حين اقترب الاتحاد السوفيتي من التحالف مع هتلر

قبل نحو أسبوع من بداية الاجتياح الألماني للأراضي البولندية واندلاع الحرب العالمية الثانية يوم 1 أيلول/سبتمبر 1939، أبرم الألمان والسوفيت اتفاقية مولوتوف ريبنتروب، نسبة لوزير الخارجية السوفيتي فياتشيسلاف مولوتوف ونظيره الألماني يوهاكيم فون ريبنتروب، التي مثلت معاهدة عدم اعتداء اقتسم على إثرها الطرفان بولندا تزامنا مع تحديد مناطق النفوذ بأوروبا. وبعد مضي بضعة أشهر، اتجهت ألمانيا لمحاولة ضم الاتحاد السوفيتي لدول المحور. ومن خلال ذلك، تحدث أدولف هتلر عن خطة لاقتسام العالم عقب نهاية الحرب العالمية الثانية.

تعاون ألماني سوفيتي
مع بداية الغزو الألماني للأراضي البولندية، أمرت موسكو بوقف جميع الحملات الدعائية الموجهة ضد الفاشيين. من جهة ثانية، طالب الاتحاد السوفيتي الحزب الشيوعي بتشيكوسلوفاكيا بدعم الألمان وحث الحزب الشيوعي الفرنسي على الترويج لدعاية معادية للحرب. وبعد نحو أسبوعين عن بداية التدخل الألماني ببولندا، باشر الجيش الأحمر السوفيتي بغزو القسم الشرقي لبولندا تنفيذا لما جاء باتفاقية مولوتوف ريبنتروب. وفي غضون ذلك، تطورت العلاقات الألمانية السوفيتية بشكل لافت للانتباه عقب غزو بولندا. فبسبب الحصار المفروض عليها، اتجهت ألمانيا لاستيراد كميات كبيرة من المواد الأولية والحبوب من الاتحاد السوفيتي. وفي المقابل، وافق الألمان على إرسال كميات هامة من المواد التكنولوجية للسوفيت الذين عانوا بتلك الفترة من تخلف تكنولوجي بالعديد من القطاعات.

تحالف مع السوفيت
خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1940، حل وزير الخارجية السوفيتي فياتشيسلاف مولوتوف بالعاصمة الألمانية برلين. وما بين يومي 12 و14 من ذلك الشهر، عقد الأخير اجتماعين مع كل من أدولف هتلر ووزير الخارجية الألماني يوهاكيم فون ريبنتروب. خلال هذه الاجتماعات، عرض هتلر على مولوتوف انضمام الاتحاد السوفيتي لدول المحور واقتسام العالم ما بعد الحرب لأربع مناطق نفوذ بين كل من ألمانيا والاتحاد السوفيتي وإيطاليا واليابان. من جهته، عرض القائد النازي على وزير الخارجية السوفيتي فكرة التوسع على حساب كل من إيران والهند والتخلي عن فنلندا والبلقان التي سعى هتلر جاهدا لضمها لمناطق نفوذ ألمانيا. وفي المقابل، رفض مولوتوف التوجهات الألمانية مطالبا بسحب القوات الألمانية من فنلندا تزامنا مع حصول السوفيت على كامل مناطق البلطيق. أيضا، نقل وزير الخارجية السوفيتي للمسؤولين الألمان وجهة نظر ستالين الذي طالب بحفاظ الاتحاد السوفيتي على نفوذه بكل من بلغاريا ويوغوسلافيا.

أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1940، بلور ستالين اقتراحا جديدا طالب من خلاله بحصول الاتحاد السوفيتي على بلغاريا تزامنا مع إنشاء منطقة نفوذ سوفيتية متمركزة حول كل من العراق وإيران. إلى ذلك، اتجه الألمان لعدم الرد على المقترح السوفيتي. فضلا عن ذلك، أكد هتلر لمستشاريه أن مطالب ستالين لن تتوقف. مع فشل مفاوضات ضم الاتحاد السوفيتي للمحور، استعد الألمان لفتح جبهة جديدة شرقا. ويوم 22 حزيران/يونيو 1941، أطلق الألمان العنان لعملية بربروسا (Barbarossa) التي باشرت خلالها القوات الألمانية تدخلها بالأراضي السوفيتية واضعة بذلك حدا لاتفاقية مولوتوف ريبنتروب.