فضيحة 'وحشية' في حديقة الحيوانات

اهتز الرأي العام الألماني أخيرا بسبب فضيحة "وحشية" كانت حديقة حيوانات ايرفورت (شرق) مسرحا لها.. لم يفلت أسد من قفصه ويلتهم عامل الرعاية، ولم يسقط دب على طبيبته و "يدعسها"، وإنما التهم عمال الحديقة عشرات الحيوانات الأليفة في السنوات الأخيرة، قبل افتضاح أمرهم.

وقال عمدة مدينة ايرفورت إن أخبار الفضيحة بلغت إدارة الحديقة، من خلال أحاديث عمال الرعاية والحرس. وتم التأكد من "الجريمة"، بعد مراجعة دفاتر تعداد الحيوانات في الحديقة وأسباب موتها. واتضح أن الفاعلين كانوا يستخدمون القذائف التي تحتوي على المواد المخدرة بهدف تحقيق أهدافهم. وكانوا يبيعون الحيوانات النادرة بعد تخديرها، أو افتراسها إذا لم يجدوا من يشتريها. كما كانوا يبيعون الحيوانات الأليفة، خصوصا الأرانب والغزلان والطيور، إلى زبائن خارج الحديقة لغرض التلذذ بلحمها.
ووجهت النيابة العامة أخيرا إلى خمسة عمال في الحديقة تهمة القتل والتلاعب بالممتلكات العامة. وذكر اندرياس باوسفاين، عمدة ايرفورت، أن عدد المتورطين في الفضيحة قد يزداد مع تقدم التحقيق في الموضوع. كما تحقق النيابة العامة مع إدارة الحديقة حاليا بتهمة التهاون وعدم الدقة أو التغاضي المتعمد.
وقالت ماريتا لونبيرغ، من جمعية الرفق بالحيوان، إن المتهمين لا يختلفون عن "أكلة لحوم البشر". وشككت لونبيرغ في كفاءة إدارة حديقة حيوانات ايرفورت، قائلة إنها كانت مؤهلة لكشف الأمر لو أنها دققت بعدد الحيوانات وأسباب اختفائها.
وجاء تأييد شكوكها من ابل فولفغانغ، مدير الحديقة، الذي عبر عن اعتقاده بأن ما كشف حتى الآن من الفضيحة ليس إلا قمة جبل الجليد الظاهرة. ووعد فولفغانغ بإجراء تحقيق تفصيلي وشامل يشمل أجزاء الحديقة الأخرى، مثل عالم الأسماك (الاكواريوم) وعالم النباتات (البوتانيك). وشارك مصرف "شباركاسة" في المطالبة بالتحقيق مع كافة المسؤولين عن فضيحة حديقة الحيوانات في ايرفورت. وذكرت باربرا يانتشكا، رئيسة مبادرة "تبرعوا لحديقة الحيوانات"، التي يقودها المصرف، أن البنك يجمع 50 ألف يورو في السنة للحديقة ليفاجأ بأن عمال الحديقة "يفترسون" هذه الأموال. وكان من المفترض أن تستخدم هذه الأموال لتوسيع بيوت الفيلة والنمور والغزلان.
وكان العشرات من أعضاء مبادرة "تبرعوا لحديقة الحيوانات" يتنكرون بأزياء الحيوانات ويجمعون التبرعات من الناس في منطقة الأسواق. وتقدم "الحيوانات المتنكرة" للناس الموز والبرتقال والتفاح لقاء ما يتبرعون به للحيوانات الحقيقية في ايرفورت.(الشرق الأوسط)