بهذا العام.. أدى رئيس أميركا اليمين الدستورية مرتين

ما بين عامي 1876 و1877، خيم شبح الحرب الأهلية مجددا على الولايات المتحدة الأميركية بسبب الخلافات بين الجمهوريين، المدعومين بالولايات الشمالية، والديمقراطيين الذين حافظوا على نفوذ كبير بالجنوب على الرغم من إجهاض العبودية عقب الحرب الأهلية ودخول البلاد بمرحلة إعادة الإعمار التي انطوت أساسا على مجموعة من التغييرات السياسية والقانونية بالبلاد. ومنذ بداية تطبيقها عقب الحرب أهلية، أثارت سياسة إعادة الإعمار حالة من الغضب لدى الجمهوريين الذين رفضوا مبدأ المساواة مع ذوي الأصول الإفريقية وتواصل تواجد القوات الفيدرالية بالجنوب.

انتخابات مثيرة للجدل
وخلال العام 1876، كانت الولايات المتحدة الأميركية على موعد مع ما لقب بأبشع انتخابات بتاريخها. فبهذه الانتخابات، واجه المرشح الجمهوري روثرفورد هايس (Rutherford B. Hayes) نظيره الديمقراطي صمويل تيلدن (Samuel J. Tilden). ومع صدور النتائج الأولى للانتخابات، فاز صمويل تيلدن بالتصويت الشعبي وحصل على 184 صوتا بالمجمع الإنتخابي مقابل 165 صوتا لمنافسه الجمهوري روثرفورد هايس. إلى ذلك، لم تحسم النتائج الأولية السباق الرئاسي بعد حيث لم تحتسب أصوات ولايات فلوريدا ولويزيانا وكارولينا الجنوبية واوريغون، المقدر عددها بعشرين صوتا، بعد بسبب ظهور خلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الفائز بهذه الولايات الأربع.

وبتلك الفترة، أعلن الحزب الجمهوري فوزه بأصوات هذه الولايات وانتصار مرشحه روثرفورد هايس. وفي المقابل، رفض الديمقراطيون الأمر مؤكدين على فوز مرشحهم صمويل تيلدن بفلوريدا وكارولينا الجنوبية ولويزيانا وأوريغون. أمام هذا الوضع، شكل الكونغرس لجنة لتحديد الفائز بالولايات المتنازع عليها. وبعد مدة، أكدت اللجنة فوز هايس بهذه الولايات ليصبح بذلك رصيد الأخير 185 صوتا بالمجمع الانتخابي ويفوز برئاسة البلاد. من جهتهم، رفض الديمقراطيون، والجنوبيون، نتائج الانتخابات. وأمام خطر عودة الحرب الأهلية، تم سنة 1877 التوصل لاتفاق اعترف من خلاله تيلدن بهزيمته مقابل إنهاء سياسة إعادة الإعمار.

حفلتا تنصيب
وبهذه الظروف، أقيم خلال شهر آذار/مارس 1877، حفل تنصيب روثرفورد هايس رئيسا للبلاد. وبسبب تصادف يوم 4 آذار/مارس مع يوم الأحد، أقيم لهايس حفلتا تنصيب. فيوم 3 آذار/مارس 1877، أدى هايس اليمين الدستورية بالغرفة الحمراء بالبيت الأبيض.

وفي الأثناء، أقيم هذا الحفل الأول وسط سرية تامة وحراسة أمنية مشددة بسبب مخاوف من إمكانية تمرد أنصار المرشح الديمقراطي الخاسر صمويل تيلدن. ويوم 5 آذار/مارس 1877، أقيم لروثرفورد هايس حفل تنصيب ثان علني حضره عدد كبير من الجماهير بمبنى الكابيتول. وعقب إعادة تأديته لليمين مرة أخرى، قدّم هايس خطابا افتتاحيا تكون من 2486 كلمة ركز خلاله على الوضع بالولايات المتحدة الأميركية والوحدة الوطنية.