خلال السباق الرئاسي سنة 1960، واجه المرشح الديمقراطي جون كينيدي نظيره الجمهوري ريتشارد نيكسون. وبهذه الانتخابات، قدمت معظم الاستطلاعات نتائج متقاربة بين الطرفين. ولهذا السبب، كانت عملية تحديد الفائز صعبة قبل أسابيع من الانتخابات. وأملا في التفوق على نظيره الجمهوري ريتشارد نيكسون، مال جون كينيدي نحو الأقليات التي تمتعت بحق الانتخاب وتواجدت على التراب الأميركي. إلى ذلك، اتجه كينيدي للبحث عن دعم الأميركيين ذوي الأصول اللاتينية الذين مثلوا بتلك الفترة أقلية مهمشة بالولايات المتحدة الأميركية.
قرار التوجه نحو اللاتينيين
على مدار عام كامل، ظل السباق الرئاسي بين نيكسون وكينيدي محتدما. وخلال المناظرة التلفزيونية، تفوق كينيدي على خصمه نيكسون. في الأثناء، شهدت الأسابيع التي سبقت الانتخابات عودة قوية لنيكسون حسب ما أظهرته نتائج الاستطلاعات. وفي الأثناء، مثّل اللاتينيون إحدى المجموعات العرقية التي كانت قادرة على تحديد مصير الانتخابات والرئيس المستقبلي للبلاد. فخلافا لما هو الحال عليه اليوم، آمن الديمقراطيون والجمهوريون قبل سنة 1960 بعدم حاجتهم لأصوات اللاتينيين التي كانت غير موحدة ومشتتة بين الجمهوريين والديمقراطيين.
إلى ذلك، مثل المكسيكيون والبورتوريكيون، المنحدرين من بورتو ريكو، النسبة الأكبر من اللاتينيين المقيمين على الأراضي الأميركية. وبينما استقر المكسيكيون بالجنوب الغربي، فضّل البورتوريكيون الشمال الشرقي. من جهة أخرى، تواجد عدد من الكوبيين بفلوريدا حيث انضم هؤلاء للنسيج الديمغرافي الأميركي عقب فرارهم من كوبا بسبب ثورة فيدل كاسترو وحلوا بالأراضي الأميركية ضمن قائمة اللاجئين.
وفي خضم هذه الأحداث، اتجه عضو مجلس مدينة لوس أنجلوس الليبرالي إدوارد رويبال (Edward Roybal) للعمل على توحيد أصوات اللاتينيين، خاصة المكسيكيين، بانتخابات العام 1960 بهدف مساندة الديمقراطيين. وانطلاقا من ذلك، دعا الأخير الحزب الديمقراطي للتوجه صوب الناخبين ذوي الأصول المكسيكية والاستماع لهم كما جمع التمويلات لتأسيس ما عرف بنوادي "فيفا كينيدي" (Viva Kennedy) لدعم المرشح الديمقراطي بالولايات الممتدة بين كاليفورنيا والبحيرات الكبرى. وبمناطق أخرى كنيويورك وغيرها، توجه الديمقراطيون صوب البورتوريكيين وخاطبوهم بشكل مباشر مؤكدين على ضرورة دمجهم بالمجتمع الأميركي ومنحهم مزيدا من الحقوق.
المكسيكيون وبقية اللاتينيين يحسمون الانتخابات
أثناء الحملة الانتخابية، قدّم جون كينيدي والديمقراطيون وعودا كثيرة للسكان ذوي الأصول اللاتينية. وحسب التوجهات بانتخابات العام 1960، احتاج كينيدي لمزيد من الأصوات لضمان فوزه بولاية تكساس التي امتلكت حينها 24 صوتا بالمجمع الانتخابي. ومع حصولهم على وعود عديدة، آمن المكسيكيون بضرورة وصول كينيدي للبيت الأبيض، لكونه كاثوليكيا، أملا في الظفر بمزيد من فرص العمل وبلوغ الوظائف الفيدرالية.
خلال انتخابات العام 1960، حقق كينيدي فوزا صعبا على نيكسون حيث تفوق المرشح الديمقراطي على نظيره الجمهوري بفارق عدد ضئيل من الأصوات ببعض الولايات. فبولاية تكساس، فاز كينيدي على نيكسون بفارق ضئيل قدّر بنحو 45 ألف صوت فقط ليحصل بذلك على أصوات الولاية بالمجمع الانتخابي. وحسب العديد من الخبراء، مثلت عملية التركيز على اللاتينيين خطة ذكية من الديمقراطيين للفوز بعدد من الولايات المتأرجحة. مع بلوغه البيت الأبيض، تنكر جون كينيدي للوعود السابقة التي قدمها حيث لم يحصل اللاتينيون على شيء. وبسبب ذلك، تبددت أحلامهم حول مسألة التشغيل والوظائف الفيدرالية والحقوق.