الملكة رانيا بيوم ميلادها تودع عاما مليئا بالفرحة وتستقبل آخر جديدا (صور)

يوم 31 أغسطس/آب من كل عام يوافق يوم ميلاد الملكة رانيا العبدالله ملكة الأردن، زوجة ملك الأردن الملك عبدالله الثاني. في هذا اليوم تودع الملكة الأردنية عاماً كان له طعم مميز على كافة الأصعدة، وتستعد لاستقبال عاماً آخر لا يعلم أحد ماذا يحمل لها في طياته. وبين عامٍ مضى وعام آخر تشرق شمسه اليوم، نستعرض من خلال التقرير التالي أبرز اللحظات التي مرت على الملكة رانيا وكانت بالنسبة لها علامة فارقة في حياتها كملكة، وأم وجَدة لأول مرة.

الملكة رانيا تتسلم وسام النهضة من الملك عبدالله الثاني

حمل عام 2024 أجمل تقدير للملكة رانيا بتقليدها من الملك عبدالله الثاني وسام النهضة المرصع، حيث وافق هذا العام الذكرى الـ 25- اليوبيل الفضي- لتولي الملك عبدالله الثاني مهامه الدستورية منذ عام 1999. ولهذه المناسبة، أُقيمت العديد من الحفلات والمناسبات في المملكة الأردنية بدأها الملك عبدالله في 6 مارس/آذار، حيث قلَّد الملكة رانيا وسام النهضة المرصع تقديراً لعطائها المتميز، ودورها الريادي في النهوض بالمجتمع الأردني وحرصها على خدمة أبناء وبنات الوطن بمختلف الميادين.

ووجه الملك رسالة إلى الملكة بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلمه سلطاته الدستورية، واصفاً إياها برفيقة دربه، حيث قال: "بسم الله الرحمن الرحيم. رفيقة الدرب "أم الحسين"- الملكة رانيا العبدالله، حفظك الله ورعاك. أبعث لكِ بعميق محبتي واعتزازي وبعد، إذ تمر الذكرى الخامسة والعشرين لتحملي أمانة المسؤولية وتولي مهامي الدستورية، استذكر السنين بحلوها ومرها منذ نُصبت خادماً أميناً لهذا الوطن، وقد حظيت برفيقة درب سخرها الله، جل جلاله، لتقف إلى جانبي مخلصة لهذا الحمى، وفيّة لبيتها الكبير قبل الصغير".

وأضاف الملك: "وقد عهدتك زوجة متفانية وأما حنونة لأبنائنا الحسين وإيمان وسلمى وهاشم، وقد أنشأتهم خير تنشئة. فما كانوا إلا ذُرية صالحة تنهل قيمها العروبية من جدهم الحسين الباني وقيمها الإسلامية من جدهم الأعظم رسولنا ونبينا عليه الصلاة والسلام. لأشاهدك عن قرب أيضاً، وقد أخذت على عاتقك تقديم الأفضل لأخواتك وإخوانك الأردنيين في مجالات شتى، دون البحث عن ثناء أو تقدير. وما توانيت يوماً عن السعي رغم التحديات والصعاب، ليزيدك شرف الخدمة العامة إصراراً. ولا أكاد أحط في قرية أو أزور منزلاً إلا ليحملني أهلنا أطيب التحيات الممزوجة بالتقدير لجهودك في تنمية وطننا وزرع الأمل في دروب مستقبل أبنائنا وبناتنا. ولا أرى في عيونهم إلا المحبة الصادقة لزوجة ملكهم وأم ولي عهدهم. ولا أجد صورة أزهى من تلك التي رسمتها لشقيقاتك الأردنيات وحملتها بفخر للعالم، فبتن يتباهين بملكتهن ويرفعن رؤوسهن بوطنهن أينما وطأن. وكنت على الدوام صاحبة موقف جريء لا تتوانين عن الدفاع عن المظلومين أو نصرة المقهورين أينما كانوا".

واستكمل الملك: "وإذ تحتفين اليوم بأخواتك الأردنيات كما يحتفل العالم بالمرأة، لا أجد مناسبة أفضل من هذه المناسبة ولا تقديراً أرفع شأناً من هذا التقدير، لأنعم عليك بوسام النهضة المرصع تثمينا لجهودك، ليكون حافزاً أعظم للاستمرار والعطاء" واختتم قائلاً: "والمولى العلي القدير أسأل، أن يحفظك، أم الحسين، ويرعاك على نهج الخير والفلاح. مع دائم محبتي وعظيم ثقتي وتقديري. عبدالله الثاني ابن الحسين".

لترد عليه الملكة رانيا بصورتين شاركتهما على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلقت عليهما قائلة: "سيدنا، كم أتشرف بتقديرك السامي، وما من تشريف يضاهي وجودي إلى جانبك، ولا مسؤولية أعظم من ثقتك بي. لقد أكرمني الله حين كَتب لي أن أقضي حياتي معك، أن أكون أم أولادك ورفيقة دربك يا أعظم الرجال وأنبلهم. قائد جريء في طموحه للوطن، راسخة مبادئه، ثابتة مواقفه، وملهم إيمانه بالأمل. محظوظة أنا بثقتك، ممتنة لدعمك، وسأظل جنديةً مخلصةً في صفوفك".

الملكة رانيا تصبح جدة لأول مرة

سيظل عام 2024 عاماً محفوراً في ذاكرة الملكة رانيا على المستوى الأسري، فهو العام الذي أصبحت فيه جَدة لأول مرة، بعد أن استقبل ولي العهد الأمير الحسين وزوجته الأميرة رجوة الحسين طفلتهما الأولى؛ إيمان. وقد شاركت الملكة رانيا فرحتها لاستقبالها أول حفيدة لها، وكتبت عبر حسابها الخاص بـ X: "الحمد لله على أعظم عطاياه... نوّرت حياتنا بالحفيدة الغالية إيمان، الله يخليلنا إياكي. مبارك لحسين ورجوة وربنا يملأ حياتكم بالبركة والرضا". كما شاركت الملكة رانيا مجموعة من الصور لها مع حفيدتها الأولى الأميرة إيمان، بالإضافة لمقطع فيديو يوثق رؤيتها الأولى للأميرة الصغيرة.

جهود الملكة رانيا للنهوض بالمجتمع الأردني

دائماً ما تحمل الملكة رانيا على عاتقها مسؤولية النهوض بالمجتمع الأردني، وخدمة أبناء وبنات الوطن بمختلف الميادين، فمنذ ارتباط الملكة رانيا بالملك عبد الله، أطلقت العديد من البرامج والمشاريع والمبادرات لخدمة أبناء وبنات الأردن، منها عدة مبادرات لدعم جهود التعليم، وقدمت للأيتام فرصة التعليم والتمكين، وسلطت الضوء على المتميزين من معلمين ومدراء ومرشدين لنشر التميز في مدارس المملكة كثقافة وممارسة.

وقامت بتأسيس مجلس وطني لشؤون الأسرة ليكون مرجعية وطنية داعمة لمكونات الأسرة الأردنية ووضع الاستراتيجيات اللازمة لذلك. أيضاً أنشأت مؤسسة نهر الأردن لتمكين المجتمعات وبناء القدرات المؤسسية للجمعيات المحلية، كمشاريع خاصة بفنون الطهي المنزلي، وبرامج لحماية النساء والأطفال من الإساءة، وبرامج لإعادة التأهيل والوقاية وممارسات الوالدية السليمة.

كما تتابع الملكة برامجها في التواصل مع الأهل خلال زياراتها للبوادي والقرى والأرياف في محافظات المملكة، وتحرص على لقاء شباب وشابات الأردن والاستماع لهم والاطلاع على تجاربهم في ريادة الأعمال والتطوع والأنشطة الخيرية وغيرها من المبادرات الفاعلة لهم.