كشفت لقطات نادرة تعود لأكثر من 112 عامًا، أن تاريخ السيارة الكهربائية يمتد إلى وقت أطول بكثير مما نعتقد. إذ أن الاعتقاد الشائع أن السيارات الكهربائية ظهرت بظهور "تسلا" يبدو خاطئًا. التقطت الصور في عام 1922، وتظهر فيها امرأة ترتدي قبعة كبيرة وقفازات في مرآب بسيارة كهربائية. والسيارة التي ظهرت في الصور هي سيارة "كولومبيا إلكتريك"، وهي نوع من السيارات الكهربائية تم إنتاجها لأول مرة في عام 1905.
وبحسب الصحيفة، أفاد كتيب سابق لشركة "كولومبيا" للسيارات الكهربائية، أن هذه السيارة كانت "مشهورة جدًا" عندما تم إصدارها لأول مرة، حتى أنها بيعت بالكامل. يقول الكتيب أنه "خلال موسم 1905، تم الاتفاق على رأي واحد فقط فيما يتعلق بهذه العربة، وهي أنها كانت أذكى وأسرع وأحدث عربة كهربائية خفيفة وأكثر موثوقية على الإطلاق".
وعن مواصفاتها فهي تحتوي على 24 خلية بطارية، وثلاثة تروس أمامية واثنتين في الخلف. ويمكن أن تصل إلى سرعة قصوى تصل إلى 15 ميلاً في الساعة (24 كم/ساعة). على عكس العديد من السيارات في هذه الفترة، كان لا يزال لديها تصميم تقليدي بدون عجلة القيادة أو دواسة الوقود. إذ يتم التحكم في السرعة بواسطة عصا ممسوكة باليد اليسرى.
يقوم السائق بتوجيه السيارة مثل القارب باستخدام المحراث. كما تم تقسيم المكابح على دواستين، إحداهما مخصصة لوقوف السيارات والأخرى لإبطاء السرعة. وباستخدام كابل طويل، تم تصوير المرأة وهي تقوم بتوصيل سيارتها بالكهرباء. وعلى عكس أي شاحن قد تراه اليوم، يستخدم هذا الطراز الذي يعود إلى عشرينيات القرن الماضي شيئًا يسمى "مقوم القوس الزئبقي". تم اختراع "المقوم" في أوائل القرن العشرين ويقوم بتحويل التيار المتردد من التيار الكهربائي إلى تيار مباشر يستخدم لشحن بطاريات السيارة.
الوسيلة المفضلة للأغنياء
الجدير بالذكر أن السيارات الكهربائية كانت هي الوسيلة المفضلة للأغنياء في هذا الوقت. وكانت تحظى بشعبية كبيرة وواسعة الانتشار. وفي عام 1900، من بين 4192 مركبة مسجلة في شوارع أمريكا، كان هناك أكثر من 1500 منها تعمل بالكهرباء. وكان سبب شعبيتها هو أن مصادر الطاقة البديلة كانت سيئة للغاية، وكانت السيارات التي تعمل بالبنزين شائعة ولكنها كانت معروفة بأنها "خطيرة وصاخبة". لذلك حظيت السيارات الكهربائية بشعبية كبيرة. خاصة لدى لدى النساء، وكثيرًا ما تم تسويقها لهن.