يتميز كل بلد ومجتمع بأكلات خاصة به تتعلق بالعادات والتقاليد والثقافة، لكن هل فكرتم يوماً من أين جاءت تسمية بعض هذه الأكلات؟ بعض التسميات لها علاقة بالتاريخ وببعض الشخصيات تحديداً. وسنقدم لكم أبرز القصص المثيرة والغريبة وراء تسمية بعض الأطعمة:
أم علي
تعود الحكاية إلى الزمن الذي تزوجت فيه الملكة "شجرة الدر" عقب وفاة زوجها السلطان نجم الدين أيوب من الأمير المملوكي عز الدين أيبك، الذي كان متزوجاً. ومع مرور الأيام عاد به الحنين إلى قديمه فقرر إعلان زوجته الأولى ملكة على مصر بدلاً من شجرة الدر، الأمر الذي أشعل نيران الغيرة في داخلها، فقررت الانتقام لنفسها باستئجار مَن قام بقتله. لكنها لم تهنأ بذلك الانتقام. فقررت زوجته الأولى أم علي أن تضرب عصفورين بحجر واحد: الثأر لزوجها المقتول، والانتقام من شجرة الدر في الوقت نفسه، فاصطحبت عدداً من جواريها ودخلت على شجرة الدر في حمامها وأوسعتها ضربا بـ"القباقيب" الخشبية حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. ولم تكتفِ بذلك، بل سارعت إلى إعداد كميات كبيرة من حلوى صنعتها من الرقاق واللبن المحلّى بالسكر ووزعتها على العامة من المصريين الذين لم يعرفوا اسم هذه الحلوى، فأطلقوا عليها اسم صاحبتها "أم علي".
الكرواسون
في عام 1683 كان العثمانيون يحاصرون فيينا التي استعصت أسوارها عليهم، فلم يجدوا وسيلة لدخول المدينة سوى الحفر تحت هذه الأسوار، فقادهم القدر إلى أرضية مخبز يمتلكه خباز ذكي، أسرع بإخبار سلطات المدينة عن أصوات الحفر تحت مخبزه، ما جعل هذه السلطات تدحر العثمانيين وتكسر حصارهم، فعمت المدينة احتفالات بهيجة بهذه المناسبة. ولم يجد السكان طريقة للانتقام من العثمانيين أفضل من "أكل" شعارهم، وبما أن الهلال كان شعاراً للدولة العثمانية آنذاك، فقد أخذ السكان يصنعون معجنات على شكل أهلّة عرفت بـ"كوروسّان"، وهي كلمة فرنسية تعني "هلال".
البقلاوة
لتسمية البقلاوة بهذا الاسم عدة أسباب، فالبعض يقول إنها أطعمة جاءت من كلمة بقوليات بسبب دخول الفول السوداني ضمن مكوناتها، والبعض الآخر يقول إن زوجة من زوجات أحد السلاطين في تركيا كان اسمها بقلاوة، وهي من قامت باختراعها. وهناك رواية ثالثة تقول إن طباخة لدى أحد السلاطين كانت تدعى "لاوة"، وهي من قامت بابتكار هذه الحلوى، وكلما سأل أحد الضيوف السلطان عن هذه الحلوى يقول "باق لاوة بايدي" أي "انظر ماذا صنعت لاوة". ومع تكرار هذه الجملة وبمرور الوقت، أصبحت بقلاوة.
أصابع زينب
وهي من أشهر الحلويات، وقد تنوعت قصص تسميتها. ففي رواية أن زينب الفتاة التي تجيد الطبخ ابتكرت هذه الحلوى وقدمتها إلى ضيوفها فقالوا "تسلم أصابع زينب". وفي رواية أخرى جاء أن زينب كانت فتاة جميلة، فشبّه المصريون هذه الحلوى بأصابعها الجميلة.