في محاولة لدمج علم الأحياء مع الهندسة المعمارية، توصل باحثون إلى طريقة مبتكرة يمكن من خلالها زراعة "البكتيريا الزرقاء" في مواد البناء. فما هو هذا النوع من البكتيريا؟ وما الفائدة من استخدامها في مجال البناء والعمارة؟ بهدف ابتكار طريقة بناء مستدامة وصديقة للبيئة، نجح باحثون في دمج كائنات حية في قطاع التصميم والعمارة من خلال زراعة نوع من البكتيريا في مواد البناء.
وتُعرف البكتيريا المستخدمة في التجربة باسم "البكتيريا الزرقاء"، والتي تتمتع بخصائص بيولوجية فريدة تأتي في مقدمتها قدرتها على تحويل بعض المواد غير العضوية لصورة صلبة. وحاول الباحثون من خلال تجربتهم خلق عملية جديدة تجمع ما بين الجانب الحيوي والمعماري حيث تترسب البكتيريا داخل مواد البناء المكونة بالأساس من الرمال، بحسب مجلة ”اتجاهات البحث" الصادرة عن جامعة كامبريدج.
ويتمثل الابتكار الجديد في زراعة سلالات من البكتيريا في مواد البناء بحيث ينتج عن عملية البناء الضوئي في البكتيريا قيامها بتحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى صورة صلبة تعمل على تقوية مواد البناء. ويرى الباحثون في معهد إسرائيل للتكنولوجيا بمدينة حيفا أن نتائج دراستهم تقدم "نهجًا تصميميًا جديدًا لإنتاج مكونات معمارية حيوية قادرة على تثبيت ثاني أكسيد الكربون"، على حد تعبيرهم. ويقول الباحثون: "أملنا هو أن تشجع نتائج دراستنا على مزيد من التعاون بين المهندسين المعماريين وعلماء الأحياء، وإنشاء وتعزيز مواد البناء، وبالتالي تعزيز بناء أكثر استدامة. ومن خلال العمل معًا عبر التخصصات، يمكننا إيجاد حلول مبتكرة وغير متوقعة".