منذ مطلع القرن التاسع عشر، تزايدت حدة التوتر بين الأميركيين والبريطانيين حول مسألة التوسع شمال القارة الأميركية ومساندة بريطانيا لتجمعات السكان الأصليين التي حملت السلاح ضد الولايات المتحدة. من جهة ثانية، لم تتردد بريطانيا في فرض حصار بحري على فرنسا، خلال فترة نابليون بونابرت، واتجهت لاحقاً لخطف السفن الأميركية التي تاجرت مع المستعمرات الفرنسية بالكاريبي. بحلول العام 1812، استغلت الولايات المتحدة انشغال بريطانيا في الحروب النابليونية لتعلن الحرب عليها. وبهذه الحرب، تحدث الأميركيون عن سعيهم لوقف التجاوزات البريطانية ورغبتهم في طرد البريطانيين من شمال القارة الأميركية وغزو الأراضي الكندية.
مهمة حماية ميشيغان
وأملاً في إنهاء الحرب لصالحها، اتجهت أميركا للاعتماد على عدد من قدامى حرب الاستقلال لاستغلال خبرتهم ضد البريطانيين. وانطلاقاً من ذلك، أوكل لعدد من هؤلاء الأشخاص، المصنفين كأبطال وطنيين، مهمة قيادة الجيش الأميركي. في الأثناء، تواجد الجنرال وليام هول (William Hull) ضمن أولئك الذين كلفوا بمهمة قيادة الجيش الأميركي. فخلال فترة حرب الاستقلال، برز كواحد من أفضل العسكريين. وبداية من عام 1805، عيّن هول، من طرف الرئيس توماس جيفرسون، حاكماً على أراضي ميشيغان. وأثناء فترة توليه لهذا المنصب، ناقش هول معاهدة ديترويت (Detroit) التي أبرمت بنجاح مع عدد من قبائل السكان الأصليين عام 1807 وحصلت على إثرها الولايات المتحدة على قسم كبير من الأراضي الواقعة جنوب شرقي ميشيغان وشمال غربي أوهايو. ومع اندلاع حرب سنة 1812، كلف العميد وليام هول بحماية ميشيغان من غزو بريطاني محتمل قادم من المناطق المعروفة حينها بكندا العليا. في الأثناء، مثّل هول البالغ 60 سنة حينها رجلاً بطيئاً ومتردداً في اتخاذ القرارات، وهو ما كان له تأثير سلبي على مجريات الحرب في تلك المنطقة.
بهذه الحرب، اضطر هول لمواجهة الجنرال البريطاني إسحاق بروك (Isaac Brock) الذي كان مدعوماً من قبل عدد من قبائل السكان الأصليين. وقد جاء تحالف البريطانيين مع السكان الأصليين ليشكل عقبة إضافية غير متوقعة بالنسبة للأميركيين. مستغلين تردد وليام هول، سيطر البريطانيون على العديد من الأراضي. وأمام تقدم البريطانيين وحلفائهم من السكان الأصليين، أمر هول بإخلاء حصن ديربورن (Dearborn). وبسبب بطء حركتهم أثناء الانسحاب، تعرض الجنود الأميركيون للإبادة من قبل السكان الأصليين الذين أغاروا عليهم.
حكم بالإعدام
ليلة الخامس عشر من أغسطس 1812، وضع بروك ناظره على حصن ديترويت. ومن الجانب الكندي من الأراضي، أطلق جنوده عدداً من القذائف نحو الحصن بينما تكفل السكان الأصليون بمهمة تطويقه. وظناً منه أن المعركة محسومة مسبقاً لصالح البريطانيين، فضّل هول الاستسلام، رفقة رجاله المقدر عددهم بنحو ألفي جندي، دون إطلاق رصاصة واحدة. إلى ذلك، كانت تقديرات هول خاطئة حيث تمتعت قواته بالتفوق العددي واستسلمت لقوات كانت أقل منها بكثير. استسلام هول ترك فراغاً كبيراً في المنطقة. وبسبب ذلك، وقعت معظم أرجاء ميشيغان بيد البريطانيين خلال الأسابيع التالية.
ظل هول بقبضة البريطانيين لحين نهاية الحرب الأميركية البريطانية. ومع إعادته للجانب الأميركي، نقل للسجن ليمثل أمام محكمة عسكرية بتهمة الجبن والاستسلام دون مقاومة. إلى ذلك، أدين بنحو 11 تهمة وصدر في حقه حكم بالإعدام رمياً بالرصاص ليصبح بذلك أول جنرال أميركي، والجنرال الوحيد، يصدر بحقه مثل هذا الحكم بتاريخ الولايات المتحدة. غير أن هذا الحكم لم ينفذ أبداً حيث نجا هول بصعوبة عقب حصوله على عفو من الرئيس جيمس ماديسون.