..مع احترامي لكل الفتيات، لذا الغيت بعض الفضائيات من الدش عندي.. الفن مادة تربوية وما نراه على الشاشات رقص بطريقة الخلاعة، والمشكلة ان الناس يعتقدون ان المهم يظهر على الشاشة، نجد الان فتاة ترتدي بيبي دوول (قميص نوم) على السرير فكيف نظهرها على الشاشة ونحولها الى مثال للفتيات الصغيرات اللواتي سيقلدنها، حتى الصبية سيكونون مشروع عاهرين لانهم يظهرون خلاعتهم على الشاشة ايضا.. هناك تسويق لل فجورباسم الفن فرفش: ما المغري لهذه الدرجة في الغناء حتى يركض الجميع باتجاهه؟ نقولا: فيه أبواب كثيرة، هناك من يستعمل الغناء لاخفاء أمور أخرى تحت ستار الغناء. هناك تسويق لل فجورباسم الفن، انا لست متزمتاً لكن السقف انخفض في الاخلاقيات واصبح عاليا ًفي الانتاج، وانا اتحدث كفنان ممارس لفني وعضو في نقابة الفن وأنا أب لعائلة. فرفش: كنقابي ماذا تفعل؟
الفنان اللبناني نقولا الاسطى يخط رسالته لقراء فرفش
نقولا: تحدثت مع نقيب الفنانين الاستاذ احسان صادق بعد ان عُينت مستشاراً للنقيب ولدينا الكثير من الخطط... فرفش: من يخشى من لسانك؟ نقولا: الشاذ عن القوانين الطبيعية. فرفش: برأيك هل الفن النافر متفشي بسبب كثرته؟ نقولا: لا هم أقلية ولكن الضجة التي أخذوها كبيرة وتسليط الأضواء عليهم كثيرة، ولو لم يهتم بهم الاعلام لما وصلوا الى هنا... فرفش: ولكن هناك فنانين جيدين! نقولا: أكيد وهم كثر هناك صابر الرباعي وفضل شاكر وكثيرون لا نستطيع ان ننساهم. فرفش: هل دعيت الى برنامج أكيد مايسترو؟ نقولا: لا، واذا دعيت أشارك بالطبع لان هذه النوع من البرامج خلقت لأشخاص مثلي يجيدون التحدث بكل الأمور ولكن امر الدعوة يعود الى معدي البرنامج أو مقدمه. فرفش: يعرض الآن برنامج فني هو سوبر ستار وما رأيك بهذا البرنامج؟ نقولا: برنامج جيد وأصوات جيده، ولكن كونه يعتمد على التصويت ليس عادلا لان حظ اللبناني أقل من غيره وهذا طبيعي بسبب الشعور القومي. فرفش: أنت لمن تصوت للبناني أم للصوت الجيد؟ نقولا: يهمني جدا ًمستوى الفن لأن هناك الكثير مما يمس الفن لذا اصوت للصوت الجيد. فرفش: كيف هو وضع الفنان اللبناني الآن؟ نقولا: الآن هناك توجه للفن الراقص وعندما يريدون ان يتذكروا الاصالة سيعودون لتذكر وديع الصافي وفيروز وزكي ناصيف ونحن سننسى. فرفش: ألا يمكن الجمع بين الأصالة والتجديد؟ نقولا: هذا ما اقدمه، فلم أرقص مرة مع عارضة "4/3 من مؤخرتها ظاهرة".. فرفش: ألا تجد أن وائل كفوري يقوم بهذه المبادرة ؟
بعض الفنانين يغيرون بأشكالهم لينالوا الرضى واحياناً يغالون
نقولا: أصبح اختياره لاغنيات مهمة جداً، والان يغني أغاني يحسده عليها كل فنان. فرفش: عندما تجد أحد زملائك وتخرج من البرنامج ذاته بعدك ونجح وانتشر مثل وائل ماذا تشعر؟ نقولا: اتصل بكل فنان واقول له رأيي واتمنى الخير للجميع لوائل ولغيره... ولقد حصل على دعم كافٍ...بعض الفنانين يغيرون بأشكالهم لينالوا الرضى واحياناً يغالون ... يقولون لي احياناً غير اللوك look وانا لا اريد ان يحبني الناس بسبب look. فرفش: بمن تقارن ذاتك؟ نقولا: "أنا ما شي عالبركة"، وهناك الكثيرون يأخذون حفلات من طريقي وليس لدي مكتب يهتم بأعمالي ولكنني مستمر مكتفيا بالاغاني معتبراً ان صوتي لا يوجد الكثير مثله وهذه نعمة كبيرة. رتلت الترانيم الدينية وغنيت للوطن والدين والام والحب واعتقد انك تظلمينني اذا قارنتني بغيري. فرفش: ألا ترى ان الناس "رايحيين بالموجة"؟ نقولا: أكيد كثير من الناس "رايحين بالموجة" واذا لم ار هذا أكون "بلا نظر"، وللاسف ليس لديهم حصانة ولا نظرة للبعيد فيقبلون بالكشف عن اكتافهم واماكن اخرى بهدف الشهرة ويعتقدون انهم قادرون على العودة الى الوراء، هذا غير صحيح لانهم لا يستطيعون التغيير باتجاه الافضل. "أعلم هيفا وهبي فوكاليز وهي تتحسن دوما" فرفش: ما الأصوات التي تلفتك؟ نقولا: صابر الرباعي ، فضل شاكر ، وائل كفوري، ملحم زين، وائل جسار، هشام الحاج وأصوات عديدة يغنون ولا "يتهبلون". فرفش: والأصوات النسائية؟ نقولا: الخيار كبير، لكن هناك قلة، أصالة نصري صوتها رائع ، ذكرى (رحمها الله)، رويدا عطية ويجب ان تضبط صوتها لأنه قوي جداً وتختارالأغنيات بطريقة أفضل، نجوى كرم ، نوال الزغبي، واليسا ايضاً مهمة ونانسي صوتها جميل ونجمة الموسم. فرفش: وهيفاء وهبي؟
هيفاء لولا جمالها ودلالها لما ظهرت
نقولا: عند بدايتها انتقدتها كثيرا ًثم بدأت أعلمها فوكاليز وهي مصرة ان تتقدم وتكون حالة، وهي بجمالها أكيد حالة ولولا جمالها ودلالها لما ظهرت... هناك من لديهم صوت عادي ولكنهم يجيدون الغناء وهيفاء صوت مضبوط وهي تتحسن دائماً. فرفش: برأيك ألم تخلق هيفاء حالة تجعل الجميع يقلدها؟ نقولا: صحيح وهم بمحاولة يخطئون، ولكن هيفاء تظهر كما هي وهذه شخصيتها لذا نجحت، الباقون يظهرون مصطنعين والناس يكتشفون هذا التصنع. فرفش: لماذا لا تعلم هؤلاء ايضاً كما علمت هيفاء؟ نقولا: لا مشكلة لدي عندما يطلبون... هناك أناس نظيفون من الداخل ولكن الايحاء المطلوب على الشاشات يظهرهم بغير مظهرهم الحقيقي ويجب ان ينتبهون لذلك لان صورتهم مهما كانوا جيدين تتشوه. فرفش: وماذا تستطيع ان تفعل النقابة ازاء هذا الوضع؟ نقولا: هناك رؤوس أموال تتكلم وتتحكم بالحياة الفنية، علينا الاتجاه الى الاذاعة لمنع كل الأغنيات غير المصنفه نقابياً ولكن للأسف لا يمكن ضبط الفضائيات غير اللبنانية، وهذه هي طبيعة الحال. فرفش: هل من كلمة لقراء فرفش؟ نقولا: أقول لهم "فرفش وغني في حياتك دوم" أنا لدي اغنية "فرفح وغني في حياتك دوم" اقول لهم ان يعيشوا حياتهم بفرح... واننا قادرون ان نفرفش ونحافظ على قيمتنا ومبادئنا والحياة قد تكون وردا ًولكن أحياناً مليئة بالأشواك، وعلى الانسان ألا ينسى انه يعيش في مجتمع يجب الا ينساه يفرفش ويتسلى ويجب ان نتسلى انما بتهذيب. لرسالة الفنان اللبناني لموقع فرفش - إضغ