



منحت إدارة الأغذية والدواء الأميركية (FDA) موافقة مستعجلة على استخدام عقار "ريمديسيفير"، في علاج المصابين بمرض فيروس كورونا المستجد الذي يتفشى في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم. وريمديسيفير هو مضاد للفيروسات أنتج في البداية للعلاج من فيروس إيبولا الذي ظهر في أفريقيا وأظهر نتائج جيدة، لكن بعض الدول المصابة به فضلت استخدام أدوية أخرى.
وقالت الشركة المنتجة له "غيلياد ساينسز" على موقعها إنه أظهر تأثيرا في المختبر وفي أجسام نماذج حيوانية حية على "ميرس" و"سارس" وكلاهما من عائلة كورونا، وبنيتهما تشبه بنية الفيروس الجديد، ما يشير إلى أنه يمكن أن يؤثر على الفيروس المستجد أيضا.

ويعمل العقار على منع الفيروس من التكاثر في الجسم من خلال تثبيط عمل إنزيم معين يحتاج إليه الفيروس للتكاثر. ويؤخذ العلاج بحقنة في الوريد، والمدة المثلى للعلاج لا تزال قيد الدراسة في التجارب السريرية الجارية، وهناك مقترح بدورتين علاجيتين، الأولى مدتها 5 أيام والثانية 10 أيام، والأخيرة للحالات التي تحتاج إلى أجهزة دعم التنفس.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن الرئيس التنفيذي للشركة المنتجة له "غيلياد ساينسز" وصف القرار بأنه "خطوة مهمة" وتعهد بالتبرع بنحو مليون جرعة. ويعد "ريمديسيفير" أول عقار يظهر نتائج إيجابية من شأنها مساعدة المصابين بفيروس كورنا المستجد.

وأعلنت الشركة أن عقارها أظهر نتائج "إيجابية" على مصابين بكورونا الأربعاء الماضي في إطار تجربة سريرية واسعة، تمت بالمشاركة مع معاهد صحة أميركية. وبينت أن العقار يستخدم في الحالات المتقدمة عندما يصل المريض لمرحلة الالتهاب الرئوي الحاد وانخفاض مستويات الأوكسجين التي تتطلب تدخلا طبيا، ووضع مقياس من سبع نقاط يظهر ما إذا كان هناك تحسن أم لا.
وأظهرت التجارب التي أجريت حتى الآن أن المصابين بـ كوفيد - 19 تعافوا من الالتهاب الرئوي ولم يعودوا بحاجة إلى دعم الأوكسجين، وخرج بعضهم من المستشفى في غضون اليوم الرابع عشر. أما الآثار الجانبية لرمديسيفير، فتشمل الإسهال والطفح الجلدي واختلالا في وظائف الكلى وانخفاض ضغط الدم.

وذكر الرئيس التنفيذي للشركة دانيال أوداي أنها ستعمل على ضمان أن يكون متاحا حول العالم، لافتة إلى إنها ستعمل مع شركاء دوليين لتوسيع نطاق إنتاجه. وأعرب خبير الأمراض المعدي، أنتوني فاوتشي الذي يترأس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية عن تفاؤله من أن العقار قد يحدث فرقا في تسريع شفاء بعض المرضى.
وأوضح: "المعطيات تظهر أن دواء رمديسيفير ترك أثرا واضحا، مهما وإيجابيا في تقليص فترة شفاء" مرضى فيروس كورونا المستجد. وأضاف أن هذا الأمر يثبت "أن الدواء يمكن أن يتصدى للفيروس". وأجريت دراسة سريرية على هذا العقار بالتعاون بين معاهد الصحة الاميركية ومختبر غيلياد الأميركي. فيما قالت دراسة أجريت في الصين أن العقار لم يعط فوائد مهمة في علاج مرضى كوفيد-19.

فقد أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الجمعة، إن إدارة الدواء والغذاء الأميركية أجازت لشركة "غيلياد ساينسيز" أن تستخدم بشكل طارئ علاجها التجريبي المضاد للفيروسات "ريمديسيفير" لعلاج المصابين بمرض "كوفيد-19". ووصف الرئيس التنفيذي للشركة، دانيال أودي، الإجراء، خلال اجتماع مع دونالد ترامب في البيت الأبيض، بأنه خطوة أولى مهمة، وقال إن الشركة تبرعت بمليون ونصف المليون جرعة من العقار لمساعدة المرضى. وقالت "غيلياد ساينسيز"، الأربعاء الماضي، إن العقار ساعد في تحسين النتائج لمرضى مصابين بمرض كوفيد-19، وقدموا بيانات تشير إلى أنه يعمل بشكل أفضل عند إعطائه في وقت سابق أثناء الإصابة.
ودافعت الشركة الأميركية عن احتمالات إعادة تصميم الدواء للمساعدة في محاربة الفيروس ضد المؤشرات التي تقول بأنه لا يقدم فائدة كبيرة، خصوصا إثر تسريب مسودة ملخص دراسة، نشرت عن غير قصد من قبل منظمة الصحة العالمية، الأسبوع الماضي، أن ريدميسيفير فشل في تحسين حالة المرضى أو الحد من وجود العامل الممرض في مجرى الدم. وأوضحت الشركة المصنعة للعقار أن النتائج لم تكن حاسمة لأن الدراسة أنهيت مبكرا. وكانت تمت تجربة ريمديسيفير، الذي فشل سابقا كعلاج للإيبولا، ضد فيروس كورونا الجديد لأنه مصمم لتعطيل آلية عمل بعض الفيروسات، بما في ذلك فيروس كورونا.

هل من أمل؟
حصل عقار ريمديسيفير على الترخيص المطلوب لبدء استخدامه على المصابين بـفيروس كورونا الجديد "في الحالات الطارئة"، ومع ذلك فقد شكك المعهد الوطني الأميركي للأمراض المعدية بالعقار، وقال إن "النتائج إيجابية، لكنها متواضعة"، كما شكك البعض في فعاليته على اعتبار أن التجارب التي أجريت على العقار لم تتعدى الألف شخص بكثير مما يجعلها دراسة متواضعة جدا.
وتحيط بالعقار أيضا شكوك سابقة، فقد فشل ريمديسيفير في اختبارات علاجات إيبولا، حيث لم يتمكن من تعزيز معدلات البقاء على قيد الحياة للمصابين بهذا الفيروس، مثل أدوية أخرى. ومع ذلك يصر المشرفون على العقار أن المصابين الذين حقنوا بريمديسيفير تعافوا أسرع بنسبة 13 في المئة مقارنة بالمرضى الآخرين.

وأثارت الصين شكوكا حول العقار، وقالت إن ريمديسيفير غير فعال على الإطلاق مع فيروس كورونا الجديد، وأن نتائج تجاربه أثبتت فشله. وكانت اليابان أعلنت، في الثامن والعشرين من أبريل الماضي، أنها ستعتمد عقار ريمديسيفير، كعلاج لمرضى كوفيد-19 في البلاد، وبالتالي أصبح العقار أول دواء لفيروس كورونا تتم الموافقة عليه في اليابان، حتى قبل دواء "فافيبيرافير" المضاد للإنفلونزا الذي طورته اليابان.
وكان مدير المعهد الوطني الأميركي للأمراض المعدية أنطوني فاوتشي قد أعلن في الثلاثين من أبريل أن عقار ريمديسيفير المضاد للفيروسات له تأثير واضح في تقليص الوقت اللازم، لتعافي المريض من فيروس كورونا. وأضاف، أن هذا الأمر يثبت أن الدواء يمكن أن يتصدى للفيروس، وهو ما يعطي الأمل في القدرة على وقف خطر هذا الوباء. ويعد ريمديسيفير عقارا مضادا للفيروسات ويستخدم عن طريق حقنه في الوريد، لكن من آثاره الجانبية، ارتفاع أنزيمات الكبد والقيء والغثيان.

سمحت "إدارة الغذاء والدواء" الأمريكية (FDA) باستخدام عقار ريمديسيفير الذي يعالج مرض إيبولا، لعلاج المصابين بفيروس كورونا في حالات الطوارئ. ويعني ذلك أنّه بات بالإمكان منح الدواء المضاد للفيروسات للمرضى الذين ينقلون إلى المستشفى مع أعراض كوفيد - 19 حادّة.
وأظهرت تجربة سريرية حديثة أنّ العقار ساعد المرضى في حالات متقدّمة، على التعافي بوقت أسرع. لكنّ منح "إدارة الغذاء والدواء" التفويض باستخدام الدواء في حالات الطوارئ، لا تعني نيله موافقة رسمية، إذ أنّها تتطلب مراجعة على مستوى أعلى. وحذّر خبراء من النظر إلى الدواء الذي صنّع أساساً لعلاج إيبولا، وتنتجه "شركة غيلياد للأدوية"، كأنّه "الحل السحري" في مواجهة كورونا.

ما الذي نعرفه عن ريمديسيفير؟
كان دونالد ترامب من أشدّ الداعمين لريمديسفير كعلاج محتمل لكورونا. وخلال الاختبارات السريرية التي أجراها "المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية" في الولايات المتحدة، تبيّن أنّ العقار يقصّر مدّة التماثل للشفاء من 15 إلى 11 يوماً. شملت التجارب 1.063 شخصاً في مستشفيات حول العالم، منح بعضهم الدواء، ومنح آخرون علاج بلاسيبو (دواء وهمي لقياس الاستجابة).
وقال مدير المعهد الدكتور أنتوي فاوتشي إنّ "تأثير ريمديسيفير في تقليص مرحلة التماثل للشفاء كان واضحاً، ومهمّاً، وإيجابياً". على الرغم من أنّ ريمديسيفير قد يساعد في التعافي، وربما يقلّص حاجة المرضى للعناية المركزة، إلا أنّ التجارب لم تقدّم أي مؤشر واضح على دور للعقار في منع الوفاة جراء فيروس كورونا المستجدّ.



