بالقرن الماضي.. شاهد أغرب سلاح أنتجته موسكو لمواجهة هتلر

وانطلاقا من ذلك، تمكن السوفيت ما بين عامي 1940 و1941 من تطوير قاذفة القنابل توبوليف تو 2 (Tupolev Tu 2) التي كانت شبيهة من حيث الخصائص بقاذفة القنابل الألمانية جونكرز جو 88 (Junkers Ju 88). ويعود الفضل في تطوير هذه الطائرة السوفيتية لعدد من المهندسين والمختصين بمجال الطيران من أمثال أندري توبوليف (Andrei Tupolev) وسيرغي كورولوف (Sergei Korolev). وما بين أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، أنتج الاتحاد السوفيتي ما يزيد عن 2200 نسخة من قاذفة القنابل توبوليف تو 2. فضلا عن ذلك، تعددت مهام هذه الطائرة حيث استخدمت بعمليات القصف والنقل ومهام الاستطلاع.

تو 2 أس آيتش
وخلال العام 1944، جاء المهندسان السوفيتيان سافيلياف (Saveliev) وناداشكيفيتش (Nadashkevich) بفكرة مبتكرة اعتمادا على قاذفة القنابل تو 2. فبدل تزويدها بالقنابل لتنفيذ عمليات القصف المعتادة، اقترح هذان المهندسان تزويد الطائرة بعشرات الرشاشات من نوع PPSH-41 التي صممت سنة 1941 من قبل مصمم الأسلحة جيورجي شباجين (Georgy Shpagin) وتميزت بشدة نيرانها.

وحسب التصاميم، كان من المقرر أن تزود قاذفة القنابل تو 2 بفتحة، موجهة نحو الأرض، تثبت بداخلها 11 صفا من رشاشات PPSH-41 ويتكون الصف الواحد منها من 8 رشاشات. وبذلك، ستحتوي هذه الطائرة على 88 رشاشة. حسب الخبراء السوفيت، تميز رشاش PPSH-41، عيار 7.62 ملم، بقدرته على إطلاق 900 رصاصة بالدقيقة. وحسابيا، ستكون طائرة تو 2 أس آيتش قادرة على إطلاق 79200 طلقة بالدقيقة الواحدة في حال توفر كميات الرصاص الكافية.

واصل السوفيت عملهم على هذه الطائرة لأشهر مؤكدين على قدرة مثل هذه الطائرات على تدمير فرق المشاة. وعام 1946، أجرى الخبراء السوفيت أولى التجارب على نموذج من طائرة تو 2 أس آيتش. وعلى الرغم من كثافة نيرانها، أثبتت هذه الطائرة العديد من النقائص حيث لم تكن قادرة على توفير هذا الدعم الناري لفترة طويلة واضطرت للعودة نحو قواعدها للتزود بالرصاص. وأمام هذا الوضع، فضّل المسؤولون السوفيت التخلي عن الطائرة تو 2 أس آيتش والتركيز على أنواع أخرى من الطائرات.