يوم واحد يفصل الولايات المتحدة الأمريكية عن أهم انتخابات رئاسية في العالم، يتنافس فيها 5 مرشحين، في مقدمتهم الجمهوري دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس، والديمقراطية كامالا هاريس ونائبها تيم والز، ويحل ثالثاً تشيس أوليفر، ورابعاً جيل شتاين، وأخيراً كورنيل وست. وكعادتها لا تنصف الانتخابات الأمريكية سوى مرشحي الحزب الديمقراطي والجمهوري، فهما الأكبر في الولايات المتحدة، ومنهما يولد الرئيس التالي للبلاد منذ استقلالها عن بريطانيا في 1776.
كذلك تسلط الماكينة الإعلامية الأمريكية الهائلة أضواءها الساطعة على نجمي الانتخابات الأبرز لهذا العام، وهما كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي جو بايدن، الذي تراجع خطوة للخلف مستسلماً للضغوط بعد هفوات متتالية توضح مدى تراجع قدراته الذهنية والمعرفية، لصالح نائبته الشابة، ودونالد ترامب، الذي سبق أن جلس على كرسي البيت الأبيض لأربع سنوات متتالية، أخفق في تمديدها وهزم في معركة 2020 الانتخابية أمام خصمه جو بايدن.
من يكون دونالد ترامب؟
أطلق الرئيس السابق دونالد ترامب حملته لاستعادة البيت الأبيض في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، بهدف أن يصبح ثاني من يفوز بفترتين غير متتاليتين. ودخل ترامب المنافسة على الانتخابات الحالية بروح مشحونة بالانتقام من هزيمة 2020، التي ما زال يصر على إنكار نتائجها، ويروج لنظريات مؤامرة لا أساس لها من الصحة حول تزويرها.
وبسبب إنكاره، عزل ترامب من قبل مجلس النواب الأمريكي، بما في ذلك لدوره في التحريض على التمرد المميت في 6 يناير (كانون الثاني) 2021 في مبنى الكابيتول الأمريكي بعد هزيمته الانتخابية. وفي مايو (أيار) 2024، أدين المرشح الجمهوري بجميع التهم في محاكمته الجنائية في نيويورك. كما يواجه اتهامات في ثلاث قضايا أخرى، بما في ذلك جهوده لقلب انتخابات 2020، وسوء تعامله المزعوم مع وثائق سرية بعد ترك منصبه.
كامالا هاريس
دخلت هاريس معترك الانتخابات بدلاً من جو بايدن، الذي انسحب في 21 يوليو (تموز). وأصبحت بعد فوزها بتأييد الحزب الديمقراطي، أول امرأة سوداء وأول أمريكية آسيوية تقود قائمة حزب سياسي كبير. نشأت هاريس، وهي ابنة مهاجرين من الهند وجامايكا، في أوكلاند وقضت جزءاً كبيراً من حياتها السياسية في منطقة خليج كاليفورنيا. وبصفتها عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي، اشتهرت هاريس بأسلوبها في الاستجواب أثناء جلسات الاستماع مع مسؤولي إدارة ترامب ومرشحيه، بما في ذلك المدعي العام جيف سيشنز وقاضي المحكمة العليا المستقبلي بريت كافانو.
تشيس أوليفر
حصل أوليفر على ترشيح الحزب الليبرالي بعد 7 جولات من التصويت في مؤتمر الحزب في مايو (أيار) 2024. وتغلب على الجهود الرامية إلى منع ترشيحه من قبل فصيل متنامٍ من الحزب رشح أشخاصاً آخرين بعد أن أبدوا استعدادهم لتبني مواقف اليمين المتطرف بشأن قضايا مثل الهجرة. كان أوليفر، الذي زار جميع الولايات الأمريكية الـ50 قبل المؤتمر الليبرالي، منتقداً بشدة لجهود دونالد ترامب وروبرت ف. كينيدي الابن لجذب الناخبين الليبراليين في وقت سابق من هذا العام.
جيل شتاين
دخلت شتاين معترك الانتخابات الأمريكية بعد أن شغلت منصب مدير حملة كورنيل ويست خلال فترة ترشحه القصيرة عن الحزب الأخضر، ولكن بعد فترة وجيزة من تحوله إلى الترشح كمستقل، تقدمت شتاين للحصول على ترشيح الحزب الأخضر بنفسها. ركزت جيل حملتها إلى حد كبير على مكافحة دعم الرئيس جو بايدن لجهود الحرب الإسرائيلية على غزة. وفي أبريل (نيسان) الماضي، ألقي القبض عليها في احتجاج بجامعة واشنطن في سانت لويس وسط سلسلة من المقاطعات على مستوى البلاد تدعو إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وشتاين، طبيبة تبلغ من العمر 74 عاماً، وتعرف بمناهضتها للديمقراطيين وتتهمهم بالحنث بوعودهم فيما يخص قضايا العمال والشباب والمناخ.
كورنيل وست
أعلن ويست عن ترشحه كمستقل لانتخابات الرئاسة الأمريكية في يونيو (حزيران) 2023، بعد تراجعه عن مساعيه لنيل تأييد حزب الخضر. وسعى الباحث التقدمي إلى الحصول على الدعم من الديمقراطيين الذين يعارضون دعم بايدن للحرب الإسرائيلية في غزة. وويست، فيلسوف، وأكاديمي، استطاع تحقيق شعبية كبيرة بين عدد لا بأس به من الأمريكيين، بعد إعلانه تدشين مسعى من طرف ثالث للوصول إلى منصب الرئيس.