عندما يتعلق الأمر بسلامة تصفّح الأطفال للإنترنت، يمكن للوالدين وضع خطة إعلامية عائلية لتحديد التوقعات، والحفاظ على نقاشات مفتوحة مع أطفالهم حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، واختيار المحتوى المناسب نمو أطفالهم، والاستعانة بأمثلة جيدة، وتخصيص وقت متوازن معهم، مع أو من دون أجهزة، من خلال تحديد أوقات "من دون شاشة".
هذه بعض من أحدث الاستراتيجيات التي تم طرحها في تقرير يُعتبر الأول من نوعه، صدر عن فريق العمل المعني بصحة وسلامة الأطفال عبر الإنترنت في البيت الأبيض، الإثنين. ووفق التقرير، تشير التقديرات في الولايات المتحدة إلى أنّ حوالي 95% من المراهقين، و40% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا يستخدمون أحد أشكال وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفتت ميريام دلفين-ريتمون، الرئيسة المشاركة لفريق العمل، والأمين المساعدة للصحة العقلية وتعاطي المخدرات في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، ورئيس إدارة خدمات تعاطي المخدرات والصحة العقلية، إلى أنّ "الأمر الجيد في خطة وسائل الإعلام العائلية أنها تساعد العائلات على إجراء حوارات (مع أطفالهم) لتحديد توقعاتهم، والخطط المتصلة بوسائل الإعلام داخل الأسرة وحتى خارجها".
وبالتزامن مع إصدار التقرير الجديد، أعلن فريق العمل أيضًا عن خطط لإطلاق صفحات جديدة عبر الإنترنت تحتوي على موارد، تشمل النشرات المستندة إلى العمر، ويمكن لأطباء الأطفال توزيعها خلال الزيارات الروتينية. وقالت دلفين ريتمون: "غالباً ما يتعلم الأطفال كيفية تنظيم العواطف، لذلك فمن المهم عدم استخدام الوسائط كبديل لمراقبة المشاعر المهمة أو معالجتها". وتابعت: "يحدد هذا التقرير مجموعة من الإرشادات المقترحة، وستكون هناك سلسلة من الموارد المستمرة أيضًا".
يقدم التقرير، الذي وضع في أكثر من 100 صفحة، توصيات لصناعة التكنولوجيا، وإرشادات للأطباء، وأفضل الممارسات للأهل ومقدمي الرعاية، ضمنًا "كيفية بدء الحوارات بين الأهل والمراهقين والاطفال الأصغر سنا"، بغية تحسين صحة وسلامة تجارب الأطفال عبر الإنترنت. ويقدم التقرير أيضًا ملخصًا حول مخاطر وفوائد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب، ويقترح إجراء أبحاث مستقبلية في هذا المجال.
"يمكننا القيام بأداء أفضل لمساعدة الشباب"
تم تطوير فريق عمل الصحة والسلامة للأطفال عبر الإنترنت، التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، العام الماضي في ظل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بهدف حماية وتعزيز صحة الأطفال وسلامتهم وخصوصيتهم على الإنترنت. وكلف البيت الأبيض المجموعة بوضع توصيات ومراجعة حالة جهود الصناعة لتعزيز صحة وسلامة الأطفال.
وأشار آلان ديفيدسون، مساعد وزير التجارة للاتصالات والمعلومات، ورئيس الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات إلى أنّ "أحد النتائج الرئيسية التي توصلنا إليها تتمثل بأن العديد من المشاكل التي يواجهها الشباب عبر الإنترنت مردّها إلى كيفية تصميم شركات التكنولوجيا لمنتجاتها".
وأوضح ديفيدسون أن بعض خيارات التصميم هذه تتضمّن "تصميم تجارب مناسبة لعمر الشباب، لأن هناك فرق شاسع بين طفل أصغر سنا ومراهق"، لافتًا إلى "أنّنا بحاجة إلى التفكير في التطبيقات نفسها، حيث يوجد فرق كبير بين تطبيق التعليم وتطبيق الألعاب، وكيفية مقاربته مع الممارسة".
وقال: "لقد دعونا الصناعة إلى بذل جهد أفضل في ما يتعلق بحماية خصوصية الشباب، لا سيّما الإعدادات الافتراضية التي يحددونها. وطالبنا الخدمات عبر الإنترنت بتحسين الأنظمة التي تعالج التحيز والتمييز الذي يواجهه الشباب". وقالت دلفين ريتمون إنه في مجموعات التركيز التي استضافتها فرقة العمل، أعرب لها الشباب عن رغبتهم برؤية المزيد من الحماية أيضًا. ولم يتطرق تقرير فريق العمل لأي تشريعات محددة، لكن بايدن دعا الكونغرس إلى سن تدابير حماية تشريعية عندما يتعلق الأمر بسلامة الأطفال على الإنترنت.
حتى الآن، كشف المشرعون عن مشروعي قانون لمعالجة سلامة الأطفال عبر الإنترنت: قانون سلامة الأطفال عبر الإنترنت الذي يتطلب من منصات وسائل التواصل الاجتماعي تقييد الوصول إلى البيانات الشخصية للقاصرين افتراضيًا، وقانون حماية الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي الذي من شأنه تحديد الحد الأدنى أي سن الـ13 عامًا لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضح ديفيدسون: "خلاصة القول إننا نعتقد أن التشريع مهم، لكن هناك أمور يمكن للصناعة القيام بها اليوم، وعليها القيام بها، لحماية الشباب بشكل أفضل". وأعلنت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال يوم الاثنين أنها تدعم التقرير الجديد لفريق العمل، وتشيد بإدارة خدمات تعاطي المخدرات والصحة العقلية ووزارة التجارة لمعالجة أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للشباب.
وأفادت ميغان مورينو، المديرة الطبية المشاركة في مركز التميز AAP المموّل من SAMHSA حول وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية للشباب، في بيان صحفي الإثنين أنه "بهف المساعدة على جعل توصيات التقرير متاحة وقابلة للتنفيذ، قمنا بنشر موارد جديدة للعائلات ومن يعملون معهم، ضمنًا كيفية الشروع بالمحادثة، والأنشطة لمساعدة الأهل ومقدمي الرعاية على معرفة ما يجب قوله، وكيفية البدء في بناء المهارات الأساسية".
الجراح العام يحذر من وسائل التواصل الاجتماعي
كان الجراح العام الأمريكي الدكتور فيفيك مورثي، وهو عضو في فريق العمل، صريحًا بشأن هذه المخاوف المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي. وأكد على أن وسائل التواصل الاجتماعي تشكّل تهديدًا كبيرًا للأطفال، لذا يجب أن تكون لها علامة تحذيرية مرفقة بها. وفي يونيو/حزيران، طالب الكونغرس بوضع علامة تحذيرية على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، إسوة بمنتجات التبغ والكحول.