عندما كانت سوزان ماتيوس طفلة صغيرة راودها حلم متكرر بأن تكون امرأة اعمال قوية وناجحة تدير شركات كبرى وتملك الملايين... وكانت تتخيل كل مرة ان تكون اعمالها في مجال مختلف ومتنوع، وتتصور نفسها امراة ثرية تسكن في فيلا فخمة واسعة، وترتدي أغلى الثياب الانيقة.
سوزان ماتيوس: اصبحت مليونيرة بفضل طفلتي |
ومع الوقت كبرت سوزان ونسيت احلامها وانغمست في الحياة الواقعية مثل غيرها. وفي سن الخامسة والأربعين، وجدت نفسها أماً لابن اسمه اوستن وطفلة اسمها اليستار، بدون زوج يشاركها عبء تربيتهما والانفاق عليهما. واضطرت ان تعمل ساعات طويلة كل يوم لتحصل على راتب بالكاد يكفي احتياجاتهم.
وذات يوم، طلبت المسؤولة في حضانة طفلتها، اليستار من الامهات ان يتطوعن لخياطة بعض الوسائد الجديدة، لوضعها حول الطفل حين يجلس لحمايته من السقوط، او لوضعها تحت رأسه حين يستلقي على الأرض حتى يكون رأسه مرفوعاً نوعا ًما ويستطيع ان يشاهد ما يجري حوله.
وتطوعت بعض الامهات للمساعدة على هذه المهمة، ومنهن سوزان. وبالرغم من ان سوزان لم تستعمل ماكنة الخياطة في حياتها، الا انها قررت المساعدة في هذا المشروع، لانها كما قالت ارادت ان تساهم في جعل طفلتها اكثر راحة وامان حين تجلس او تستلقي على الأرض.
واستعارت سوزان ماكنة خياطة من صديقة لها، وجلست في المساء تقص القماش لخياطة الوسائد المربعة التقليدية. لكنها توقفت فجأة وقالت لنفسها: الوسائد المربعة لن تحل المشكلة، الطفل بحاجة الى شيء حوله بشكل حرف U بالانجليزية، ليحيط بجسمه ويحميه.
وهكذا خاطت سوزان مخدات بشكل دائري- بيضاوي مفتوحة من جهة واحدة، واستعملت اقمشة ملونة مرحة يحبها الأطفال... وحازت هذه المخدات على اعجاب جميع العاملات في الحضانة والامهات... وبدأت الطلبات تنهال على سوزان لخياطة المزيد. وقررت تسمية مخداتها باسم لطيف وخفيف يسهل على الأطفال لفظه، وهو " بووبي" Boopy..
واقترحت عليها زوجة اخيها، وكانت تملك محل ملابس للأطفال، ان تجرب بيع بعض هذه المخدات في المحل. وكان النجاح عظيماً، واشتد الطلب عليها حتى لم تعد تتمكن من تلبية الطلبات.
وعرفت سوزان انها وجدت كنزاً يجب ان تبدأ باستخدامه فوراً. فاتفقت مع مصنع محلي على ان يبدأ بخياطة المخدات في المصنع، ودفعت له جميع توفيراتها لتبدأ العمل معه كزبونة، وخصصت غرفة في بيتها لتكون مكتباً لها تزاول فيه اعمالها في ساعات المساء بعد نوم الأطفال. وبعد سنة، وصلت المبيعات الى حوالي 1 مليون دولار، فاستقالت سوزان من عملها، وفتحت مكتبا رسمياً وبدأ تحضر المعارض الكبرى لاحتياجات الاطفال لتعرض بضاعتها التي استمرت في الرواج وتم بيعها في دول وقارات بعيدة.
(بووبي) المخدة اللتي اخترعتها سوزان |
واليوم، بعد مرور حوالي 15 سنة على بداية هذه الرحلة، تجاوزت المبيعات السنوية للشركة 10 ملايين دولار وحققت سوزان حلمها القديم واصبحت سيدة اعمال ناجحة ومليونيرة معروفة.
وهي تشجع السيدات على العمل، فـ 90% من موظفي شركتها هم من النساء اللاتي يعملن فقط خلال ساعات المدرسة حتى تتمكن الامهات من العودة وقت رجوع الأطفال من المدارس.
وتقول سوزان ان هنالك 3 اسرار للنجاح وهي:
1- انتبه حولك فالحل قد يكون اقرب مما تتصور
أنا اصبحت مليونيرة بالصدفة، لاني تطوعت لمساعدة حضانة طفلتي. هذا اليوم غير حياتي.. هذا ما تقوله سوزان.
2-اسأل اشخاص تثق بهم
قبل محاولة بيع منتوج جديد، اسأل الأهل والاصدقاء الذين تثق بهم، فقد يعطوك اقتراحاً ممتازاً لتحسين المنتوج.
3- عليك ان تحب فكرتك وتؤمن بها
انا اشعر بالرضى التام عن نفسي ،لاني بدأت بفكرة لضمان الراحة لطفلي ولغيرهما من الأطفال. الشعور بالرضى عن النفس مهم جداً.