وصول سلالة كورونا القاومة للقاحات.. كورونا القادم من جنوب إفريقيا مقلق!

أعلن مسؤولون أمريكيون في قطاع الصحة، يوم الجمعة، أنه تم رصد أول إصابتين في الولايات المتحدة بسلالة شديدة العدوى من فيروس كورونا اكتشفت في جنوب إفريقيا، وذلك في ولاية ساوث كارولاينا. خبراء صحة قالوا إن وصول ما يسمى سلالة جنوب إفريقيا يُشكّل تحدياً جديداً لجهود احتواء الجائحة، خاصة أن تلك السلالة مقاومة نوعاً ما للقاحات الحالية المضادة للمرض.

يأتي تأكيد حالتي الإصابة بسلالة الفيروس في ساوث كارولاينا بعد أيام من رصد إدارة الصحة في ولاية مينيسوتا أول إصابة معروفة في البلاد بسلالة شديدة العدوى نشأت في البرازيل. كما سجلت ولاية كولورادو في الشهر الماضي أول إصابة في البلاد بسلالة الفيروس شديدة العدوى التي ظهرت في بريطانيا وارتبطت بزيادة الوفيات، ورُصدت إصابات بهذه السلالة في 28 ولاية على الأقل منذ ذلك الحين. فيما تتوقع المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن تصبح السلالة القادمة من بريطانيا الأكثر انتشاراً في البلاد بحلول شهر مارس/آذار المقبل.

سلالة جنوب إفريقيا "مُقلقة أكثر"

لكن أنتوني فاوتشي، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن الطبيين، ذكر أن فيروس كورونا يتغير بشكل دائم، ومعظم التحور لا يؤثر على فعالية اللقاح، لكن ستكون هناك بدائل إذا ما تطلب الأمر تعديل اللقاحات، مشدّداً على ضرورة مضاعفة إنتاج اللقاحات لمكافحة تحوير الفيروس.

فاوتشي صرّح بأن السلالات الجديدة تظهر دائماً، ويجب التعامل معها بحذر جديد، مؤكداً أن سلالة كورونا الجديدة المكتشفة في جنوب إفريقيا "مُقلقة أكثر" من نظيرتها التي رُصدت في بريطانيا. وأشار إلى أن السلالة المكتشفة في بريطانيا توجد في 20 ولاية أمريكية على الأقل.

يجدر الإشارة إلى أن جائحة كورونا أودت بحياة ما لا يقل عن 430 ألف أمريكي في 11 شهراً، فيما تكافح السلطات لإطلاق أكبر حملة تطعيم في تاريخ البلاد. يُعدّ اكتشاف سلالة جنوب إفريقيا مقلقاً على وجه الخصوص، نظراً لأن العديد من الدراسات المعملية خلصت إلى أنها تخفض كفاءة اللقاح والعلاج بالأجسام المضادة، وإن لم تظهر أي مؤشرات بعد على أنها تسبب حالة أشد من المرض.

جدل بشأن السلالات الأكثر خطورة

يذكر أن سلالة سلالة جنوب إفريقيا ظهرت بعد نحو أسبوعين على اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا في بريطانيا. إلا أن المعلومات المتعلقة بهذه السلالة الجديدة غير مكتملة حتى الآن. فيما أثير جدل بين وزيري الصحة في جنوب إفريقيا وبريطانيا بشأن أي السلالات الجديدة أكثر خطورة وعدوى.

وكالة "بلومبيرغ" نقلت يوم 19 يناير/كانون الثاني 2021، عن سالم عبدالكريم، وهو رئيس مشارك للجنة الاستشارية الوزارية لشؤون مرض "كوفيد-19" بجنوب إفريقيا، قوله إن السلالة الجديدة التي تحمل اسم "501 – في2" تم التعرف عليها خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2020. يمكن لسلالة جنوب إفريقيا الالتصاق بالخلايا البشرية بصورة أكثر كفاءة عن سابقاتها من السلالات، وهذا يساعد في تفسير ما يبدو أنه انتشار أسرع للمرض بنحو 50%، طبقاً لما أورده عبدالكريم.

سلالة جنوب إفريقيا متواجدة بأكثر من 30 دولة

كانت منظمة الصحة العالمية قد لفتت إلى أن السلالة المتحورة لأول مرة في جنوب إفريقيا اكتشفت في أكثر من 30 دولة أخرى حتى الآن. إذ قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا، الدكتور ماتشيديسو مويتي، إن سلالة جنوب إفريقيا انتشرت بسرعة إلى ما وراء إفريقيا، ولذا فأنه من المحتمل أنه ينتشر في عدد من البلدان الإفريقية.

تتألف السلالة الجديدة من نمط مختلف من الطفرات التي تسبب المزيد من التغيرات الجسدية في بنية البروتين الشائك على سطح الفيروس، أكثر من السلالة المتحورة في بريطانيا، بالإضافة إلى أنها يمكن أن تساعد في هروب الفيروس جزئياً من تأثير اللقاحات. يشار إلى أن خبراء بالصحة قالوا إنه يوجد حتى الآن عدة آلاف من المتغيرات المختلفة لفيروس كورونا، إلا أن المخاوف تتركز على عدد صغير منها.