هل سينتصر الكومبيوتر على القلم؟

بعد شيوع الكتابة على لوحة مفاتيح الكومبيوتر "الكي بورد"، وما فيها من سهولة للكاتب والباحث، هل بدأت نهاية حضارة القلم، وانحساره إلى استخدام ثانوي؟ وهل ستضمحل حضارة تاريخ النقش على جدران الكهوف واختراع أبجدية الحروف!!!!...

لكن الحقيقة هي ان للقلم منزلة تاريخية كبرى، يصعب انحساره أمام الكيبورد بهذه السهولة، مثلما يرى البعض انحسار الكتاب الورقي أمام الكتاب الإلكتروني
تجد في الأسواق زاوية لبيع القلم التحفة، لا قلم الكتابة، يُتبادل هدايا في علب فاخرة ،إلا أن وظيفته انحسرت إلى الإمضاء والديكور فقط.
رغم صخب عالم الكتابة بالأدوات والمعدات إلا أن بين الكاتب وبين قلمه مودة خاصة، ولسان الأولين يقول: "كثرة المنفعة تولد المودة".
لأكثر الكُتاب قصة مع قلمه المفضل لا يقوى على الإبداع بدونه، ينبهه على عثرات النحو والإملاء، ويمده بمزاج خاص، حتى أصبح جزءاً من طقوس كتابته.
إن الخط والنقش بالقلم ، يسكب القلم الكلمة الرائعة والنص الرصين بمهارة محركه على الورق، لا يقبل الحشو ولا الأخطاء وكلما مر الزمن عليه بين أنامل الكاتب كلما تجمل الخط ومتنت العبارة.
بينما يخلق"الكي بورد" الأوهام في الكتابة، فمَنْ يحسن تشكيل الحروف عليه، من غير احتراف، يتوهم المهارة في الصنعة. توهم الحروف المشكلة، أي تشكيل، على شاشة الكومبيوتر بتقمص الإبداع، ولا يتردد صاحبها في ضمها إلى مجلة أو جريدة إلكترونية تصدر بلا محرر ولا رقيب فني، مثلها مثل شاشة التلفزيون توهم بالتفوق والكمال، وتخلق محللين سياسيين وخبراء في الثقافة بعد ظهور وظهورين.
تعلق مثل هذا الوهم أيضاً بالصحافة الورقية ومستخدمي القلم لكن بحدود، فهناك صعوبة الانتشار، وموانع تقنيات الكتابة الورقية وتدقيق المحرر والمصحح، فالمغامر فيها إما أن يتعلم الدرس وإما أن يخجل من نفسه ويتوارى، وهذا ما ليس في الصحافة الإلكترونية المباحة للجميع وبلا قيود.
منزلة القلم في القدم

لمنزلة القلم الرفيعة اعتنى الكُتاب الأوائل بأدوات وآلات الكتابة عناية فائقة، فكانوا يختارون دَوّيهم وأقلامهم بخبرة وذوق، ويتفاخرون في مجالسهم بأناقة الدَوَاة ورشاقة القلم ونوع الحبر.
وتختلف آلة الكتابة ونوعية الورق حسب منزلة الكاتب ومهام الديوان.
أراد للقلم ابن الرومي السطوة فقال:
كذا قضى الله لِلأقلام مُذْ بَريَت
إن السيوف لها مُذْ أُرهِفت خَدَمُ
اهتم مصنفو كتب الأدب العامة بمنزلة القلم وتفاصيل أدوات الكتابة الأخرى، فتحدثوا عن أشكال الأقلام والمحابر، وآداب حملها وأنواع القصب الذي تصنع منه، والمناطق التي يجلبُ منها.
فيبقى للقلم منزلة رفيعة لا بديل لها.. ويبقى هو بريد اللسان الصامت، خطيب الناس وفصيحهم وواعظهم، وطبيبهم وكما قيل: "من ألَّف فقد استُهْدِف! "مَن كتب فكأنما قدَّم للناس عقله على طبق".(بتصرف عن البلاغ)

الهاتف القلم
كمبيوتر المستقبل يقرأ أفكارك
القرود تحب بواسطة الكمبيوتر!!!
اعرف شخصيتك من رسمك...