الصعود في سيارة مرسيدس اشبه بحلم يراود العديد من الايرانيين، حلم لا يتحقق الا في حال اعتقلتهم الشرطة او عينوا في مناصب كبرى. فوحدهم الشرطيون في طهران والمسئولون الرفيعو المستوى يتسنى لهم التنقل في هذه السيارات الفخمة الباهظة الثمن، في حين يقتني معظم الايرانيين سيارة بايكان الشعبية التي يعود تصميمها الى الستينيات.
مدير " مقبرة بهشت الزهراء (جنة الزهراء)" ، سعيد خال وقد عز عليه رؤية ابناء بلده يذهبون الى الدنيا الاخرة دون ان يتمكنوا من تحقيق حلمهم هذا ، قرر القيام بخطوة " راديكالية " لكسر هذه الحالة ومساعدة الحالمين حتى لو بعد وفاتهم...!
وفعلا تمكن بالتنسيق والتعاون مع الجمارك والجهات المعنية في الوزرات المختلفة من اقتناء اربعين سيارة لدفن الموتى من طراز مرسيدس اي-240 بثمن 67.1 مليون دولار حيث يتراوح سعر هذا النموذج في السوق الايرانية بين مليار و5,1 مليار ريال (ما بين 119 و179 الف دولار).
تحت عنوان " سيتمكن الجميع يوما ما من القيام بجولة في سيارة الاناقة"، كتبت صحيفة همشري بطريقة اقرب ما تكن الى ما يعرف بـ " الكوميديا السوداء " : " نعم، من حق سكان طهران القيام بجولة اخيرة في سيارة مرسيدس وهم في طريقهم الى مثواهم الاخير في كبرى مقابر العاصمة بعد ان كان هذا الترف محرماً عليهم في حياتهم ..حقا، سيشعر الناس من الان وصاعدا بقدر اقل من الحزن عند وفاة احد اقربائهم".