مع بداية العام 1945، دخلت الحرب العالمية مراحلها الأخيرة. فبالساحة الأوروبية، تعرضت ألمانيا لنكسات عديدة عقب تحرير فرنسا وتراجعها نحو المواقع الدفاعية تزامنا مع انهيار الجيش السادس الألماني بستالينغراد ونكسة الجيش الألماني بمعركة كورسك وإنزال الحلفاء بإيطاليا. أما على ساحة المحيط الهادئ، خسرت البحرية اليابانية العديد من المواقع التي كانت قد كسبتها مطلع الحرب تزامنا مع تراجع إنتاجها الحربي بسبب النقص الفادح بالموارد. وفي خضم كل هذه الأحداث العالمية، احتضنت العاصمة الأميركية واشنطن حفل تنصيب الرئيس فرانكلين روزفلت الذي كان قد فاز، لأول مرة بتاريخ البلاد، بولاية رئاسية رابعة.
فوز فرانكلين روزفلت بولاية رابعة
عقب فوزه بثلاث ولايات رئاسية متتالية، اتجه الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت للترشح لولاية ثالثة خلال انتخابات العام 1944. وخلال هذا السباق الرئاسي الذي تزامن مع فترة الحرب العالمية الثانية، واجه الديمقراطي فرانكلين روزفلت المرشح الجمهوري توماس ديوي (Thomas E. Dewey).
ثم مع صدور النتائج، كسب فرانكلين روزفلت حوالي 25.6 مليون صوت بالتصويت الشعبي و432 صوتا بالمجمع الانتخابي بينما حصل منافسه توماس ديوي على نحو 22 مليون صوت بالتصويت الشعبي و99 صوتا بالمجمع الانتخابي. وعقب فوزه بالتصويت الشعبي واكتساحه للمجمع الانتخابي، أصبح فرانكلين روزفلت رئيسا للولايات المتحدة الأميركية للمرة الرابعة على التوالي. إلى ذلك، لم يخالف فوز فرانكلين روزفلت بولاية رابعة القانون الأميركي، حيث حصل ذلك قبل صدور التعديل الدستوري الثاني والعشرين عام 1951 الذي حدد عدد ولايات الرئيس بولايتين فقط.
حفل تنصيب بالبيت الأبيض
يوم السبت 20 يناير 1945، احتضنت العاصمة الأميركية واشنطن حفل تنصيب غير مسبوق. فخلافا لما اعتاد عليه الرؤساء السابقون، أقيم حفل تنصيب فرانكلين روزفلت داخل البيت الأبيض بدلا من الكابيتول. وبتلك الفترة، أقيم حفل التنصيب بالبيت الأبيض بسبب الأوضاع الأمنية وتدابير التقشف التي كانت سارية بالبلاد خلال الحرب العالمية الثانية.
بالتزامن مع ذلك، تم إلغاء جميع العروض والاحتفالات الأخرى التي كان من المقرر أن ترافق حفل تنصيب روزفلت. وعلى عكس أول حفل تنصيب لروزفلت سنة 1933 الذي حضره ما يزيد عن 100 ألف شخص، تواجد يوم تنصيب الأخير سنة 1945 بضعة آلاف فقط من الحاضرين كان جلهم من الجنود الجرحى. إلى أن شهد على أداء القسم رئيس المحكمة العليا هارلان ستون (Harlan F. Stone). في الأثناء، كانت الكلمة الافتتاحية التي ألقاها روزفلت، الذي عانى من مشاكل صحية عديدة، واحدة من أقصر الكلمات الافتتاحية بتاريخ البلاد. يذكر أن الولاية الرابعة لروزفلت لم تدم طويلا، فبعد 82 يوما من توليه زمام الأمور لفترة رابعة، توفي الأخير يوم 12 نيسان/أبريل 1945 تاركا زمام الأمور لنائبه هاري ترومان الذي أدى القسم الرئاسي خلال نفس ذلك اليوم.