عقب وفاة الزعيم الروماني جورجي جورجيو ديج (Gheorghe Gheorghiu-Dej) يوم 19 مارس 1965 بعد معاناة مع سرطان الرئة، تولى الجنرال نيقولاي تشاوتشيسكو (Nicolae Ceaușescu) مهمة قيادة جمهورية رومانيا الاشتراكية التي عرفت بانحيازها للاتحاد السوفيتي. ومع استلامه للسلطة، قدم تشاوتشيسكو بادئ الأمر صورة إيجابية حيث شجب الأخير غزو دول حلف وارسو لتشيكوسلوفاكيا وخفف من سياسة القمع الداخلي، تزامنا مع توجهه للتدين والاقتراض بهدف تحسين ظروف البلاد. ومع تدهور الاقتصاد، عاد تشاوتشيسكو لسياسة القمع والتقشف. وبعد نحو 24 سنة بسدة الحكم، تسببت سياسات تشاوتشيسكو في إزاحته من السلطة خلال ثورة العام 1989.
تشاوتشيسكو خلال أحد مؤتمرات الحزب الشيوعي الروماني
بداية الثورة الرومانية
خلال شهر نوفمبر 1989، انتخب الكونغرس الرابع عشر للحزب الشيوعي الروماني تشاوتشيسكو رئيسا لولاية أخرى مدتها 5 سنوات. وخلال خطاب ألقاه بنفس الفترة، انتقد تشاوتشيسكو الثورات التي أطاحت بالأنظمة الشيوعية بأوروبا الشرقية. بحلول 10 ديسمبر 1989، أطاحت ثورة بحكم غوستاف هوساك (Gustáv Husák) بتشيكوسلوفاكيا. وعلى إثر ذلك، مثّل نظام تشاوتشيسكو آخر نظام شيوعي ضمن حلف وارسو سابقا.
تشاوتشيسكو سنة 1965
في حدود منتصف شهر ديسمبر 1989، شهدت منطقة تيميسوارا (Timișoara) الرومانية احتجاجات عقب توجه المسؤولين الحكوميين لاعتقال المعارض لاسلو توكيس (László Tőkés). إلى ذلك، كلّف تشاوتشيسكو زوجته ومساعديه بمهمة سحق التحركات الاحتجاجية بتيميسوارا قبل أن يتجه في زيارة رسمية لإيران.
مع عودته من إيران، شاهد تشاوتشيسكو حالة الغضب التي عاشت على وقعها البلاد حيث ساء الوضع بشكل سريع بساعات قليلة. وأملًا في استعادة السيطرة على البلاد، حاول تشاوتشيسكو، بشكل عفوي، مخاطبة الشعب عبر خطاب يلقيه أمام الجماهير ويتم بثه على المباشر. يوم 21 ديسمبر 1989، ألقى تشاوتشيسكو كلمته التي افتتحها بتعديد إنجازاته. وبشكل غير متوقع، باشر عدد كبير من الحاضرين بالهتاف ضد تشاوتشيسكو وقاطعوه بأكثر من مناسبة.
إعدام تشاوتشيسكو
وبتلك الفترة، اتهم تشاوتشيسكو بقمع الاحتجاجات بتيميسوارا اعتمادًا على العنف ومتسببًا بذلك في سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى. ومع انتشار أخبار ما حصل بتيميسوارا، اجتاحت الاحتجاجات أغلب المدن الرومانية وبلغت العاصمة بوخارست.
صورة لمحتجين رومانيين سنة 1989
مع تفاقم الوضع بالعاصمة، حاول نيقولا تشاوتشيسكو، رفقة زوجته وعدد من وزرائه، الفرار على متن مروحية باتجاه الفاتيكان مرورا بالنمسا. وبالقرب من منطقة تارغوفيشت (Târgoviște) بجنوب وسط رومانيا، اضطر تشاوتشيسكو للتخلي عن المروحية والنزول بسبب أوامر الجيش التي منعت تحليق الطائرات بالمجال الجوي الروماني.
وعلى إثر ذلك، اعتقل نيقولا تشاوتشيسكو وزوجته من قبل رجال الأمن الذين سلموهم بدورهم للجيش الروماني. وبشكل مستعجل يوم 25 ديسمبر 1989، مثل نيقولا تشاوتشيسكو وزوجته إلينا أمام القضاء الروماني الذي وجه لهم، ضمن محاكمة صورية، تهما بنهب المال العام والإبادة الجماعية. وطيلة المحاكمة، التي استمرت لفترة وجيزة، رفض نيقولا تشاوتشيسكو الاعتراف بالمحكمة واصفا نفسه بالرئيس الشرعي للبلاد.
الإعدام الوحشي للدكتاتور الروماني تشاوتشيسكو
لاحقا، أصدرت المحكمة حكما بالإعدام رميا بالرصاص على نيقولا تشاوتشيسكو وزوجته. وفي الأثناء، طلب من أحد الحراس الإشراف على تنفيذ حكم الإعدام على عين المكان. إلى ذلك، طالب نيقولا وزوجته بأن يتم إعدامهما رميا بالرصاص معا. يوم 25 ديسمبر/كانون الأول 1989، اقتيد نيقولا تشاوتشيسكو وزوجته خارج القاعة حيث تم تقييدهما وإعدامهما رميا بالرصاص.