حذفت شبكة نتفليكس، فيلمها الوثائقي الجديد The Spy Who Fell to Earth والذي يتناول حياة أشرف مروان من عروضها، بعد ساعات قليلة من إصداره، مما أثار شكوكًا كثيرة حول كون إسرائيل هي السبب في إلغائه بعد صدوره بيوم واحد على الشبكة. وأشرف مروان هو صهر الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، قيل انه كان جاسوس لصالح إسرائيل ثم أعلنت إسرائيل أنه كان عميل مزدوج وأنه خدع إسرائيل وضللها. وقُتل في 27 يونيو/حزيران 2007 إثر إسقاطه عمدا من شرفة منزله بلندن. ولا تزال التحقيقات مستمرة في الحادث.
وكانت نتفليكس قد قدمت فيلمًا عن حياة أشرف مروان من قبل، وهو The Angel "الملاك"، ولكن الفرق ان فيلم "الملاك" روّج لمزاعم أن صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان عميل لإسرائيل، في حين رسخ الفيلم الجديد لوطنية "مروان"، وانحيازه للجانب المصري طوال حياته، وحتى لحظة وفاته الصادمة والمفاجئة، بسقوطه من شرفة منزله في لندن.
وأثار قرار الحذف عدة أسئلة حول السبب، فهل للأمر علاقة بوجود عدة أفلام ووثائقيات إسرائيلية أخرى وبخاصة التاريخية مثل Inside the Mossad، وفيلم The Angel، وأخيرًا وليس آخرًا Operation Finale وانحيازهم جميعًا للجانب الإسرائيلي، وهل تسببت ضغوط معينة في حذف الفيلم الجديد، نظرًا لأن نتفليكس مرت بمشكلات كثيرة مؤخرًا اضطرتها لحذف برامجها!.
يذكر أن الفيلم من تأليف وإخراج توم مدمور، الذي لم يقدم أعمالا كثيرة تُذكر قبل هذا الفيلم، ومن بطولة يوسي ميلمان (صحفي إسرائيلي)، وأهرون بيرجمان، وموشي بوخبت، واستلهم صناع الفيلم الوثائقي أحداثه من رواية للكاتب أهرون بيرجمان. بنرشحلك (قصة جديدة عن أشرف مروان على شبكة نتفلكس).
من هو أشرف مروان؟
هو سياسي ورجل أعمال مصري، تزوج من منى جمال عبد الناصر ابنة الرئيس المصري الراحل. ولد مروان في عام 1944 لأب كان ضابطا بالجيش. حصل على بكالوريوس العلوم في عام 1965 وعمل بالمعامل المركزية للقوات المسلحة ثم مساعدا لجمال عبد الناصر. في سنة 1970 أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات وذلك بعد وفاة عبد الناصر. ترأس الهيئة العربية للتصنيع بين عامي 1974 و1979، وتوجه إلى بريطانيا بعد تقاعده كرجل أعمال وتوفي أو تم قتله فيها في 27 يونيو/حزيران 2007.
وفاته:
توفي بعد أن سقط من شرفة منزله في لندن. وذكر بيان صادر عن الشرطة أن التحقيقات حول ظروف حادث سقوطه من شرفة منزله لا تزال مستمرة، ورغم وجود كاميرات مراقبه بموقع وفاته إلا أن تعطلها حال دون توفر تسجيل للحادث.
وأعلنت شرطة سكوتلاند يارد، أن التحقيقات ما زالت مستمرة في حادثة سقوط رجل الاعمال المصري أشرف مروان من شرفة منزله بمنطقة سانت جيمس بارك، بوسط العاصمة البريطانية، ليموت حالا. وأوضحت الشرطة البريطانية، في بيان أصدرته أن: "الطب الشرعي لم ينته من عمله بعد، وتقريره النهائي هو الذي سيحسم الامر" وفي يوليو 2007 أكد القضاء البريطاني انتحاره ونفى وجود شبهه اغتيال أو قتل عمد.
تهمة العمالة
اهتمت الصحف العبرية اهتمام كبير بوفاة أشرف مروان واتهامه بإنه عميل مزدوج فقد كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت: أن هناك غموضا يكتنف وفاة مروان، الذي وصفته بأنه كان عميلا مزدوجا ما بين المخابرات المصرية والإسرائيلية، وأنه كان يخشى على حياته منذ أن كشفت إسرائيل عام 2003 أنه عميل كبير للموساد. وقال ايلي زعيرا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أثناء حرب أكتوبر 1973 وهو كبار قادة الموساد في ذلك الوقت والشاباك، أن أشرف مروان كان عميلا مزدوجا، وأنه سبب إخفاقا تاما وكبيرا لمؤسسة الموساد، لكن هناك منتقدين لهذا التوجه قالوا أنه لا يوجد أساس لهذه النظرية.
وكتبت صحيفة معاريف: "أشرف مروان عميل مزدوج أفشلنا في حرب أكتوبر، وأيا تكون الأسباب وراء موته فإنه ترك بقعة سوداء تلوث تاريخ الجاسوسية في إسرائيل بعد أن خدعها وجعل من هذه المؤسسة أضحوكة". وانتقدت معاريف بشدة "الكشف عن اسم مصدر من قبل الدولة وهو على قيد الحياة".
وتردد أن مروان كان يحمل لدى الاستخبارات الإسرائيلية اسما حركيا هو "بابل". ووفقا لصحيفة التايمز فانه تردد أن مروان عرض خدماته على إسرائيل عام 1969 وظل يمدها في السنوات التالية بالمعلومات عن مصر والعالم العربي، وهي المعلومات التي وصفها مسئولون إسرائيليون بأنها لا تقدر بثمن.