



في الحياة العادية نظن أحياناً أننا نختار قبعاتنا، ولكن الأمر مختلف لأن القبعة تختار صاحبها، ولكل عقد من الزمن قبعته.، فكيف إذاً تطورت القبعة عبر الزمن؟ وما أشهر القبعات التي دخلت التاريخ؟ استفهامات كثيرة سنحاول الغوص فيها.
صخب العشرينيات
راجت الإكسسوارات بقوة في تلك الفترة، وبما فيها القبعات، ومن أكثر التصاميم شعبية كانت قبعة الجرس "كلوش" Cloche Hat، وهي تتناغم مع تسريحة الشعر القصير بوب Bob Haircut وتكون ملتصقة بالشعر ومزخرفة بالورود أو بالتطريز من الأمام. وساد التوربان الذي غلف الشعر في الفساتين الرسمية، وصُنع من الساتان أو المخمل من وحي تيار الآرت ديكو الذي كان مسيطراً في تلك الفترة.

مصمم القبعات Philip Treacy في لندن، عام 1990
مع حلول منتصف القرن، وبعد الحرب العالمية الثانية، باتت الموضة مينيمالية.واستبدلت النساء القبعات الكبيرة بالقبعات العسكرية الطراز، ودرج ما سمّي بـ Tam hat وهي نوع مسطّح من قبعات البيريه الفرنسية الطراز المزخرفة بمشابك مجوهرة.
تراجيديا الستينيات
مع تقدم القرن خفّ وهج القبعات، لتتألق بعدها مع تبوّؤ جون كينيدي مهامه كرئيس للولايات المتحدة من 1960 إلى 1963، إذ كانت السيدة الأولى جاكلين كينيدي تعتمد الظهور بقبعات مسطّحة من دون حواف. ومع شِباك على العيون أحياناً. أطلق على هذه القبعة تسمية Pillbox Hat وكانت جاكلين كينيدي تعتمر واحدة منها بلون زهري يوم اغتيال زوجها، من تصميم هالستون Halston.

امرأة ألمانية تجرّب قبعة جديدة في عام 1941
تطور القبعات عبر الزمن
اختلف المؤرخون في مجال الموضة حول تاريخ القبعة، إذ قيل في البدء إنّ غطاء الرأس تطوّر على شكل قبعة، فهذا الإكسسوار الذي ارتبط بدلالات دينية في حقبات معينة، كان مخصصاً بصيغته المينيمالية ليقي الطبقة العاملة من أشعة الشمس، قبل أن يدل لاحقاً على أصحاب الثروات والمنزلة الرفيعة. منذ عصر الفراعنة ومروراً بعصر النهضة، تغيرت الكثير من الأمور، وتحولت القبعة إلى إكسسوار سحري يحتفظ بقدرة عجيبة على إحياء المظهر الممل، وإخراجه من رتابته. تعود نشأة القبعة إلى 3200 ق. م.

قبعة من المخمل الحريري الأحمر من تصميم Christian Dior، نحو عام 1948
مع كليوباترا في مدينة طيبة المصرية، حيث كانت ترتدي نوعاً من القبعات المجوهرة والمرصّعة بالأحجار الكريمة. وتطوّرت لتزدهر في عصر النهضة مع الغزوات بحثاً عن ثروات القارات المجهولة، فباتت القبعة دليلاً على أرستقراطية صاحبها، وغدت إكسسواراً أساسياً في عالم الموضة النسائية. وفي العصور الوسطى، حافظت القبعة على مكانتها، وتطورت زخرفتها لتشمل طبقة النبلاء والملوك والأثرياء. واعتمد مصمّمو القبعات في بريطانيا على تنفيذ قبعاتهم باللونين الأصفر (رمز الإيمان) والأخضر (رمز الحكمة) للشابات اللواتي لا يتجاوزن الخامسة والعشرين من العمر.

الممثلة Audrey Hepburn في صورة دعائية لفيلم Funny Face، وهي ترتدي قبّعة مزينة بعقدتي فراشة من الساتان، في عام 1957
في خزانة ماري أنطوانيت
هي من أكثر الملكات إثارة للجدل في مجال الأناقة، فنظرة واحدة إلى خزانتها تكفي، لأنها كانت تحتوي على كمية كبيرة من الشعر المستعار والقبعات الكبيرة المزدانة بالريش أو المرصعة بالأحجار الكريمة. لقد طبعت الملكة نهاية القرن الثامن عشر بإطلالاتها التي كانت عبارة عن شينيون عالي الشعر، وقد ثبتت فوقه القبعة الكبيرة والمزخرفة.

قبعة من المخمل الحريري البنفسجي من تصميم Christian Dior، نحو عام 1955
وندين للملكة بالفضل في ابتكار إكسسوارات الشعر التي تشبه القبعة والمسمّاة Fascinator، وهي الإكسسوارات التي تشبه القبعة وتثبت على الشعر ويتدلّى منها الشِباك على الجبين، وهو الإكسسوار المعتمد اليوم من قبل العائلة الملكية البريطانية، وخاصة أميرة ويلز كيت ميدلتون. لقد جسدت القبعة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مكانة المرء في المجتمع، فالخدم والنساء العاملات كانوا يضعون على رؤوسهم ما يسمّى بـ Mob cap وهي على شكل قلنسوة بيضاء تغطي الشعر خلال العمل، وهي خالية من الزخرفة منفذة من القطن.

زيّ وقبعة من تصميم Elsa Schiaparelli من عام 1937
تعاون إيلي صعب مع صانع القبعات الإيطالي بورسالينو
كان بارزاً في مجموعات الأزياء الجاهزة لخريف وشتاء 2023-2024 تعاون إيلي صعب Elie Saab مع صانع القبعات الإيطالي بورسالينو Borsalino. وأثمر هذا التعاون عن تصميم إيلي صعب لمجموعة مصغّرة Capsule لعلامة بورسالينو، جاءت فيها القبعات ذات الشكل الأيقوني والمصنوعة من اللبّاد، محمّلة بنفحة أنثوية وعصرية، على طريقة صعب المعهودة. وبورسالينو هي أقدم مؤسسة إيطالية في صناعة القبعات، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1857، تحت اسم جيوسيبي بورسالينو وإخوته.

من مجموعة Dior Couture SS 1998
أشهر صانعي القبعات المعاصرين
كان بارزاً في مجموعات الأزياء الجاهزة لخريف وشتاء 2023-2024 تعاون إيلي صعب Elie Saab مع صانع القبعات الإيطالي بورسالينو Borsalino. وأثمر هذا التعاون عن تصميم إيلي صعب لمجموعة مصغّرة Capsule لعلامة بورسالينو، جاءت فيها القبعات ذات الشكل الأيقوني والمصنوعة من اللبّاد، محمّلة بنفحة أنثوية وعصرية، على طريقة صعب المعهودة. وبورسالينو هي أقدم مؤسسة إيطالية في صناعة القبعات، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1857، تحت اسم جيوسيبي بورسالينو وإخوته.

الليدي غاغا Lady Gaga ترتدي قبعة Joanne لدى إطلاقها ألبوم الأغاني بالاسم نفسه في طوكيو، عام 2016
القبعة عمل أيقوني قبل أن تكون حرفة متوارثة ومجرد إكسسوار جمالي في عالم الموضة، لذا يشكل موسم الصيف بالنسبة لمصمم القبعات أدريان فيليب هوارد Adrian Phillip Howard فصلاً مزدحماً كغيره من صانعي القبعات، المنهمكين في تلبية الطلبات لسباق "رويال أسكوت" Royal Ascot وحفلات الزفاف البريطانية.

جانب من معرض عن Sofia Loren في النصب التذكاري Vittoriano في روما، تظهر فيه قبعاتها الأشهر، في عام 2006
يعمل هوارد في متجر Fortnum & Mason، ويتخذ من الطابق الثاني له مشغلاً، فزبائنه من العائلة الملكية، وقد بدأ بتصميم الحقائب كنوع من الهواية، ولكن القبعات التي يصممها لحفلات السباق تعتبر الأكثر بذخاً، "فعندما تأتي السيدة وقد اختارت الفستان الملون للحفل وتريد إضافة ألوان إلى القبعة، يبدأ التحدّي" كما يقول المصمم. هذا التحدي يجعل المصمم محبوباً من النساء، فالأزواج كما يقول، يتذمرون من حجم القبعات التي تحتلّ المكان، سواء في الحفل وفي منازلهم أيضاً.

بورتريه للملكة ماري أنطوانيت معروض في قصر فيرساي
يمضي هوارد غالبية وقته في مشغل في حديقته في إيست ساسيكس جنوبي بريطانيا، ولكنه يسافر إلى لندن مرتين في الأسبوع لأخذ القياسات في المتجر المعروف منذ العام 2009. يعتبر أول مصمم قبعات في منطقته منذ العام 1958 لذا يرى نفسه محظوظاً كما يقول، إذ تقصد هاورد زبونات من مختلف الفئات العمرية، وخاصة العرائس، فالقبعة شرط أساسي للزواج.

يستوحي هاورد من حقبة هوليوود الكلاسيكية للنجمات مثل أودري هيبورن، وتستغرق صناعة القبعات من يوم إلى أسبوعين. لا تعتبر أسعارها منخفضة، فيبدأ سعر القبعة من 430 دولاراً، ليتخطى المليون إذا كانت مرصعة بالجواهر. تشعر بعض النساء أن القبعة لا تليق بها وهذا خطأ كبير، لأنهن لم يلتقين بعد بالتصميم المناسب لهن على حد تعبيره.

صانعة القبعات Molly Yestadt، في أسبوع نيويورك، عام 2016
قبعات استثنائية
- قبعة للمصمم لويس مارييت - $ 2.7 Million: ثمة قبعات تساوي عشرة دولارات، مقابل قبعات تساوي الملايين، فقبعة Chapeau D’amour التي صمّمها لويس مارييت Louis Mariette بطلب من متجر هارودز Harrod’s البريطاني كلفت 2.7 مليون دولار أميركي، ونفذت من البلاتينوم المرصّع بالألماس، تم عرضها في صالة كريستيز Christie’s.

صانعة القبعات سيرينا ليندمان Serena Lindeman تضع القبعة على رأس الأميرة البالينيزية Lindy Klim، في ملبورن عام 2006
- قبعة للمصممة سيرينا ليندمان - $ 750.000: في أكتوبر 2006 صممت Serena Lindeman في ملبورن أستراليا قبعة بـ 750.000 دولار أميركي للأميرة البالينيزية والعارضة ليندي كليم Lindy Klim تم ترصيعها بأحجار ماسية زنتها 130قيراطاً، وأضيف إليها 70 قيراطاً من الأحجار الكريمة الملونة ولؤلؤ بحر الجنوب.

ملحق القبعات
لا تفوتي عليك فرصة التألق بأجمل القبعات هذا الموسم، لأنها من الصيحات الأساسية في عالم الموضة وفرضت نفسها بشكل كبير في عروض الأزياء العالمية. تمّ التنويع في الصيحات والأفكار والأشكال، بما يتيح لك اختيار أفضل التصاميم التي تعبر عن ذوقك وشخصيتك الفريدة.
