إذا كان طبق الحساء الساخن يُشعرك بأقصى درجات الراحة، فأنت لست وحدك. قالت جانيت كلاركسون، مؤلفة كتاب "الحساء: تاريخ عالمي" إن "الحساء يعتبر أحد أقدم الأطعمة وأكثرها انتشارًا في العالم". وأضافت: "كلّ ثقافة تمتاز بنوع حساء مختلف وجذور قديمة جدًا". وأشارت في كتابها إلى أنّ البشر الأوائل قاموا بغلي كل شيء بدءًا من أصداف السلاحف، حتى قطع الخيزران، وقاموا بتصنيع أواني الحساء المعدنية بدءًا من العصر البرونزي.
وفيما غاصت كلاركسون في قرون من علم أصول الكلمات لتتبّع تاريخ الحساء والمرق، فقد استقرت على مقاربة واسعة النطاق. وكتبت: "فقط ضع بعض المكونات المطبوخة في الماء، حتى يصبح الماء المنكه جزءًا مهمًا من الطبق". ويترك هذا التعريف مجالًا واسع لتنوّع أصناف المأكولات في العالم. وهذه هي ترشيحات لأفضل 10 من أنواع الحساء حول العالم:
1. حساء "phở bò"، فيتنام:
يتم طهي المرق على نار هادئة لساعات، مع إضافة القرفة، واليانسون، والتوابل الدافئة الأخرى، لخلق قاعدة عطرية رائعة لحساء معكرونة الأرز هذا. وكتب أندريا نجوين، مؤلف كتاب "طبخ فو" أن حساء "Pho" من بين أكثر صادرات فيتنام شهرة في مجال الطهي، لكنّه لا يزال طعام جديد نسبيًا.
2. حساء "Borscht"، أوكرانيا:
يتألف هذا الحساء المحبوب، في أوكرانيا وجميع أنحاء أوروبا الشرقية، من قطع من الشمندر الطرّي، في مرق أحمر لامع. وغالبًا ما تُضاف إليه كمية كبيرة من القشدة الحامضة. ولا يُعدّ "Borscht" مجرّد حساء تقليدي، حيث يحصل على نكهته المنعشة من "الكفاس"، وهو عصير شمندر مُخمّر باللبن.
3. حساء "Bouillabaisse"، فرنسا:
يُعدّ هذا الحساء من بين الأطباق التي يشتهر بها الصيادون. ويجمع نكهات البحر الأبيض المتوسط الكلاسيكية في طبق يُشكّل جزءًا من هوية مدينة مرسيليا الساحلية. وقوامه مزيج من الزعفران، وزيت الزيتون، والشمر، والثوم، والبندورة مع الأسماك الطازجة من البحر.
4. حساء "Chupe de camarones"، بيرو:
يعتبر حساء الروبيان الكريمي من بين الأطباق المميزة لمدينة أريكويبا التاريخية المحاطة بالبراكين الشاهقة. ويمتاز بنكهة فريدة، خاصة عند إضافة "Aji Amarillo"، وهو فلفل حار يوازن بين مكوّنات الحساء الغنية والكريمية. وربما يُفسّر ذلك سمعة الحساء باعتباره منشطًا قويًا.
5. حساء "Gazpacho"، إسبانيا:
يُعدّ فصل الصيف حارًّا للغاية في الأندلس، ما يجعل حساء الخُضار المُبرّد مثاليًا للترويح عن النفس. وتتألف النسخة الأكثر كلاسيكية اليوم من الطماطم، والخيار، والثوم، وزيت الزيتون، مع إضافة حفنة من فتات الخبز.
6. حساء "Gumbo"، أمريكا:
تمتزج الثقافات والنكهات في هذا الحساء الشهي، الذي يتأثر بمأكولات غرب إفريقيا وشعب تشوكتاو الأصلي والمطبخ الفرنسي. وتُعدّ الإصدارات المصنوعة من المأكولات البحرية، والدجاج، والنقانق من بين أكثر الأطباق شعبية اليوم، ولكن هناك طرق لا حصر لها لتحضير هذا الطبق الجنوبي المميز.
7. حساء "حريرة"، المغرب:
عندما تغرب الشمس خلال شهر رمضان، يكسر العديد من المغاربة صيامهم بتناول وعاء ساخن من يخنة الحمص المريحة. وتضفي القرفة، والزنجبيل، والكركم، والفلفل، نكهة دافئة على مرق البندورة اللذيذ. ومن الجدير بالذكر أن هذا الطبق يتمتع أيضًا بشهرة واسعة في الجزائر.
8. حساء "Lanzhou"، الصين:
تُعدّ عملية تحضير معكرونة "لميان" فنًّا بحدّ ذاته، حيث يستخدم الحرفيون دقيقًا مطحونًا ناعمًا وعالي الغلوتين ومسحوقًا قلويًا لخلط عجينة مرنة، ثم لفّها وتمديدها وتقسيمها إلى خيوط. ويُضاف إليها أخيرًا مرق اللحم، وشرائح من الفجل، وزيت الفلفل الحار، وبعض الأعشاب الطازجة.
9. حساء "Mohinga"، ميانمار:
يُشكّل جزءًا أساسيًا من وجبة الفطور في غالبية أنحاء ميانمار، حيث يوزع الباعة أطباقًا ساخنة من الحساء على الأرصفة وفي محلات الشاي. ويتفرّد قوامه بشكل خاص بالمرق العطري الذي يغلي مع الأعشاب، ويٌكثَّف بمسحوق الأرز المحمص.
10. حساء "Tom yum goong"، تايلاند:
يُعد مرق هذا الحساء الحلو، والحامض، والحار، والمالح، مثاليًا للروبيان الحلو الطري. وتشمل مُكوّناته كلًا من الخولنجان، وعشبة الليمون، وأوراق الليمون، بينما يمنحه الفلفل الأحمر مذاقًا حارًّا إضافيًا.