لا تقتصر عقوبات مخالفي قوانين المرور في بوركينافاسو على الغرامات المالية والعقوبات السالبة للحرية وسحب الرخص، بل إن هناك عقوبات بديلة أحدثتها الحكومة في محاولة لتعزيز السلامة الطرقية والحد من الحوادث والمخالفات المرورية، من خلال أداء خدمات اجتماعية خاصة تنظيف الشوارع وشق الطرق.
وقد بدأت الشرطة فعليا في تطبيق هذه المخالفات على مجموعة من مخالفين قانون المرور خاصة مستخدمي الهاتف المحمول أثناء القيادة، وجمعت عناصر الشرطة مجموعة من مخالفي قانون المرور وبينهم نساء وأمدتهم بالأدوات والآليات المستعملة في الحفر والتنظيف، وأمرتهم بتنظيف الطريق الممتد على طول الجانب الغربي من المركز الطبي لمدينة كونغوسي.
وتحت إشراف سلطات إنفاذ القانون، وباستخدام المجارف والمعاول والسترات والقفازات، تمت المهمة بنجاح وساهم المخالفون في تنظيف الشارع وتعزيز الصحة العامة حول المشفى، وقالت الشرطة في بيان لها إن "هذا الإجراء سيستمر طالما استمر السلوك غير المتحضر لبعض السائقين على الطريق"، وأوضحت أن "الأمر لا يتعلق بالعقاب لمجرد العقاب، بل بالتثقيف والحماية بهدف القضاء على المخالفات المرورية في إطار حملة لجعل المستخدمين أكثر مسؤولية، في مواجهة تزايد عدم الالتزام بقانون السير، وخاصة استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، وعدم الالتزام بإشارات وعلامات المرور".
وقال كيتو يايا سولاما رئيس مفتشي الشرطة بالمدينة "هذه الطريقة مفيدة فهي تعتمد على نهج تعليمي وتصحيحي، وليس عقابيًا فحسب"، وأضاف "الفكرة هي أن نفهم الناس أن احترام القانون هو عمل مدني يساهم في سلامة الجميع، فعدم التحضر على الطرق أصبح مصدر قلق في المدينة".
في المقابل أعرب بعض المخالفين المعاقبين بتنظيف الشارع عن امتعاضهم من هذه العقوبة بسبب عملهم في الشمس الحارقة لساعات دون أية مساعدة، فيما أكدت لجنة التنسيق المحلية لمراقبة المعاقبين أنها قامت بتزويدهم بالآلات والمياه وبعض الأطعمة خلال فترة تنفيذهم للعقوبة.
ويأمل المتحمسون لهذه التجربة أن تساهم في تغيير سلوك مستعملي الطريق من خلال احترام قوانين السير ونظافة الشوارع بعدم إلقاء القمامة من السيارات والمركبات، كما يأملون أن تقتصر بعض المخلفات المرورية على عقوبة تنظيف الشارع دون أن يضطر بعض المخالفين لدفع المزيد من الغرامات المالية.