خلال الثمانينيات، واجه الاتحاد السوفيتي العديد من المصاعب التي مهدت لسقوطه. فاقتصاديا، عانى من اقتصاد شبه مركزي حددت الدولة من خلاله كمية الأشياء التي يجب إنتاجها وبسبب ذلك، كان العرض أقل من الطلب والمال بلا قيمة. من جهة ثانية، مثل الاتحاد السوفيتي دولة متعددة العرقيات، وريثة روسيا القيصرية، ومهددة بشكل دائم بالتفكك بسبب مشكلة القوميات. كذلك مثل اعتماد غورباتشوف لنظام الغلاسنوست، الذي منح مزيدا من الحرية للمواطنين، تحولا مهما مهد لفقدان السلطة المركزية لهيمنتها على مختلف أرجاء البلاد. في موازاة ذلك، جاء سقوط جدار برلين وانهيار الأنظمة الشيوعية، التي دعمتها موسكو سابقا، بدول أوروبا الشرقية ليبرز للعالم، والمواطنين السوفييت، تراجع المكانة الدولية للاتحاد السوفيتي وعدم قدرته على التحرك للحفاظ على معسكره السابق.
معاهدة بيلوفيزا
في بداتشا (Datcha) التابعة للدولة بالقرب من فيسكولي (Viskuli) ببيلوفيجسكايا بوشا (Belovezhskaya Pushcha) ببيلاروسيا يوم 8 كانون الأول/ديسمبر 1991، وقع قادة ثلاث دول، من الدول الأربع الموقعة على اتفاقية نشأة الاتحاد السوفيتي عام 1922، على معاهدة أعلنت عن نهاية وجود الاتحاد السوفيتي فعليا. وبدلا منه، تحدث الموقعون عن إنشاء ما عرف حينها برابطة الدول المستقلة. إلى ذلك، وقع خلال هذا اليوم ممثلو كل من روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا على هذه المعاهدة التي عرفت بمعاهدة بيلوفيزا (Belovezha). في الأثناء، كانت بيلاروسيا ممثلة برئيس البرلمان ورئيس الوزراء فياتشيسلاف كيبيش (Vyacheslav Kebich) بينما مثل الرئيس الروسي بوريس يلتسن بلاده وكان الجانب الأوكراني ممثلا بالرئيس ليونيد كرافشوك (Leonid Kravchuk).
بروتوكولات ألما آتا
وبحلول يوم 21 كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه، تم توسيع معاهدة بيلوفيزا لتشمل عددا من الدول الأخرى. فبألما آتا (Alma-Ata) بكازاخستان، اجتمع ممثلو الدول الموقعة على معاهدة بيلوفيزا رفقة عدد من ممثلي الدول السابقة المكونة للاتحاد السوفيتي لإبرام هذه المعاهدة الجديدة. وبهذا الاجتماع، تواجد ممثلون عن روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وأرمينيا وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان ومولدوفا وطاجكستان وتركمانستان وأوزباكستان. في المقابل، لم يتواجد بهذا الاجتماع ممثلون عن جورجيا كما غابت عنه كل من ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا التي تحدثت عن ضم دول البلطيق بالقوة، وبشكل غير قانوني، من قبل جوزيف ستالين للاتحاد السوفيتي.
جاء ما لقب ببروتوكولات ألما آتا الموقعة يوم 21 كانون الأول/ديسمبر 1991 لتؤكد نهاية وجود الاتحاد السوفيتي وظهور رابطة الدول المستقلة. وفي الأثناء، كان الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف (Mikhail Gorbachev) قد أعلن في وقت سابق استعداده للتنازل عن السلطة في حال تأكده من نشأة اتحاد الدول المستقلة.
يوم 25 كانون الأول/ديسمبر 1991، وفى غورباتشوف بوعده واستقال من رئاسة الاتحاد السوفيتي. وباليوم التالي، صوت مجلس السوفييت الأعلى على قرار زوال الاتحاد السوفيتي.
ن