رغم أن سعر الموزة الواحدة لا يتجاوز 36 سنت أميركي، إلا أن هذه الموزة، موضع الخبر، تم بيعها بسعر خيالي. الأمر المثير للجدل هو أن الرجل الذي اشترى الموزة ينوي أن يأكلها، وبالتالي لن تكون أغلى موزة في التاريخ فحسب، بل أغلى "وجبة" موز. الموزة عبارة عن لوحة فنية بعنوان "الكوميدي" للفنان موريزيو كاتيلان، وتم بيعها في مزاد علني بدار سوذبي للمزادات في نيويورك مقابل حوالي 5.2 مليون دولار.
واللوحة الفنية عبارة عن موزة مثبتة على حائط بشريط لاصق! وظهرت لأول مرة في العام 2019، في إصدار من 3 أعمال فنية. وذكرت وسائل الإعلام أن المشتري، هو جاستن صن، وهو رجل أعمال صيني في مجال العملات المشفرة، وسيحصل على موزة ولفافة من شريط لاصق وشهادة أصالة وتعليمات حول كيفية تثبيت العمل.
بيع اللوحة الفنية "موزة" بملايين الدولارات
في الواقع، قال صن في بيان إن عمل كاتيلان "يمثل ظاهرة ثقافية تربط بين عوالم الفن والميمات ومجتمع العملات المشفرة". غير أن رجل الأعمال الصيني جاستن صن أبلغ دار المزاد أنه يُخطط لأكل الموزة. وأوضح رجل الأعمال، الذي شاهد المزاد من هونغ كونغ، أنه "في الأيام المقبلة، سأتناول الموز شخصيًا كجزء من هذه التجربة الفنية الفريدة، تكريمًا لمكانتها في كل من تاريخ الفن والثقافة الشعبية".
وظهرت أعمال كاتيلان الفنية لأول مرة في معرض آرت بازل ميامي بيتش، حيث باعت صالة بيروتين 3 نسخ من عمل "الكوميدي" مقابل 120 ألف دولار إلى 150 ألف دولار لكل منها. لكن الحشود أثبتت أنها مزعجة وقام فنان الأداء ديفيد داتونا بانتزاع الفاكهة من الحائط وأكلها. في دار سوثبي، عادت الموزة بتقدير يتراوح بين مليون دولار و1.5 مليون دولار، لكن السعر النهائي بلغ 5.2 مليون دولار، يضاف إليها رسوم دار المزاد، ليصل إجمالي سعرها إلى 6.2 مليون دولار.
من هو جاستن صن؟
لا شك أن بيع عمل فني بملايين الدولارات أمر شائع في عالم المزادات الفنية، لكن أن تباع مجرد موزة ملصقة بشريط على حائط بـ 6.2 مليون دولار فالأمر مستغرب جداً. إلا أن الأغرب من ذلك يكمن في هوية مشتريها. فقد اشترى تلك الموزة التي تسمى "Comedian" وهي عمل للفنان ماوريتسيو كاتيلان، من دار سوذبيز للمزادات بنيويورك، جاستن صن، مؤسس منصة العملات المشفرة ترون. ودفع 6.2 مليون دولار مقابل شهادة أصالة تمنحه سلطة لصق هذه الموزة التي أثارت جدلاً واسعا منذ ظهورها لأول مرة عام 2019 أينما يشاء.
ولد الشاب البالغ من العمر 34 عاماً في مدينة تشنغدو الصينية عام 1990. ثم تخرج من جامعة بنسلفانيا بدرجة الماجستير في الدراسات الشرق آسيوية. وبرز اسمه لاحقا في عالم التكنولوجيا وابتكار منصات مرتبطة بتقنية البلوكشين والعملات الرقمية. إلا أنه قبل ذلك، بدأ مسيرته بشكل متواضع جدًا، لكن ولعه بتكنولوجيا البلوكشين وانجذابه إلى عالم العملات الرقمية دفعه إلى تأسيس مشروع ترون عام 2017.
وسرعان ما نمت ترون بشكل سريع لتصبح واحدة من أبرز العملات الرقمية نهاية 2018. كما حقق شهرة واسعة عبر شرائه منصة BitTorrent التي كانت وقتها أكبر منصة لمشاركة الملفات على الإنترنت. غير أن ثروته تشكلت أساسا من استثماراته المبكرة في العملات الرقمية، لاسيما بعد نجاح ترون وارتفاع قيمتها. أما السبب الذي دفعه إلى تبذير أكثر من 6 ملايين مقابل موزة، فلا يزال بالنسبة لكثيرين أمراً غامضاً.