استمرارا لمسلسل العنصرية المقيتة التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية ضد المواطنين العرب، والتي انتقلت عدواها الى العديد من المؤسسات الخاصة والعامة وشركات التأمين ومدينة الملاهي "سوبرلاند" التي منعت دخول العرب اليها، يطل علينا الاسبوع "بنك هبوعاليم" وترجمته بالعربية "بنك العمال" بما يوحي انه بنك يعمل لصالح الطبقة العمالية، يطل علينا بثوب جديد من العنصرية ومن التمييز بين ما هو يهودي مفضل وما هو عربي مذلل ومعرقل والتي تكشف عن وجهه الحقيقي التي كانت تستر عورته كلمة "عمال"!
فقد كشف تقرير أعده مراسل القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي عن الممارسات العنصرية القبيحة المتبعة في عدد كبير من فروعه - ان لم يكن في غالبيتها الساحقة - تجاه المواطنين العرب، حيث اتضح من خلال التقرير ان ادارة "بنك هبوعاليم" تعطي الحرية المطلقة لزبائن البنك من اليهود، بينما تحاول فرض قيود على الزبائن العرب وعدم السماح لهم بنقل حساباتهم الى فروع البنك ذاته الكائنة في المدن والبلدات اليهودية، ربما لأن مظهر العامل العربي مقزز بالنسبة لأدارة البنك!!
ممارسات البنك تجيء على خلفية عنصرية!
درس في العنصرية والتمييز
والزبون العربي هو إبراهيم، وهو شاب من مدينة الطيبة، في المثلث، يعمل في محيط بلدة "تسور يغئال" اليهودية القريبة من مدينته الطيبة، توجه الى موظفة "بنك هبوعاليم" (العمال) في "تسور يجئال"، طالبا نقل حسابه المصرفي من فرع الطيبة الى فرع "تسور يجئال" فرفضت الموظفة لنفس السبب الذي تم رفض العرب في 10 فروع للبنك قائلة له: "ما من سبب مقنع او دافع لتحويل حسابك الى "تسور يغئال"!. وصرحت الموظفة اثناء حديثها للمواطن العربي ابراهيم، أن على كل شخص ان يكون حسابه في فرع البنك القريب من مكان سكناه – وذلك خلافا لما ينص عليه القانون بخصوص البنوك، علما بأن توجه ابراهيم الى مديرة فرع البنك لم يسعفه كذلك. وبعد الواقعة بخمس دقائق دخل نفس فرع البنك محقق القنال 10 وهو مواطن يهودي من مدينة هرتسيليا التي تعتبر ابعد عن "تسور يجئال" من الطيبة بكثير، فاستجابوا لطلبه ولم يفصله عن مبتغاه سوى توقيعه.
الناشط السياسي رامي منصور
نحارب العنصرية ونقاطع العنصريين
وفور نشر التقرير في القناة المذكورة أنطلقت حملة على شبكة "فيسبوك" لمقاطعة "بنك هبوعاليم" (العمال) تحت شعار "نحارب العنصرية، نقاطع العنصريين"، والذي كشف بشكل لا يقبل الشك، بأن ممارسات البنك تجيء على خلفية عنصرية، وأن التوجه الايجابي كان في صالح الزبون اليهودي، أما العربي فقد وضعت الادارة أمامه شروط وتبريرات واهية مخجلة، حتى انها تتنافى مع القانون من أجل ان يحظى برد سلبي في نهاية الأمر.
ودعت حملة "نحارب العنصرية، نقاطع العنصريين" الجمهور للانضمام إلى الصفحة على "فيسبوك" للحصول على معلومات وتوجيهات لنشاطات إحتجاجية ضد البنك مثل ارسال رسائل احتجاجية ضد الممارسات العنصرية. كما دعت الحملة كل من واجه ممارسات مشابهة للتوجه لها لكشفها وطرحها في وسائل الاعلام.
عذر اقبح من ذنب
وفي اعقاب التقرير قدمت ادارة البنك اعتذارا على ما ورد في التقرير، لكن القائمين على الصفحة في "فيسبوك" رأوا بأن الاعتذار غير كاف ان لم ترافقه خطوات عملية وعقابية ضد من ينتهج سياسة التمييز، ودعت الصفحة إلى معاقبة البنك على ممارسته العنصرية وكل مؤسسة تجارية أو رسمية تمارس العنصرية او الفصل العنصري تجاه المواطنين العرب أو أقليات أخرى سواءً نسائية أو اثنية.