خلال الانتخابات الرئاسية الستين بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية، يواجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. وإضافة لسعيها لأن تصبح أول امرأة تترأس الولايات المتحدة الأميركية، تحاول المرشحة الديمقراطية أن تنظم لقائمة السياسيين الأميركيين الذين شغلوا لوهلة ما منصب نائب الرئيس قبل أن يفوزوا بالرئاسة. فإضافة للرئيس الحالي جو بايدن، تمكن العديد من السياسيين الأميركيين من تحقيق هذا الأمر طيلة القرون الماضية.
جون أدامز وتوماس جيفرسون:
خلال الانتخابات الأولى التي جرت بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية، ترشح جورج واشنطن لوحده. وبهذه الانتخابات، فاز جورج واشنطن بمنصب الرئيس بينما حصل جون أدامز على منصب نائب الرئيس. وبحلول العام 1796، فاز المرشح الفيدرالي جون أدامز بالرئاسة وحل منافسه عن الحزب الجمهوري الديمقراطي توماس جيفرسون ثانيا. وحسب القوانين المعمول بها حينها، نال توماس جيفرسون منصب نائب الرئيس. وبالانتخابات التالية التي جرت سنة 1800، تفوق جيفرسون على أدامز ليصبح بذلك ثالث رئيس بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
مارتن فان بورين (Martin Van Buren):
خلال مسيرته السياسية، شغل مارتن فان بورين العديد من المناصب الهامة حيث أصبح حاكم ولاية نيويورك قبل أن يعين سنة 1829 وزيرا للخارجية من طرف الرئيس أندرو جاكسون (Andrew Jackson). وعقب انتخابات العام 1832، حصل مارتن فان بورين على منصب نائب الرئيس أندرو جاكسون. وفي الأثناء، حافظ فان بورين على هذا المنصب لحدود العام 1837. فبإنتخابات العام 1836، فاز فان بورين برئاسة البلاد واستلم مهامه بشكل رسمي يوم 4 آذار/مارس 1837.
جون تايلر (John Tyler):
خلال العام 1840، انتخب العضو السابق بمجلس الشيوخ عن ولاية فرجينيا، والمنتمي لحزب اليمين، جون تايلر نائبا للرئيس وليام هنري هاريسون. وبعد مضي نحو شهر عن توليه الرئاسة، توفي وليام هنري هاريسون. وعلى إثر ذلك، أدى جون تايلر اليمين ليصبح بذلك الرئيس العاشر بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
ميلار فيلمور (Millard Fillmore):
وبانتخابات العام 1848، اتجه حزب اليمين لترشيح الجنرال السابق زكاري تايلور لمنصب الرئيس. ولمنصب نائب الرئيس، وقع اختيار أعضاء الحزب على السياسي ميلار فيلمور (Millard Fillmore). ومع فوزه بالرئاسة، حاول الرئيس تايلور ابعاد فيلمور عن اتخاذ القرارات بإدارته بسبب سوء التفاهم القائم بين الرجلين. خلال العام 1850، فارق الرئيس زكاري تايلور الحياة عقب معاناة مع المرض تاركا بذلك رئاسة البلاد لنائبه ميلار فيلمور. سنة 1856، ترشح ميلار فيلمور للرئاسة كممثل لحزب اليمين. وفي الأثناء، أدت خسارته حينها لتراجع هذا الحزب واختفائه.
أندرو جونسون:
بانتخابات العام 1864، وقع اختيار الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن على السياسي المنحدر من ولاية تينيسي أندرو جونسون ليشغل خطة نائب الرئيس. وعقب فوز الجمهوريين بهذه الانتخابات، حصل أندرو جونسون على منصب نائب الرئيس على الرغم من توجهاته التي لم يعارض من خلالها العبودية وانتقد خروج ولايات الجنوب من الإتحاد.
عقب اغتيال ابراهام لينكولن سنة 1865، حصل أندرو جونسون على منصب الرئيس. وفي الاثناء، مثّل الأخير أول رئيس أميركي تعرض لسحب الثقة. وعقب مثوله للمحاكمة أمام مجلس الشيوخ، نجى الأخير بأعجوبة حيث كان فارق التصويت صوت واحد لصالحه. وبفضل ذلك، تمكن أندرو جونسون من إنهاء فترته الرئاسية.
تشستر آرثر (Chester Arthur):
على الرغم من خبرته القليلة بمجال السياسة، اختير الجمهوري تشستر آرثر من طرف الرئيس جيمس غارفيلد (James Garfield) لمرافقته، كنائب للرئيس، بالسباق الرئاسي عام 1880. وعقب فوز غارفيلد، حصل تشستر آرثر على منصب نائب الرئيس.
خلال العام 1881، اغتيل الرئيس غارفيلد على يد المضطرب عاطفيا تشارلز جيتو (Charles J. Giteau). وعلى إثر ذلك آلت الرئاسة لتشستر آثر. وعلى الرغم من قلة خبرته السياسية، مرر آرثر عددا من القوانين التي أثرت بشكل كبير على البلاد. فعام 1884، وقع الأخير على قانون استبعاد الصينيين الذي حظر هجرة الصينيين ومنعهم من الحصول على الجنسية الأميركية.
ثيودور روزفلت:
بفضل الحرب الأميركية الإسبانية واستقلاليته خلال فترة توليه لمنصب حاكم نيويورك، كسب ثيودور روزفلت مكانة هامة لدى الأميركيين. وعام 1900، اتجه الحزب الجمهوري لتحييد روزفلت عن طريق منحه منصبا لا يتمتع من خلاله بإستقلالية تامة. وبسبب ذلك، رشّح الأخير لمنصب نائب الرئيس خلال انتخابات العام 1900 التي اختار خلالها الجمهوريون وليام ماكنلي (William McKinley) كمرشح الرئاسة. وبعد مضي فترة وجيزة عن استلامه الحكم عقب فوزه بإنتخابات العام 1900، اغتيل وليام ماكنلي. وعلى إثر ذلك، آلت الرئاسة بشكل مفاجئ لثيودور روزفلت التي اتجه لدفع أجندته الإستقلالية والتقدمية.
كالفين كوليدج (Calvin Coolidge):
خلال العام 1920، اختير السياسي المنحدر من فيرمونت (Vermont) كالفين كوليدج من قبل الجمهوريين كمرشح لمنصب نائب الرئيس رفقة وارين هاردينغ (Warren Harding) الذي تم تقديمه كمرشح للرئاسة. مع وفاة هاردينغ بسبب أزمة قلبية سنة 1923، استلم كالفين كوليدج الرئاسة. وعام 1924، فاز الأخير بالإنتخابات الرئاسية كمرشح عن الجمهوريين.
هاري ترومان:
خلال العام 1944، وقع اختيار الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت على السياسي المنحدر من ميسوري هاري ترومان ليرافقه كمرشح لمنصب نائب الرئيس بالإنتخابات. وبتلك الفترة، فاز روزفلت بولاية رابعة إلا أنه توفي سنة 1945 دون أن يكملها. وبسبب ذلك، آلت رئاسة الولايات المتحدة الأميركية لهاري ترومان. خلال فترته الرئاسية، حسم ترومان الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء كما وافق على قرار قصف اليابان بالقنابل الذرية. وعام 1948، فاز ترومان بولاية رئاسية ثانية.
ما بعد الحرب العالمية الثانية
ليندون جونسون:
خلال الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، حصل العديد ممن شغلوا منصب نائب الرئيس على الرئاسة. فسنة 1963، أصبح ليندون جونسون (Lyndon Johnson) رئيسا عقب اغتيال جون كينيدي.
ريتشارد نيكسون:
وسنة 1968، فاز ريتشارد نيكسون (Richard Nixon) بالرئاسة بعد أن شغل في وقت سابق منصب نائب الرئيس دوايت أيزنهاور.
جيرالد فورد:
وخلال العام 1974، حلّ جيرالد فورد (Gerald Ford) بدل ريتشارد نيكسون وأصبح رئيسا للبلاد عقب استقالة الأخير.
جورج بوش الأب:
وعام 1988، فاز جورج بوش الأب بالرئاسيات بعد أن كان سابقا نائبا للرئيس رونالد ريغن.