الكثير من الأشخاص يحبون أفلام وقصص الرعب، تلك التفاصيل المخيفة التي تزيد من ضخّ الـ"أدرينالين" في دمائنا، لكن كل ذلك يظل خيالاً، لذلك، ضعوا ما سبق جانباً، واقرأوا ما سوف نعرضه عليكم الآن، فهنا يوجد تجربة "مرعبــــة" حقيقية، ليست فيلماً أو رواية خيالية، بل تجارب من الممكن أن تعيشوها حقاً، وبكل تأكيد لن تكون تجارب عابرة أبداً، وستدوم دهشتها حتى آخر يوم في حياتنا، إليكم أكثر الأماكن المرعبة في العالم.
جزيرة الدمى - المكسيك
جزيرة من الرعب الخالص، تقع جنوب العاصمة المكسيكية "مكسيكو سيتي"، وبدأت قصتها بالعام 1950، عندما قام رجل يُدعى "جوليان باريرا"، أو كما كان ينادونه "دون جوليان"، الذي كان يعيش في المدينة مع زوجته وأبنائه، وكان يزور الجزيرة بكل فترة، وفي يوم من الأيام، رأى الـ"دون جوليان" على أحد شواطئ الجزيرة، ما يشبه طفلة صغيرة تطفو على سطح الماء، فظنها طفلة تغرق، وعندما اقترب منها لإنقاذها، اعتقد أنها لا تزال على قيد الحياة، وحملها إلى الشاطئ، لكنه اكتشف بعدها أنها كانت مجرد... "دميــة".
فيما بعد، عرف من أحد المزارعين أنه خلال عقد العشرينيات، غرقت فتاة في البقعة نفسها التي وجد فيها "دون جوليان" الدمية المطاطية، ما أوصله إلى يقين أن هذه الدمية هي روح تلك الطفلة التي غرقت هناك، وتغيرت حالته وانقلبت حياته رأساً على عقب؛ إذ ترك عائلته وعاش وحيداً على الجزيرة طوال عقود طويلة، وفي كل يوم من تلك الأعوام كان يلتقط دمية جديدة من البقعة نفسها في الماء، ويعلقها على الأشجار، حتى ملأ الجزيرة كلها بالدمى المعلقة، وظل كذلك حتى مات في العام 2001 لأسباب غامضة.
كهف "تشيبيتشيري" - اليابان
من المعروف أن اليابانيين، يؤمنون بالعديد من القصص الشعبية التي تُمجد البطولة والشجاعة، مثل قصص الـ"ساموراي"، الذين كانوا يقومون بطقس غريب يدعى "هارا كيري"، وهو أن يقوم المقاتل بالانتحار وإخراج أحشائه؛ حتى لا يقع أسيراً في أيدي العدو، ومن الواضح أن هذا الجانب "البطولي" من اليابانيين، ظل مرتبطاً بهم في كل تفاصيل حياتهم.
وخلال الفترات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، كان الجنود اليابانيون يقومون بما يشبه طقس الـ"هارا كيري"؛ إذ كانوا يقدمون على الانتحار داخل كهف "تشيبيتشيري"؛ حتى لا يستسلموا للقوات الأمريكية، وكي لا يقعوا أسرى حرب في يد القوات التي كانت عدوتهم حينها، لذلك ومنذ ذلك الوقت، ظلت الهياكل العظمية والجماجم البشرية لهؤلاء الجنود، على حالها داخل الكهف.
مصحة "هيلينجلي" - إنجلترا
خلال السنوات والعقود الأولى من القرن العشرين الماضي، انتشرت في العديد من دول العالم، تجارب "علمية" مُفزعة كانت تُجرى على البشر، وربما من أكثر هذه التجارب رعباً تلك التي حدثت في مصحة "هيلينجلي" للأمراض العقلية، التي تم بناؤها خلال العام 1903 في مدينة "ويست سوسكيس" في إنجلترا، وعلى الرغم من أنها كانت لا تتسع إلا لـ700 مريض؛ إلا أنها في الحقيقة كانت تستقبل ما يزيد على 1250 شخصاً، كانوا يعيشون بظروف معيشة غير إنسانية على الإطلاق.
هذه الظروف "غير الإنسانية"، ليست وحدها التي جعلت مصحة "هيلينجلي" ضمن هذه القائمة، بل ما كان يتعرض له هؤلاء المرضى من تجارب مرعبة وخطيرة كانت تسمى "تجارب علمية"، مثل العمليات الجراحية التي كانت تجرى على أدمغتهم، والتعرض للصعقات الكهربائية ذات الدرجات العالية، وغيرها الكثير من التجارب البشعة، فقد كان يتم معاملة المرضى هناك كـ"فئران تجارب"، وإلى اليوم وعلى الرغم من إغلاق هذا المصح في العام 1994، لا يزال البعض يدّعون أنهم يسمعون أصوات تأوهات وصراخ موجع داخل المصحة، ويُقال إنها لـ"الأرواح المعذبة" التي كانت فيها، وإلى الآن لا تزال بعض الأسرّة والأدوات الطبية موجودة فيه على حالها.
جزيرة "الموت الأسود" - إيطاليا
حدث واحد كبير، قد يحول مكاناً كان في السابق يضج بالناس والحياة، إلى خراب ملعون، فما بالك بجزيرة "بوفيليا" في إيطاليا، التي تُسمى "جزيرة الموت الأسود"، والتي وقع فيها حدثان كبيران ومرعبان، الأول كان في منتصف القرن الرابع عشر، عندما غزا مرض "الطاعون" مختلف القارة الأوروبية، ومن بينها إيطاليا؛ حيث كانت الجثث تملأ الطرقات في كل مكان، وحينها تم دفن كل هذه الجثث في جزيرة "بوفيليا"، حتى أن المرضى كان يتم إحراقهم وهم أحياء هناك، فكانت الجزيرة عبارة عن مقبرة جماعية كبيرة.
وبعد مئات الأعوام، وتحديداً خلال العام 1922، عادت الجزيرة "الملعونة"، لتؤكد على سمعتها المميتة والسيئة؛ حيث تم بناء مشفى للأمراض العقلية فيها، كانت تجرى فيه العديد من التجارب الصارخة والمرعبة غير الشرعية، وكان الأطباء إما يهربون بعد أيام من وصولهم إليها، مدعين أنهم سمعوا أصوات "الأرواح المعذبة" ورأوا الأشباح في كل مكان، أو أنهم كانوا ينتحرون، ومن الأمور المرعبة الأخرى، أن الصيادين عندما يقتربون من تلك الجزيرة، كانت شباكهم تمتلأ بـ"عظام الموتى".
كنيسة "سيدليك" – التشيك
تخيل مدى الرعب والقشعريرة التي قد تضرب الجسد، حين ترى كنيسة كاملة "مزينــة" بأكثر من 70 ألف هيكل عظمي بشري حقيقي، هذا ليس مشهداً من مسلسل تاريخي "فانتازي"، بل كنيسة حقيقة في التشيك، تسمى كنيسة "سيدليك"، تم بناؤها في بداية القرن الخامس عشر وسط مقابر الموتى الذين قضوا نحبهم في كارثة "الطاعون الكبيرة" التي غزت أوروبا، إلى جانب موتى آخرين كانوا قد سقطوا في ما يُسمى "الحروب البوهيمية".
وخلال القرن السادس عشر، أوكلت مهمة نبش الهياكل العظمية وتكويم العظام في الكنيسة، التي كان بعض أصحابها قد مات حرقاً وهو على قيد الحياة، ومنهم من قتل في معارك البارود البوهيمية، إلى راهب الكهنوتية الذي كان "نصف الأعمى". وفي سبعينات القرن التاسع عشر، تحديداً في العام 1870، تم توظيف نحات الخشب التشيكي الشهير "فرانتيسك رينت"، ليتصرف بكل هذه الكميات الهائلة من العظام البشرية الموجودة في الكنيسة، وقرر حينها "رينت" أن يجعل من "المــوت" تحفة فنية، فزيّن الكنيسة بهذه العظام.
منزل "وينتشيستر" الغامض - كاليفورنيا
آخر محطات الرعب في هذا التحقيق، مع منزل "وينتشيستر" الغامض، الذي يقع في الشارع 525 في مقاطعة "سانتا كلارا" في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وهو كان مُلكاً لامرأة تدعى "سارة وينتشيستر"، أرملة "وليام وينتشيستر"، صاحب شركة لتكرير الأسلحة كانت مسيطرة على تجارة السلاح في أميركا بأواخر القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، وكانت السيدة "وينتشيستر"، تعاني بأن كل أبنائها التي أنجبتهم، كانوا يموتون بعمر صغير لأسباب مجهولة.
ويوماً ما، زارت السيدة "وينتشيستر" راهباً وسألته عن سبب تعاسة حياتها، وأخبرها أنها مُصابة بلعنة بسبب عمل زوجها، ولأنه ساعد على قتل آلاف الناس من خلال تجارته بالأسلحة، وأخبرها أيضاً، أن عليها بناء منزل لكل أرواح الضحايا، وأن تستمر في البناء وإلا... ستموت. ولهذا قامت السيدة "وينتشيستر" ببناء هذا المنزل الغامض، والذي يحتوي على الكثير من الغرف والأبواب والنوافذ.