تمرّ بمشكلة، تقع بخطئ، تؤذي شخصًا ما نفسيًا أو جسديًا، وللمحافظة على العلاقة بينكما، أو لتقديم اعتذار أول شيء عليك القيامبه، ودون أيّ تفكير هو قول كلمة "أنا آسف"، ولكن قول الكلمة وحدها ليس كافيًا. خاصة إن بات الأمر مستهلكًا ومكررًا من طرفك. أول ما يجب معرفته، أنّ للطرف الثاني مشاعر وأحاسيس أيضًا، هذا لا يعني أنه من الضروري أن يكون مترف المشاعر، ولكن بطبيعة البشر أنهم يحكمون على علاقاتهم ويبنونها وفقًا للتعامل الذي يلقونه، فإن كنت فظًا لئيمًا معهم فلن يكون هنالك علاقة تربطكم ببعضكم. أما إن كنت لطيفًا مرحبًا صدوقًا صادقًا، فهذه الصفات جميعها ستساهم في بناء علاقة من الأخوة والصداقة وربما الحب أيضًا.
حسنًا، فماذا إن وقعت مشكلة بينك وبين صديقك، ما المطلوب، خاصة إن كنت أنت من أخطأت. أولًا وكما أسلفنا في الذكر، عليك المبادرة بالاعتذار، هذا الأمر سيخفف الكثير من المشاكل، وسيساهم في رفع قيمتك لدى زميلك أو صديقك.
ولكن وكما واضح في العنوان، فإنّ كلمة "أنا آسف" ليست كافية، وعليه عليك القيام بالخطوات التالية:
1- لا تخترع الأعذار: نعم هي ليست بخطوة جيدة أن تقوم باختراع الأعذار أو شرح الأسباب التي دفعتك لارتكاب الخطئ في الدفاع عن نفسك، فهذا الأمر قد يضعك بورطة كبيرة. ما عليك فعله هو أن تكون مباشرًا ودقيقًا، وأن تعترف بما ارتكبت من خطأ وعدم الخوض في أمر غيره، ما قد يجعل الأمر أكثر إقناعًا للطرف الآخر. ولا تنسى الابتعاد عن ألفاظ مثل (لكن، لو، فقط) لأنّها قد تزيد الأمور تعقيدًا.
2- كن صادقًا: نعم عزيزي، لا تخف، في التعبير عن اعتذارك ومشاعرك وحزنك على ارتكاب خطئك، لذلك تحدث من قلبك وكن صادقًا عند اعتذارك، هذا الأمر سيعيد الثقة والاحترام عند الطرف الآخر.
3- ابذل مجهودًا في الإقناع: الاعتذار هو محاولة وفرصة لإعادة بناء الثقة بينك وبين من أخطأت بحقه، لذلك حاول قدر الإمكان الحصول على الغفران والمسامحة منه. وللوصوص لهذا الأمر، عليك التحقق مما يشعر به الشخص الآخر. وبهذه الطريقة أنت تتعرف على جرحه وألمه. لكن كيف يمكن التحقق من ذلك؟ إن أفضل طريقة للقيام بذلك هي إبداء التعاطف مع الوضع الذي خلقته بسبب تصرفاتك. قل أشياء مثل "لا بد أن ذلك كان صعبًا عليك"، أو "أنا آسف أن كلماتي أو أفعالي سببت لك الألم".
4- تغيّر: يملّ الشريك أو الصديق، من الشخص الذي يكرر الأخطاء ذاتها، فهذه الأمور تبرّد العلاقة وزيد من حدّة المشكلات. عليك أن تستوعب أن تكرارك للخطئ ليس بالشيء السليم، فإما أن تبادر بتغيير نفسك بذاتك، عبر مراقبة أفعالك أو ألفاظك، وإما أن تستشير معالجًا نفسيًا أو طبيبًا. هذا الأمر ليس بالعيب بل إنّه لشيء جيد أن تعتني بنفسك وبصحتك النفسية والعقلية وبمحيطك أيضًا، وعامل إيجابي ومحفز لتقريبك من أصدقائك وعائلتك.