خلال العام 1896، استضافت العاصمة اليونانية أثينا أول نسخة من الألعاب الأولمبية الحديثة. ويعود الفضل في إعادة إحياء هذه التظاهرة الرياضية التاريخية للأرستقراطي والمؤرخ الفرنسي بيار دي كوبرتان (Pierre de Coubertin) الذي ساهم في تأسيس اللجنة الأولمبية الدولية التي نظمت الألعاب الأولمبية.
عقب نسخة العام 1896 بأثينا، لم يتكهن أحد بإمكانية تواصل هذا الحدث الرياضي طيلة العقود التالية. فخلال نسختي 1900 بباريس و1904 بسانت لويس، لم تكن الألعاب الأولمبية سوى جزء من المعرض الدولي التي استضافته هذه المدن. من جهة ثانية، شهدت الألعاب الأولمبية الحديثة تطورا كبيرا على مر السنين كما تم التخلي عن العديد من الأنشطة الرياضية التي اعتمدت بالنسخ الأولى.
سباق بالونات الهواء الساخن سنة 1900
خلال العام 1896، استمرت الألعاب الأولمبية لنحو أسبوعين فقط. وفي مقابل ذلك، استمرت الألعاب الأولمبية لعام 1900 لمدة أشهر تزامنا مع تواصل أعمال المعرض الدولي. وبتلك الفترة، تواصلت ألعاب العام 1900 ما بين شهري أيار/مايو وتشرين الأول/أكتوبر وتضمنت العديد من الرياضات تزامنا مع احتضانها لعدد أكبر من الرياضيين.
ومن ضمن الرياضات الغريبة التي احتضنتها دورة العام 1900 تواجد سباق بالونات الهواء الساخن. وبهذه الرياضة، استوجب على المتسابقين التحليق لمسافات بعيدة والذهاب لأبعد ما هو ممكن. خلال مسابقة العام 1900، حقق الفرنسي هنري دي لا فول (Henry de La Vaulx) اللقب حيث انطلق من باريس وحلق لمسافة 768 ميل قبل أن ينزل ببولندا التي كانت جزءا من الإمبراطورية الروسية. وهنالك، ألقت الشرطة الروسية القبض عليه واقتادته نحو السجن للتحقيق معه بتهمة اجتياز الحدود بشكل غير قانوني.
صيد الحمام سنة 1900
أثناء الألعاب الأولمبية التي أقيمت سنة 1900، ظهرت رياضة صيد الحمام التي وصفها كثيرون حينها بأغرب رياضات ألعاب باريس 1900. وبتلك الفترة، استوجب على المتسابقين إطلاق النار واصطياد أكبر عدد ممكن من الحمام الذي أطلقه المسؤولون. وبألعاب 1900، حقق البلجيكي ليون دي لون (Leon de Lun) اللقب عقب اصطياده لنحو 21 حمامة. وتماما كسباق بالونات الهواء الساخن، اختفت رياضة صيد الحمام بحلول دورة الألعاب الأولمبية التالية بسانت لويس.
شد الحبل ما بين 1900 و1920
مثلت رياضة شد الحبل نوعا من استعراضات القوة بين الفريقين المتنافسين. وقد سجلت هذه الرياضة ظهورها بخمسة ألعاب أولمبية قبل أن تختفي بشكل كامل. وبالألعاب الأولمبية المقامة بلندن سنة 1908، اتهم الفريق الأميركي نظيره البريطاني بالغش بسبب ارتداء أفراده لأحذية ثقيلة أثناء سحب الحبل.
نزال المسدسات سنة 1908
خلال العام 1906، احتضنت أثينا نوعا من الألعاب الرياضية التي تضمنت رياضة غريبة أقدم خلالها المتسابقون على إطلاق الرصاص تجاه الدمى. وعلى الرغم من عدم اعتراف اللجنة الأولمبية الدولية بألعاب 1906، سجل متحور من هذه الرياضة ظهوره بألعاب لندن الأولمبية سنة 1908. وبهذه الرياضة الملقبة بنزال المسدسات، أقدم الرياضيون على إطلاق النار على بعضهم بمسدسات تم حشوها برصاصات، غير قاتلة، مصنوعة من الشمع.
الفنون ما بين عامي 1912 و1948
خلال الألعاب الأولمبية التي أقيمت بستوكهولم عام 1912، برزت المسابقات التنافسية بالمجال الفني. وخلالها، ظهرت بالألعاب الأولمبية مسابقات غريبة بمجال الرسم والنحت والغناء والثقافة. وبتلك الفترة، كان من العادي أن ينافس أحد الرياضيين بمسابقة رياضية وأخرى بالمجال الفني. فعلى سبيل المثال، حقق الرياضي الأميركي والتر وينانس (Walter Winans) الميدالية الذهبية بالرماية سنة 1908 بلندن وفاز عام 1912 بالميدالية الذهبية بمجال النحت بستوكهولم. عقب الألعاب الأولمبية التي أقيمت عام 1948، اتجهت اللجنة الأولمبية لإلغاء المسابقات الفنية مفضلة الإبقاء على المسابقات الرياضية فقط.
ننن